الجمعة 26 يوليو / يوليو 2024

تحذيرات من نزوح جماعي.. العدوان يتسبب بانهيار القطاع الصحي في غزة

تحذيرات من نزوح جماعي.. العدوان يتسبب بانهيار القطاع الصحي في غزة

شارك القصة

قطاع غزة
قال غوتيريش: "نريد أن نرى مجلس الأمن يدعو إلى وقف إنساني لإطلاق النار"- رويترز
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة الأربعاء من "انهيار كامل وشيك للنظام العام" في القطاع الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر.

يستمر العدوان الإسرائيلي على غزة، وسط قصف عنيف استهدف مربعات سكنية في مختلف أنحاء القطاع، مسفرًا عن استشهاد أكثر من 100 شخص خلال 24 ساعة وفق أرقام وزارة الصحة.

وأضافت الوزارة أن "الاحتلال الإسرائيلي ينفذ جرائم إبادة جماعية شمال غزة"، وبين أن "800 ألف من سكان شمال غزة باتوا بلا غطاء صحي".

انهيار النظام الصحي في غزة

ومع دخول العدوان الإسرائيلي على غزة شهره الثالث، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة الأربعاء من "انهيار كامل وشيك للنظام العام" في القطاع الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر، وذلك في رسالة غير مسبوقة إلى مجلس الأمن شدد فيها على وجوب إعلان وقف إنساني لإطلاق النار.

وكتب أنطونيو غوتيريش متطرقًا للمرة الأولى منذ توليه الأمانة العامة في 2017 إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له "لفت انتباه" المجلس إلى ملف "يمكن أن يعرض حفظ السلام والأمن الدوليين للخطر": "مع القصف المستمر للقوات الاسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حد أدنى للبقاء، أتوقع انهيارًا كاملًا وشيكًا للنظام العام بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل مستحيلًا تقديم مساعدة إنسانية حتى لو كانت محدودة".

وأضاف الأمين العام: "قد يصبح الوضع أسوأ مع انتشار أوبئة وزيادة الضغط لتحركات جماعية نحو البلدان المجاورة".

كما أشار إلى أنه في حين أن المساعدات الإنسانية التي تمر عبر معبر رفح "غير كافية، نحن ببساطة غير قادرين على الوصول إلى من يحتاج إلى المساعدات داخل غزة".

وقال: "قوّضت قدرات الأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني بنقص التموين ونقص الوقود وانقطاع الاتصالات وتزايد انعدام الأمن".

وأضاف: "يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولية استخدام نفوذه لمنع تصعيد جديد ووضع حد لهذه الأزمة" داعيًا أعضاء مجلس الأمن إلى "ممارسة الضغط لتجنب حدوث كارثة إنسانية".

وعلق ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش أن "الأمين العام يشير إلى إحدى السلطات النادرة التي يمنحه إياها الميثاق"، متحدثًا عن "خطوة ذات دلالة كبيرة" لانه لم يتم اللجوء إلى المادة 99 "منذ عقود".

تحذير من نزوح جديد

إلى ذلك، أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" الأربعاء أن نزوحًا جماعيًا للفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة سيكون "كارثيًا".

وفي حين شدّد على ضرورة وقف إطلاق النار، قال غراندي: "آمل ألا يكون هناك نزوح إقليمي للفلسطينيين".

كما لفت إلى أنه "من المهم جدًا معالجة الأزمة الإنسانية ومسألة المساعدات غير الكافية التي تدخل غزة لمنع نزوح جماعي من شأنه أن يكون كارثيًا".

وأضاف: "يجب ألا ننسى أن ثلثي سكان غزة هم أصلًا لاجئون منذ الحرب الإسرائيلية العربية الأولى" 1948-1949 في إشارة إلى النكبة.

واعتبر أن الأولوية هي بالتالي "عودة إلى الهدنة، يليها وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية ووقف أكثر ثباتًا للأعمال العدائية"، مع زيادة المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة والتي يعتبرها "غير كافية إلى حد كبير".

"أهل غزة بلا غطاء صحي"

إنسانيًا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأربعاء، أن 800 ألف من سكان شمال القطاع "باتوا بلا غطاء صحي"، محذرة من "جرائم إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل في شمال القطاع".

وقال متحدث وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة، في بيان، إن "الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تصفية الوجود الصحي شمال غزة".

وأضاف أن "الاحتلال الإسرائيلي ينفذ جرائم إبادة جماعية شمال غزة"، وبين أن "800 ألف من سكان شمال غزة باتوا بلا غطاء صحي".

وذكر القدرة في بيان آخر أن "مستشفى المعمداني بغزة فقد قدراته أمام الأعداد الكبيرة من الإصابات"، مضيفًا أن "الجرحى ينزفون حتى الموت".

وأردف: "نعمل على تشغيل ما يمكننا من مجمع الشفاء الطبي لاستقبال الجرحى، ولكننا نواجه صعوبات كبيرة ونحتاج دعم وحماية المؤسسات الدولية".

تصعيد مستمر في جبهة جنوب لبنان

ميدانيًا، وعلى الجبهة اللبنانية، أعلن "حزب الله"، الأربعاء، استهداف مواقع وتجمعات لجنود إسرائيليين، قرب حدود لبنان الجنوبية، فيما قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف عدة بلدات لبنانية.

وقال "حزب الله" في بيان، إن عناصره "استهدفوا موقع الرادار الإسرائيلي (مقابل بلدتي شبعا وكفرشوبا اللبنانيتين)، بالأسلحة ‏المناسبة وحققوا فيه إصابات ‏مباشرة". ‏

ولفت الحزب في بيانات منفصلة إلى أن عناصره استهدفوا "موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ ‌‏موجه، كما استهدفوا موقعي الضهيرة وحدب البستان بالصواريخ الموجهة، وموقع المالكية بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيه إصابات ‏مباشرة". ‏

وأوضح أن مقاتليه "هاجموا موقع الراهب، والموقع البحري، بالأسلحة المناسبة وحققوا فيه إصابات ‏مباشرة".‏

كما استهدفت الحزب، وفق البيان، "تجمعات لجنود إسرائيليين في مواقع جل العلام، وكرم التفاح قرب ‏ثكنة ميتات، وتل شعر مقابل بلدة ‏عيتا الشعب اللبنانية، بالأسلحة المناسبة وحققوا فيه إصابات مباشرة".

كما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء، بإبعاد "حزب الله" اللبناني إلى ما وراء نهر الليطاني جنوب لبنان، سواء بترتيب سياسي دولي أو بتحرك عسكري، وفق إذاعة جيش الاحتلال.

صواريخ باليستية على إيلات

أمّا على الجبهة اليمنية، فأعلنت جماعة الحوثي، مساء الأربعاء، استهداف منطقة إيلات في جنوب إسرائيل، بدفعة صواريخ باليستية.

جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث العسكري لقوات الحوثيين يحيى سريع، نشره عبر حسابات الجماعة على منصات التواصل الاجتماعي.

وقال سريع: "أطلقت القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية (الحوثيين) دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف عسكرية للكيان الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش (الاسم العربي لإيلات) جنوب فلسطين المحتلة".

وأضاف أن قوات الحوثي "مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية ضد العدو الإسرائيلي، وتنفيذ قرار منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين العربي والأحمر نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم، وحتى يتوقف العدوان على إخوانِنا في غزة".

لكن الجيش الإسرائيلي، أعلن في وقت سابق الأربعاء، أنه استخدم منظومة "سهم" لاعتراض صاروخ "أرض ـ أرض" أطلق نحو مدينة إيلات جنوبي البلاد.

ونقلت القناة "13" الإسرائيلية نقلت عن سكان إيلات، سماع دوي انفجارات لدى اعتراض الصاروخ.

وكان مراسل "العربي" في صنعاء خليل القاهري قد أفاد بأن اتجاه السلطات في صنعاء لإغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية ماض بوتيرة عالية.

كما لفت مراسلنا إلى عمليات مهاجمة بعض السفن كما حدث خلال اليومين الماضيين في البحر الأحمر، أو إطلاق صواريخ على مواقع إسرائيلية تحديدًا في إيلات.

مطالبات مستمرة بهدنة إنسانية

إلى ذلك وعلى مستوى المطلبات بإعادة الهدنة الإنسانية، أكد عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، الأربعاء، ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وحماية المدنيين، محذرًا من الوضع الإنساني "المأساوي" هناك.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وفق بيان للديوان الملكي. وذكر البيان أن الملك شدد على "ضرورة الضغط للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين".

وأشار إلى "ضرورة العمل على مضاعفة المساعدات الإغاثية والطبية وإيصالها إلى قطاع غزة دون انقطاع"، محذرًا من الوضع الإنساني "المأساوي" هناك.

كما أفادت الخارجية القطرية بأن "رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ناقش مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سبل خفض التصعيد ووقف إطلاق النار في غزة".

وأشارت الخارجية القطرية إلى أن "رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري شدد على ضرورة فتح ممرات إنسانية دائمة لضمان دخول المساعدات إلى غزة".

وأضافت الخارجية القطرية: "مستمرون بالتنسيق مع شركائنا في الوساطة من أجل العودة إلى التهدئة وصولًا لوقف دائم لإطلاق النار في غزة".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close