أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء أنّ واشنطن لن تتخلى عن هدف إعادة السودان إلى مسار الحكم الديمقراطي المدني، وأنّها تعمل في محادثات جدّة في السعودية لتمديد وقف إطلاق النار، والتوصّل إلى اتفاق لتوفير المساعدات الإنسانية.
وبدأت محادثات جدّة يوم السبت الماضي، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ومنذ 15 أبريل الماضي، تتواصل الاشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، والتي خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى، ودفعت بالسكان للنزوح بعيدًا عن مناطق الاشتباكات، وإلى خارج حدود البلاد، وسط دعوات أممية ودولية للتهدئة واللجوء لطاولة المفاوضات.
مخاطر اندلاع حرب شاملة
من جهته، حذّر مفوض شؤون التوسّع والجوار بالاتحاد الأوروبي أوليفر فارهيلي من أنّ "خطر اندلاع حرب شاملة في السودان يزداد بشكل كبير".
ترحيب دولي وإقليمي بانطلاق محادثات #جدة بين طرفي النزاع في #السودان#للخبر_بقية pic.twitter.com/8ueR1ufRLR
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 6, 2023
وقال فارهيلي خلال جلسة حول السودان عقدت في الجمعية العامة للبرلمان الأوروبي اليوم الثلاثاء: إنّ الاتحاد "سيواصل الضغط من أجل حل سياسي من خلال الجهود المنسقة مع جميع الجهات الفاعلة الدولية، يتمثل بالمساهمة في وقف إطلاق نار مستدام لضمان سلامة المدنيين والسماح بجهود الإنقاذ من قبل الجهات الفاعلة الإنسانية".
دعم الفئات الأكثر ضعفًا
وفي هذا الإطار، أعلن برنامج الغذاء العالمي أنّه يخطط للوصول إلى 380 ألفًا من الفئات الأكثر ضعفًا في السودان "على الفور".
وقال برنامج الغذاء العالمي في السودان في بيان: إنّ منظمته تظلّ ملتزمة بدعم أكثر الفئات ضعفًا في السودان، حتى بعد عمليات النهب الأخيرة لمكاتبها الرئيسية.
وأضاف البيان أن المنظمة وصلت بعد رفع التعليق الأسبوع الماضي لأكثر من 35 ألف شخص في 3 ولايات، هي: القضارف، والنيل الأبيض، وكسلا، وقدّمت لهم مساعدات غذائية طارئة تكفيهم لشهرين، مشيرة إلى أن من بين المستفيدين من المساعدات لاجئون ونازحون داخليًا.
وأوضح أن المساعدات الغذائية الطارئة للسودانيين النازحين مؤخرًا في ولاية الجزيرة ستبدأ بالوصول في الأيام المقبلة.
وأوضح أنّه يقوم بتوسيع نطاق عملياته خلال الأشهر المقبلة لدعم حوالي 5 ملايين شخص من الفئات المستضعفة في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك النازحين الجدد والمجتمعات المضيفة المعرّضة للخطر، واللاجئين والنازحين داخليًا الموجودين مسبقًا.
والجمعة، قال مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان إيدي رو في تصريحات صحفية: إنّ نحو 17 ألف طن من المساعدات تعرّضت للنهب، مشيرًا إلى أن ثمن المواد الغذائية يتراوح بين 13 إلى 14 مليون دولار.
ويتوقع برنامج الأغذية العالمي ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان بنحو مليونين و500 ألف شخص، ليصل الإجمالي إلى 19 مليونًا خلال فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، إذا استمر الصراع.