بعد أشهر من اكتشافها شمالي قطاع غزة، تحول موقع المقبرة الرومانية إلى ورشة عمل كبيرة، حيث يعمل فيها 11 فنيًا ومختصًا في التنقيب عن الآثار.
ويعود عمر المقبرة إلى القرنين الثاني والرابع الميلادي، واكتشف الفريق في أثناء العمل قبورًا أثرية فردية وجماعية تدل على أهمية الموقع الأثري.
ويوضح رئيس فريق التنقيب في المقبرة فضل العطل لـ"العربي"، أنه لأول مرة تخرج القبور بهذا الشكل والكمية، مشيرًا إلى وجود تصاميم مختلفة من القبور وهي الهرمي والمستطيل والمربع والجماعي.
وسيستمر العمل في المقبرة نحو 6 أشهر، وتتمثل الخطة حسب السلطات في إبراز المعالم والمضامين التاريخية والأثرية للموقع، بداية من التنقيب مرورًا بحماية الموقع ووصولًا إلى ترميمه كاملًا.
ويقول مدير عام الآثار بوزارة السياحة جمال أبو ريدة لـ"العربي": إن وجود هذه المقابر وغيرها من المواقع الأثرية "تدل على جذور الشعب الفلسطيني التي تمتد إلى آلاف السنوات على هذه الأرض".
وفي المحصلة، يعد الموقع الأثري امتدادًا لمواقع أثرية قريبة أخرى يعود عهدها للفترتين اليونانية والرومانية.
مبادرات شبابية
ومع هذه الأعمال المستمرة في التنقيب في هذا الموقع بتمويل دولي، ثمة مبادرات شبابية بجهود محلية تسعى لترميم أماكن أخرى جنوبي القطاع وإعادة إحيائها.
حيث وصل العمل في ترميم أحد البيوت الذي يقع في منطقة القرارة شرق مدينة خان يونس إلى مراحله الأخيرة.
ويقول الناشط في متحف القرارة الثقافي مهند أبو لحية: يوجد في القرية التي تحتوي معصرة زيتون تعود للعصر الروماني ما قبل 2000 سنة، فرن الطين الذي استخدمته النساء لصناعة الخبز.
واللافت أن المنطقة تحتوي على سكان ما زالوا يحافظون على حياة الريف الفلسطيني، فيما يهدد هدوء المنطقة دائمًا وجود قوات الاحتلال على بعد أقل من كيلو متر تقريبًا وما يسببه ذلك من تهديد على البشر والحجر، حسب مراسل "العربي".
أهمية المقبرة الرومانية
وفي هذا الإطار، يوضح الأستاذ في علم الآثار القديمة أيمن حسونة، أن المقبرة الرومانية هي في غاية الأهمية، نظرًا لوقوعها بالقرب من ميناء غزة القديم في العصر اليوناني، لافتًا إلى أن الدراسات تشير إلى أن الموقع يمكن أن يكون مقبرة المدينة في العصر الروماني.
ويضيف في حديث لـ"العربي" من قطاع غزة، أن العصر الروماني مهم جدًا لمدينة غزة، لأن لديها تاريخًا خاصًّا في هذا العصر، وهو تاريخ إعادة القائد الروماني بومباي بناء مدينة غزة.
ويتابع حسونة أن غزة القديمة وقبل دخول الرومان كانت تعاني من ويلات كثيرة جدًا من الدمار والحصار، مشيرًا إلى أنها في العصر الروماني بدأت تأخذ حالة من الاستقرار الاقتصادي.
ويواصل أن المقابر التي اكتشفت تؤكد أن العصر الروماني كان مليئًا جدًا بالآثار المهمة التي تعكس نوعًا من الحضارة للشعب الفلسطيني خلال تلك الحقبة.
