الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

"تدمير للسلام والاستقرار".. بكين تدين عبور مدمرة أميركية مضيق تايوان

"تدمير للسلام والاستقرار".. بكين تدين عبور مدمرة أميركية مضيق تايوان

Changed

تقرير لـ"العربي" يسلط الضوء على التوتر الأميركي الصيني حول تايوان والمحيط الهادئ (الصورة: المعهد البحري الأميركي)
اعتبرت الصين أن الاستفزازات الأميركية المتكررة والتباهي، بكل وضوح تظهر أن واشنطن تدمر السلام والاستقرار في مضيق تايوان، وتتسبب بمخاطر.

أدانت الحكومة الصينية الأربعاء عبور سفينة حربية أميركية مضيق تايوان، متهمة الولايات المتحدة بأنها تريد "تدمير السلام والاستقرار" في هذا الممر الإستراتيجي الذي يفصل الجزيرة عن الصين القارية.

وصرّح المتحدث باسم قيادة المنطقة الشرقية للصين الكولونيل شي يي أن "الاستفزازات الأميركية المتكررة والتباهي، بكل وضوح تظهر أن الولايات المتحدة (تدمر) السلام والاستقرار في مضيق تايوان" وتتسبب بمخاطر.

من جانبه، أعلن الأسطول الأميركي السابع في بيان أن المدمّرة الأميركية يو.أس.أس بينفولد من طراز آرلي بيرك "أجرت مرورًا روتينيًا عبر مضيق تايوان (...) في المياه الدولية".

وتابع البيان أن "السفينة عبرت ممرًا في المضيق يقع خارج المياه الإقليمية لكل الدول الساحلية".

وأكد الكولونيل الصيني أن القوات الصينية هي دائمًا "في وضعية تأهب لحماية السيادة الوطنية ووحدة الأراضي" بكل حزم.

من ناحيتها، أعلنت وزارة الدفاع في تايوان أنها راقبت عن كثب عبور السفينة، مؤكدة أن "الأوضاع عادية".

"مضيق تايوان"

وتعتبر بكين أن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي جزء من أراضيها، وتقول إنها عازمة على استعادة السيطرة عليها ولو بالقوّة.

ومازال المضيق الذي يفصل بعرض 180 كيلومترًا الجزيرة عن الصين القارية، ملفا شائكا.

وتعتبر الولايات المتحدة وحلفاؤها أن مضيق تايوان جزء من المياه الدولية المفتوحة للجميع. ومنذ يناير/ كانون الثاني تعبره سفن حربية أميركية كل شهر تقريبًا.

وفي يونيو/ حزيران أكدت وزارة الخارجية الصينية أن الصين هي "صاحبة السيادة" على المضيق. وشدد حينها متحدث باسم الوزارة على أن "تصنيف بعض الدول مضيق تايوان "مياهًا دولية" ينطوي على خطأ، ويرمي إلى إيجاد ذريعة للتلاعب بالقضايا المتصلة بتايوان وتهديد سيادة الصين وأمنها".

بدورها، سارعت تايبيه إلى رفض هذا الموقف معتبرة أن التصريحات الصينية "مغلوطة" و"غير مقبولة".

واعتبرت تايبيه أن بكين "حورت عمدًا القواعد الدولية من أجل وضع مضيق تايوان في منطقتها الاقتصادية الخالصة".

وفي الأشهر الأخيرة، تصاعدت التوترات بشأن تايوان، مع تكثّف عمليات اختراق الطائرات العسكرية الصينية منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي للجزيرة.

"إجراءات قوية"

وأمس الثلاثاء، أكدت الحكومة الصينية أنها ستتخذ "إجراءات قوية" إذا زارت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي تايوان.

وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن بيلوسي وأعضاء وفدها سيزورون بالإضافة لتايوان، إندونيسيا واليابان وماليزيا وسنغافورة، ويقضون بعض الوقت في هاواي بمقر القيادة الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادي.

وفيما لم تعلق وزارة الخارجية الأميركية على ما جاء في الصحيفة، قال درو هاميل نائب مدير مكتب بيلوسي: "نحن لا نؤكد أو ننفي (أنباء) السفر إلى الخارج بشكل مسبق بسبب البروتوكولات الأمنية القائمة منذ فترة طويلة".

كما أفادت وزارة الخارجية التايوانية أنها "لم تتلق معلومات ذات صلة" حول أي زيارة.

وكان قد تم تأجيل زيارة بيلوسي لتايوان في شهر أبريل/ نيسان بعد أن أثبتت الفحوص إصابتها بكوفيد-19. وفي ذلك الحين، قالت الصين إن مثل هذه الزيارة ستؤثر بشدة على العلاقات بين الصين والولايات المتحدة.

وفي حديثه في بكين، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان أن أي زيارة تقوم بها بيلوسي "ستقوض بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها".

وأضاف: "إذا تمسك الجانب الأميركي بعناد بهذا المسار، فإن الصين ستتخذ بالتأكيد إجراءات حازمة وقوية للدفاع بقوة عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها، يجب أن تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن كل العواقب الناجمة".

وتدهورت العلاقات بين بكين وواشنطن في السنوات الأخيرة، وتتواجه القوتان العظميان في مجالات عدة مثل التجارة الدولية وحقوق الإنسان ومؤخرًا الحرب في أوكرانيا.

الصراع الأميركي-الصيني

إلى ذلك، لا تكتفي الصين باتهام الغرب بتلفيق الأكاذيب، بل تهدد من يحاول التدخل بـ"أعاصير شرسة" ستقتلع كل من يحاول التعرض لمبدأ الصين الواحدة.

فلم يلبث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي كان قد تبادل الابتسامات الجافة مع نظيره الصيني وانغ يي، ونثر عبارات التفاؤل فوق جزيرة بالي في وقت سابق من يوليو/ تموز الحالي، حتى باغت يي الجميع، وقال في كلمته أمام رابطة دول جنوب آسيا في جاكرتا إنه لا ينبغي لأي قوة أو دولة في العالم أن تتوهم إمكانية فصل تايوان عن الصين مهددة بإشعال مضيقها بأعاصير مدمرة.

ولم تصب كلمات الوزير الصيني رأس الغربيين وحدهم بالصداع، بل تجاوز بها إلى الدول الصغرى المنتشرة في المحيط الهادئ، قائلًا: إن دولا كثيرة في المنطقة تتعرض لضغوط من أجل التحيز في مساحة مفترضة لسيطرة القوى الكبرى، ليعود ويحث زعماء هذه الدول على تجنب استخدامها كقطع شطرنج في الصراعات الدولية.

كل ذلك نزع صبغة التفاؤل عن لقاء بلينكن ويي الأخير في بالي، عندما أبدى كلا الرجلين رغبتهما في العمل معًا لمنع خروج التوتر الجديد بين بلديها عن السيطرة، بل تطلعا إلى حوار مثمر وبناء.

وبينما اتهم وانغ واشنطن باستغلال تايوان لتعطيل وكبح تنمية الصين من خلال تشويه سياسة صين واحدة وتقويضها، تقول واشنطن إنها لا تزال ملتزمة بها لكنها مطالبة بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن النفس بموجب قانون العلاقات مع تايوان.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close