يبدو "مستقبل تويتر" مفتوحًا على الكثير من السيناريوهات والاحتمالات منذ استحواذ الملياردير الأميركي إيلون ماسك على المنصّة الشهيرة للتواصل الاجتماعي.
فقد كان على أغنى شخص في العالم، إيلون ماسك، أن يخوض معركة شرسة حتى يتمكّن من إكمال الصفقة، التي كلّفته 44 مليار دولار، ليغدو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في المنصة.
الآن وبعد أن أصبح ماسك الرئيس التنفيذي لتويتر، ما هي خططه ورؤيته لمستقبل المنصّة؟ وهل سيغرّد العصفور الأزرق خارج السرب؟
قصة "درامية" أفضت إلى "صفقة تويتر"
يُمكن وصف قصة شراء إيلون ماسك لتويتر بـ"الدرامية". وقد بدأت هذه القصّة حين أبدى الملياردير، المستخدم الشّرِه لتويتر، رغبته في الاستحواذ على التطبيق بهدف تنظيفه من الحسابات المزيّفة والحفاظ عليه كمنصّة لحرية التعبير.
لكنه وبعد أسابيع، تراجع عن عملية الشراء، معبّرًا عن مخاوفه من أن عدد الحسابات المزيفة أعلى مما زعم مسؤولو تويتر.
في المقابل، نفى هؤلاء الاتهامات، قائلين إن ماسك أراد التخلّي عن الاتفاق لأنه أصبح قلقًا بشأن السعر.
ودخل الجانبان في معركة قضائية مطوّلة، بحيث رفعت الشركة دعوى قضائية لحمله على إتمام الصفقة، ما دفعه إلى العدول عن قراره والعودة الى الصفقة مجددًا، شرط إيقاف الإجراءات القانونية ضده.
كيف يبدو مستقبل تويتر؟
على صعيد الإدارة، سبق لماسك أن أعلن نيّته تقليص عدد موظفي الشركة البالغ عددهم 7500 شخص بنسبة 75%.
ورغم أنه تراجع عن تسريح هذا العدد من الموظفين، إلا أنه أبلغهم أن وضع الشركة المادي يجب أن يُصبح أكثر صحية من خلال تقليل النفقات.
وفي هذا الإطار، ينوي ماسك استحداث خدمة مدفوعة الثمن مقابل حذف الإعلانات على غرار يوتيوب، وذلك بهدف زيادة الدخل السنوي لتويتر إلى أكثر من 25.4 مليار دولار بحلول عام 2028.
أما على صعيد المضمون، فيُرجّج أن يعمل ماسك على تخفيف القيود على المنشورات بحيث تُصبح الرقابة في حدها الأدنى.
ويُعرف ماسك بمعارضته لمبدأ الرقابة، وبإيمانه القوي بحرية التعبير إلى درجة يعتبرها خصومه خطرة في عالم يعجّ بالأفكار المتطرّفة والخطرة.
واقترح ماسك اعتماد سياسة الخوارزميات الحرة التي تُعدّ البناء البرمجي الأساسي لتحديد المحتوى، أو بمعنى آخر، عدم التحكّم بالخوارزميات، والذي كان يسمح لإدارة تويتر سابقًا بترفيع بعض المواد وإخفاء أخرى حسب مدى تطابقها مع سياسة المنصة.
تحديات بأبعاد سياسية
بالمختصر، يريد ماسك أن يصبح تطبيق تويتر منصّة مفتوحة تُطرح فيها كل الأفكار بكل حرية؛ كما يرى ضرورة السماح لمن عُلّق حسابه سابقًا، بالعودة إلى المنصة مرة أخرى.
لكنه يُواجه تحديًا يتمثّل في قوانين الدول المختلفة التي قد يزعجها ذلك؛ لذلك فقد حاول تبديد تلك المخاوف بالقول إنه سيعمل على الموازنة بين القوانين وحرية التعبير، مؤكدًا أن مشكلته هي مع الرقابة التي تتجاوز القانون.
وهنا تدخل السياسية، إذ إن الشخصية الأشهر التي عُلّق حسابها في تويتر هو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وسبق لماسك أن أكد أنه في حال شرائه تويتر، فإنه سيُعلّق قرار منع ترمب.
ويكتسب هذا التصريح أبعادًا مستقبلية، خصوصًا على صعيد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.