الإثنين 20 مايو / مايو 2024

تخوف من "زلزال" ترمب.. كيف ينظر حلفاء أميركا إلى سياستها الحالية؟

تخوف من "زلزال" ترمب.. كيف ينظر حلفاء أميركا إلى سياستها الحالية؟

Changed

يشعر العديد من حلفاء أميركا الأوروبيين في الناتو بالقلق من أنّ الولايات المتحدة مع أو بدون ترمب أصبحت أقل موثوقية
يشعر العديد من حلفاء أميركا الأوروبيين في الناتو بالقلق من أنّ الولايات المتحدة مع أو بدون ترمب أصبحت أقل موثوقية- رويترز
مع تزايد فرص عودة المنافسة بين جو بايدن ودونالد ترمب للوصول إلى البيت الأبيض، يستعد حلفاء واشنطن لرحلة مليئة بالمطبات.

نقلت وكالة أسوشييتد برس عن خبراء ومحلّلين قولهم إنّ حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي، يشعرون بالقلق من أنّ واشنطن أصبحت أقلّ موثوقية، بغضّ النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية المقرّرة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وأضافت الوكالة أنّ البعض منهم بدأوا يتحدثون بصراحة عن حاجتهم إلى زيادة الإنفاق العسكري، والتخطيط لتحالف بدون الولايات المتحدة.

واعتبرت أنّه مع تزايد فرص عودة المنافسة بين جو بايدن ودونالد ترمب للوصول إلى البيت الأبيض، يستعد حلفاء واشنطن لرحلة مليئة بالمطبات.

وفي ظل انقسام الناخبين والجمود في الكونغرس، من الممكن أن ينشغل الرئيس الأميركي المقبل بسهولة بتحديات متعدّدة في الداخل، حتى قبل أن يبدأ في معالجة بؤر التوتر في مختلف أنحاء العالم من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط.

ورأت الوكالة أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان الأكثر صراحة حين قال: "الأولوية الأولى لأميركا هي ذاتها".

"زلزال" ترمب

ويخشى البعض من أن تكون الولاية الثانية لترمب بمثابة "زلزال".

واعتبرت الوكالة أنّ إدارة ترمب الأولى كانت بمثابة اختبار للروابط بين الولايات المتحدة وحلفائها، وخاصة في أوروبا. وسخر ترمب من زعماء بعض الدول الصديقة، بما في ذلك المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، وتيريزا ماي البريطانية، بينما امتدح آخرين.

كما شكّك في خطاباته الانتخابية بمنظمات مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكثيرًا ما انتقد إنفاق المليارات من الدولارات على التحالف العسكري الداعم لأوكرانيا.

كما كتب على شبكة "تروث" أنّه يجب على الولايات المتحدة في المستقبل إنهاء جميع المساعدات الخارجية واستبدالها بالقروض.

آفاق الشرق الأوسط

في المقابل، جعل بايدن دعم أوكرانيا أولوية رئيسية وضرورة أخلاقية.

ورغم ذلك، اعتبرت الوكالة أنّ تأكيد بايدن بعد انتخابه عام 2020 على أنّ "أميركا عادت" إلى المسرح العالمي لم يتم إثباته بالكامل، مشيرة إلى أنّ الجمهوريين في الكونغرس أوقفوا تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، في حين عجز النفوذ الأميركي عن احتواء الصراع في الشرق الأوسط.

وفي هذا الإطار، قال توماس غيفت، مدير مركز السياسة الأميركية في جامعة كوليدج لندن، إنّه أيًا كان الفائز بالسباق الرئاسي، فإن الاتجاه هو نفسه نحو كوكب متعدّد الأقطاب لم تعد فيه الولايات المتحدة "القوة العظمى العالمية بلا منازع".

وبينما يمتنع معظم الزعماء الحلفاء عن التعليق بشكل مباشر على الانتخابات الأميركية، من مبدأ أنّ الأمر يعود للأميركيين لاختيار زعيمهم، قال الدبلوماسي البريطاني السابق ريتشارد دالتون للوكالة: "إنّهم (حلفاء أميركا) يدركون أنه سيتعيّن عليهم العمل مع الفائز النهائي أيًا كان، بينما ستقوم الحكومات بالعمل خلف الكواليس لإقامة روابط مع منافسيه".

وأضاف أنّ آفاق الشرق الأوسط ستكون "أسوأ قليلًا" في عهد ترامب مقارنة ببايدن. لكنّه في الوقت نفسه قال إنّ الاختلاف حول التوترات الرئيسية في المنطقة، على غرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وطموحات إيران، سيكون محدودًا.

كما أكد أنّه "لن تقوم أي إدارة أميركية ببذل جهد جدي لحل الخلافات مع إيران من خلال الدبلوماسية".

ماذا عن موقف الخصوم؟

وعلى الطرف الآخر، لا يُعبّر خصوم أميركا علانية عن أي رئيس يفضّلون.

ففي يناير/ كانون الثاني الماضي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لشبكة "سي بي إس" الأميركية إنّه "لا يعتقد بوجود أي فرق بين رئاسة ترمب ورئاسة بايدن، مضيفًا أنّ علاقات روسيا والولايات المتحدة تتدهور منذ إدارة جورج دبليو بوش.

أما في الصين، فقد تحوّل الدفء الأولي الذي أبداه القادة تجاه ترمب إلى رسوم جمركية متبادلة مع تصاعد التوترات، كما لم تتغيّر الأمور كثيرًا في عهد بايدن، الذي واصل موقف سلفه الصارم تجاه المنافس الإستراتيجي للولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار، قال تشاو مينغهاو، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة فودان في شنغهاي للوكالة، إنّ كلا المرشحين بالنسبة للصين هما بمثابة "وعاءين من السم".

بدوره، أكد غيفت أنّ الانتقال إلى عالم أكثر انقسامًا، سيحصل بغضّ النظر عمّا إذا تمّ انتخاب ترمب أو بايدن"، مضيفًا: "إنها الحقيقة".

المصادر:
العربي - أسوشييتد برس

شارك القصة

تابع القراءة
Close