يعد الإقلاع عن التدخين خطوة صعبة لكن مهمة في طريق تحسين الصحة العامة والحد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة.
وإذا كنتم من مدخني السجائر وتفكرون في التخلص من هذه العادة الضارة، فسيكون هذا القرار إجراء مهمًا نحو تحقيق تغييرات إيجابية كبيرة في أجسادكم.
فعندما تقررون التوقف عن استنشاق الدخان المضرّ والابتعاد عن أكثر من 4,800 مادة سامة موجودة في السجائر، ستطرأ على الجسم تحولات مدهشة وملموسة، وستلاحظون تغيرات صحية لم تشعروا بها من قبل.
ما الذي يحدث للجسم عند الإقلاع عن التدخين؟
بعد 20 دقيقة
يؤكد موقع "ذا هيلثي" أن الدورة الدموية تبدأ في التحسن بمنطقة اليدين والقدمين بعد مرور 20 دقيقة فقط من تناول آخر سيجارة، بعد أن كان ذلك صعبًا بسبب ضيق الأوعية والشرايين بسبب المواد السامة.
ووفق المتخصصة بأمراض الرئة في مستشفى "لينوكس هيل" في نيويورك لين هورويتز، يؤثر التدخين بشكل مباشر على الدورة الدموية في جميع أنحاء الجسد.
بعد ساعتين
تشير هورويتز إلى أنه بعد ساعتين فقط من دون تدخين، يتحسن نبض الجسم ودقات القلب وينتظم ضغط الدم.
وفي حالة المرأة الحامل، ستبدأ نبضات قلب الجنين في العودة إلى طبيعتها.
بعد 12 ساعة
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعود معدل أول أكسيد الكربون في الدم إلى طبيعته بعد 12 ساعة من التوقف عن التدخين، ويبدأ معدل الأكسجين في الدم في التحسن.
أما أول أكسيد الكربون، فهو غاز سام عديم اللون والرائحة ويوجد في مستويات عالية في دخان السجائر، يمتصه الجسم ليحل محل الأكسجين.
بعد 24 ساعة
تقول لين هورويتز: إن خطر الإصابة بنوبة قلبية قد يبدأ في الانخفاض، بعد مرور 24 ساعة، وذلك بسبب انتظام النبض وضغط الدم ونسبة الأكسجين في الجسم.
بعد يومين
بعد مرور 48 ساعة بلا تدخين، تبدأ حاستا الشم والتذوق لدى المدخن في التحسن؛ فالمواد الكيميائية المضافة إلى التبغ، تؤثر بشكل كبير على الأعصاب المرتبطة بحاستي الشم والتذوق.
ويستغرق الجسم بعض الوقت لاستعادة الحساسية الكاملة للروائح والنكهات، ولكن القدرة على استشعارها تتحسن تدريجيًا بعد يومين فقط.
بعد ثلاثة أيام
تشرح هورويتز أن أداء الرئتين يبدأ في التحسن ويشعر المدخن السابق أن طريقة تنفسه باتت أفضل.
ففي هذه المرحلة، تتعافى الشعيرات الصغيرة على الرئتين التي تعرف باسم الأهداب.
بعد ثلاثة أسابيع
في هذه المرحلة، من المحتمل أن يكون الجسم قد تخلص من آثار النيكوتين تمامًا من الجسم.
ويخزن النيكوتين في الخلايا الدهنية، لذا، يمكن أن يستغرق التخلص منه وقتًا أطول بناءً على عدة عوامل مثل الوزن وسنوات التدخين.
بعد ثلاثة أشهر
قد يلاحظ المدخنون السابقون بعد 3 أشهر من إقلاعهم عن التدخين، أن بشرتهم بدأت بالتحسن، لا سيما من حيث اللون.
فالمواد الكيميائية الموجودة في السجائر تغير لون البشرة وتؤدي لظهور بقع بنية أو رمادية، وتحديدًا في المناطق المحيطة بالشفاه والأصابع.
كما يؤدي التدخين إلى تضييق الأوعية الدموية وتقليل تدفق الدم إلى الجلد. وبالتالي، يمكن أن يحدث تراجعًا في إمدادات الأكسجين والمواد الغذائية الضرورية للبشرة.
بعد عام
بحسب منظمة الصحة العالمية، ينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين إلى النصف بعد التوقف لمدة 12 شهر عن التدخين.
وتذكّر المتخصصة هورويتز عبر موقع "ذا هيلثي" أن "التدخين هو السبب الأول لأمراض القلب".
بعد 5 أعوام
بعد أكثر من 5 أعوام، تقل مخاطر الإصابة بسرطان المعدة والفم والحلق والمريء وسرطان الرئة.
بالإضافة إلى ذلك، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية يتراجع بشكل ملحوظ.
بعد 10 أعوام
يستمر خطر الإصابة بسرطان الرئة في الانخفاض بعد 10 سنوات من الإقلاع عن التدخين إلى 50%، نتيجة إصلاح الجسم لخلايا الرئتين التي أتلفها التدخين.
وتوضح هورويتز أن خطر الإصابة بسرطان الفم والحلق والمريء والمثانة والكلى يستمر أيضًا في الانخفاض.
بعد 15 عامًا
تلفت منظمة الصحة العالمية إلى أن معدل الإصابة بأمراض القلب عند المدخنين السابقين، يصبح نفسه مثل غير المدخنين، بعد 15 عامًا.
يذكر أن التدخين يرتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة ويقلل من العمر المتوقع، ولذلك يعزز الإقلاع عن هذه العادة فرصة العيش لفترة أطول وبصحة أفضل.
نظام غذائي يساعد على الإقلاع عن التدخين
من جهة ثانية، يتطلب الإقلاع عن التدخين الإرادة القوية والالتزام الجدي من الشخص المدخّن، وتوجد عوامل مساعدة منها ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي صحي.
في هذا الصدد، تحدثت المتخصصة بالتغذية بشاير البدر في مقابلة سابقة مع "العربي" عن أهمية اتباع نظام غذائي معين عند الإقلاع عن التدخين، وذلك كون النيكوتين يسرع في عملية الأيض، أي تحويل الغذاء إلى طاقة.
وبالتالي لتجنب زيادة الوزن والتبعات الصحية لذلك بعد التوقف عن التدخين، يجب على المدخن السابق استبدال العامل المسرع للأيض بآخر صحي.
ونصحت البدر المدخنين السابقين بتقسيم الوجبات إلى صغيرة ومتفرقة على مدار اليوم منعًا للشعور بالجوع، والتركيز على استهلاك الفاكهة والخضار لما تحتويه من فيتامينات ومغذيات ممتازة لرفع المناعة، مع التركيز على استهلاك كمية جيدة من البروتين الذي يعطي شعورًا أطول بالشبع.