سجّل "المؤشر العربي 2022" انخفاضًا في نسب الاهتمام بالشؤون السياسية لدى المواطنين العرب؛ بنسبة 8% في استطلاع 2022 مقارنة باستطلاع 2019/ 2020.
كما كشف المؤشر الذي شمل 33300 مستجيب ومستجيبة، أن انخراط المواطنين في منظّمات مدنيّة وأهليّة طوعيّة منخفض في المنطقة العربيّة، كما أن مشاركتهم المدنية محدودة.
وعبر الاستطلاعات الثمانية الماضية، أظهرت نتائج المؤشر الصادر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، تحولات جوهرية في مصادر المواطنين لمتابعة الأخبار السياسية، فقد ارتفعت نسبة الذين يعتمدون على الإنترنت، وانخفضت نسبة الذين يعتمدون على التلفزيون.
وشمل الاستطلاع 14 بلدًا عربيًا، صنّفت بحسب أقاليم الوطن العربي الجغرافية، وهي:
- المغرب العربي: موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا.
- وادي النيل: مصر، والسودان.
- المشرق العربي: فلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق.
- الخليج العربي: السعودية، والكويت، وقطر.
ما المصادر التي يعتمد عليها المواطن العربي لمتابعة الأخبار السياسية؟
انقسم الرأي العام العربي على صعيد اهتمامه بالشؤون السياسية في بلدانه، ومن الجدير بالملاحظة أن هناك انخفاضًا في نسب الاهتمام بالشؤون السياسية؛ إذ انخفضت بنسبة 8% في استطلاع 2022 مقارنة باستطلاع 2019/ 2020.
وعبر الاستطلاعات الثمانية الماضية، أظهرت النتائج تحولات جوهرية في مصادر المواطنين لمتابعة الأخبار السياسية، فقد ارتفعت نسبة الذين يعتمدون على الإنترنت، وانخفضت نسبة الذين يعتمدون على التلفزيون.
وما زالت أكثريّة المواطنين في المنطقة العربيّة تعتمد على التلفزيون في متابعة الأخبار السياسيّة بنسبة 47%، ثم على شبكة الإنترنت بنسبة 36%، والراديو بنسبة 6%، والصحف اليومية بنسبة 4%.
وبطبيعة الحال، فإن المصادر المتاحة على الإنترنت تتضمن مواقع إخبارية ومنصات لمؤسسات إعلامية وتلفزيونية؛ أي إن التحول هنا هو في الوسائط المستخدمة في الحصول على الخبر، وليس نوع المؤسسة الإعلامية التي تنشر الخبر.
وقال 36% من المستجيبين إنهم يعتمدون على الإنترنت لمتابعة الأخبار السياسية، وهي أعلى نسبة منذ عام 2011، وقد تضاعفت خلال تلك الفترة أكثر من سبع مرات، ومقابل هذا الارتفاع انخفضت نسبة الاعتماد على التلفزيون تدريجيًا عبر السنوات.
ما مدى انتساب المواطنين إلى المنظمات المدنية والأحزاب السياسية؟
سجًل انخراط المواطنين في منظّمات مدنيّة وأهليّة طوعيّة معدلًا منخفضًا في المنطقة العربيّة، لم تتجاوز نسبته 13%. وتصبح النسب أقل من ذلك، إذا أخذنا في الاعتبار مدى مشاركة المستجيبين في الهيئات التي أفادوا أنهم ينتسبون إليها.
ولا يزال الانتساب إلى جمعيات وهيئات عائلية أعلى من الانتساب إلى الجمعيات الأهلية والمدنية والثقافية والطوعية.
كما أن أكثرية مواطني المنطقة العربيّة (64%) غير منتسبة إلى أحزاب سياسية، ولا يوجد حزب سياسي يمثّلها.
وعلى الرغم من أن المواطنين في المنطقة العربية يؤيدون النظام الديمقراطي ضمن فهم ذي محتوى لماهية الديمقراطية، فإن مشاركتهم السياسية والمدنية محدودة.
ولتوضيح هذه النقطة جرى اختبار مؤشرات لقياس درجة الانخراط السياسي، وهي: مدى اهتمام المواطنين بالشؤون السياسية في بلدانهم، ومدى الثقة بالأحزاب السياسية، ونية المشاركة في الانتخابات المقبلة.
وأفادت الأكثرية (51%) في العالم العربي أنها تنوي التصويت في الانتخابات النيابية المقبلة، حيث أصبحت هذه النسبة 51% في مؤشر 2022، بعد أن كانت 48% في مؤشر 2019/ 2020، علمًا أن أعلى نسبة عبرت عن رغبتها في المشاركة في الانتخابات سُجِّلت في استطلاع 2011.
وظلت الثقة بالأحزاب السياسية محدودة، وتتراجع عبر السنوات.
وعلى الرغم من أن الرأي العامّ العربي يؤيد الديمقراطية ويفضلها ويقيّم مستوى الديمقراطية في البلدان العربية تقييمًا غير إيجابي؛ فمن الواضح أن العزوف عن الانخراط السياسي أو "اللامبالاة السياسية" هو السائد. وقد يكون هذا متوقعًا في إطار محدودية المشاركة السياسية، أو أن المتاح غير مقنع للمواطن من ناحية التأثير.
للاطلاع على التقرير الكامل لنتائج المؤشر العربي 2022