الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

تأثيرات غير معروفة على صحتها.. الحيتان أكبر مستهلك للجزيئات البلاستيكية

تأثيرات غير معروفة على صحتها.. الحيتان أكبر مستهلك للجزيئات البلاستيكية

Changed

نافذة تحليلية ترصد مخاطر التلوث البلاستيكي على الإنسان والطبيعة (الصورة: غيتي)
يُمكن أن تتضرّر الحيتان من المواد البلاستيكية الدقيقة والمواد الكيميائية السامّة التي تحملها، حيث تمّ تحديد وجود الملوّثات المشتقّة من البلاستيك في شحومها.

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن الحيتان تبتلع ملايين جزيئات البلاستيك يوميًا، مما يجعلها أكبر مستهلك للنفايات البلاستيكية على هذا الكوكب، وهو ما يُثير التساؤلات حول تأثيرات غير معروفة على صحتها.

وقدّرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نايتشر كوميونيكايشينز" ونقلتها صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الحيتان الزرقاء تستهلك 10 ملايين جزيئة بلاستيكية في اليوم، أي أكثر من مليار جزيئة خلال موسم تغذية واحد يستمرّ بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، مشيرة إلى أن وزن البلاستيك المستهلك خلال الموسم يتراوح بين 230 كيلوغرامًا و4 أطنان.

وحذّر الباحثون من أن ارتفاع النسب في المناطق شديدة التلوّث البلاستيكي، سيدفع الحيتان إلى أكل 150 مليون جزيئة في اليوم الواحد.

ويُعدّ هذا البحث، الذي تمّ تجميع بياناته من حيتان المياه الساحلية لولاية كاليفورنيا، الأول من نوعه في تقدير استهلاك البلاستيك الدقيق من الحيتان الزرقاء والزعنفة والحدباء التي تُصنّف ضمن الحيتان البالينية.

ووجدت الدراسة أن جميع المواد البلاستيكية الدقيقة المستهلكة موجودة في الكريل والأسماك التي تأكلها الحيتان، وليس في الماء. كما أشارت إلى التأثيرات السلبية لاستهلاك الحيتان هذه المواد، التي تضاف إلى التأثيرات البشرية الأخرى التي تُهدّد حياتها، مثل الصيد، والضوضاء، وضربات السفن.

ويُمكن أن تتضرّر الحيتان من المواد البلاستيكية الدقيقة والمواد الكيميائية السامّة التي تحملها، حيث تمّ تحديد وجود الملوّثات المشتقّة من البلاستيك في شحومها.

وأوضحت الدكتورة شيريل كاهانا روثرت، من جامعة ولاية كاليفورنيا والتي قادت الدراسة، أن كميات البلاستيك التي تتناولها هذه الحيتان "ضخمة جدًا ومفاجئة"، مضيفة أن هناك "محيطات أكثر تلوّثًا من ساحل كاليفورنيا، مثل بحر الشمال، والبحر الأبيض المتوسط، ومياه جنوب شرق آسيا".

بدوره، قال الدكتور ماثيو سافوكا، من جامعة ستانفورد، والذي كان جزءًا من الفريق الذي أجرى الدراسة: "من المؤكد أن تغذية الحيتان في تلك المناطق، قد تكون معرّضة لخطر أكبر من تلك الموجودة قبالة الساحل هنا في غرب الولايات المتحدة".

وأضاف: "إنها قصة حزينة عن الحيتان، وعن الإنسان أيضًا، حيث تتأثر النظم الغذائية البشرية أيضًا. وسواء كان سمك القد، أو سمك السلمون، أو غيرها من الأسماك، فهم يأكلون الأسماك نفسها التي تأكلها الحيتان الحدباء".

وأوضحت "الغارديان" أنه مع ارتفاع نسب النفايات، لوّثت المواد البلاستيكية الدقيقة الكوكب بأكمله، من قمة جبل إيفرست إلى أعماق المحيطات، مشيرة إلى رصد أكثر من 1500 نوع برّي يستهلك هذه الجزيئات البلاستيكية؛ بما فيها الإنسان عن طريق الطعام والماء، بالإضافة إلى استنشاقها.

وفي مارس/ آذار الماضي، تمّ تحديد جزيئات بلاستيكية دقيقة في دم الإنسان.

كما أوضح جمال الموسى، الباحث المتخصّص في البيئة والمناخ، في حديث سابق إلى "العربي"، أن مخاطر التلوّث البلاستيكي يندرج على البيئة البحرية، والثروة السمكية إذ إن الأسماك تعتبر هذه الجزئية من البلاستيك وكأنها غذاء، مما يضر بصحة الإنسان عبر أكل السمك.

ووجد العلماء أن حيتان البالين تتغذّى بشكل أساسي على أعماق تتراوح بين 50 و250 مترًا، وهو أيضًا المكان الذي توجد فيه معظم المواد البلاستيكية الدقيقة.

وتشير التقديرات إلى أن الحيتان الحدباء، وهي أصغر حجمًا من الحيتان الزرقاء، تبتلع ما يصل إلى 4 ملايين جسيم من البلاستيك الصغير يوميًا خلال تغذيها على الكريل، و200 ألف جسيم خلال تغذيها على أسماك أخرى، مثل الأنشوجة.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close