رحبت دول عربية، الأحد، بتوقيع طرفي النزاع في السودان، اتفاقًا جديدًا في مدينة جدة السعودية، مشيدين برعاية المملكة وواشنطن له.
جاء ذلك في بيانات منفصلة أصدرتها وزارات خارجية كل من قطر، والإمارات، والكويت، والبحرين، ومصر والأردن، والسودان بجانب الآلية الثلاثية الإفريقية الأممية، غداة توقيع اتفاق السبت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتتضمن اتفاقية طرفي النزاع السوداني وقف إطلاق النار لمدة أسبوع بدءًا من مساء الإثنين، مع الالتزام بإعلان جدة الذي كان أول اتفاق بين الطرفين، ويلزمهما بالتزامات إنسانية وإغاثية، وتم توقيعه في 11 مايو/ أيار الجاري، بعد نحو 5 أيام من انطلاق المحادثات المباشرة بينهما.
ترحيب عربي بتوقيع اتفاق جديد في جدة
ورحبت قطر، في بيان، للخارجية، بالاتفاق، متطلعة إلى أن "يمهد لوقف دائم للنزاع العسكري، والوصول إلى اتفاق شامل وسلام مستدام"، ومثمنة دور المملكة والولايات المتحدة في إتمام الاتفاقية.
بيان : قطر ترحّب بتوقيع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على اتفاق لوقف إطلاق النار#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/qy3onSITg0
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) May 21, 2023
ورحبت الإمارات بتوقيع الاتفاق بين طرفي النزاع، معربة عن أملها في أن يكون خطوة نحو اتفاق شامل ودائم، ومشيدة بجهود السعودية والولايات المتحدة.
وأعربت الكويت عن ترحيبها بالاتفاق، متطلعة إلى أن يمهد للتوصل إلى وقف دائم وشامل للقتال والأعمال العدائية بما يساهم في إنهاء النزاع المسلح في السودان.
وفي سياق متصل، رحبت البحرين بالاتفاق، وعبرت عن تقدير المملكة للجهود السعودية والأميركية في توقيعه، آملة أن يشكل خطوة مهمة على طريق الوقف الدائم للنزاع المسلح.
لمدة 7 أيام قابلة للتمديد.. اتفاق لوقف إطلاق النار بين طرفي النزاع في #السودان#العربي_اليوم تقرير: رشدي رضوان pic.twitter.com/sO6vy2wwif
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 21, 2023
كما أعلنت مصر في بيان للخارجية، ترحيبها بتوقيع الاتفاق، آملة أن يتم تمديد الهدنة بعد انقضائها، والوصول لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار في السودان.
من جهتها، رحبت الخارجية الأردنية، بتوقيع طرفي النزاع الاتفاق، وأشادت بدور المملكة وواشنطن في إتمامه، معربة عن أملها في أن تسهم هذه الخطوة في الوصول لاتفاق لوقف دائم للقتال.
وأكدت الخارجية السودانية "التزام حكومة السودان بما ورد في بنود الاتفاق"، آمله تحقيق أهدافه.
بدورها، أعلنت الآلية الثلاثية للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" (أممية إفريقية)، ترحيبها بالاتفاق، وحثت الطرفين على الالتزام بوقف إطلاق النار المقرر أن يبدأ في الساعة 09:45 بتوقيت الخرطوم الإثنين.
هدنة جديدة في السودان
وليل السبت/ الأحد، أعلنت السعودية والولايات المتحدة دخول هدنة جديدة في السودان حيز التنفيذ مساء الإثنين على أن تستمر لمدة أسبوع، فضلًا عن استمرار محادثات طرفي النزاع في جدة في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحل النزاع بالحوار.
والجمعة، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد ضحايا المعارك في السودان بلغ 705 قتلى و5287 جريحًا، بينهم 203 قتلى و3254 جريحًا في ولاية العاصمة الخرطوم.
ويشهد السودان، منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تشمل العاصمة الخرطوم ومدنًا أخرى شمالي وغربي البلاد.
هل تصمد الهدنة الجديدة في السودان؟
وبشأن ما إذا كان هناك تأثير لضغط واشنطن والرياض على طرفي النزاع لتمديد الهدنة، يوضح أستاذ العلوم السياسة الوليد آدم مادبو، أنه إذا رغبت الجهات العسكرية في السودان الامتثال لهذا الأمر، فسيكون هناك إشكالية سياسية، وإشكالية واقعية ميدانية.
وفي حديث لـ"العربي" من استديوهات لوسيل، يضيف مادبو أن الإشكالية السياسية تتمثل في أن قيادة الجيش حريصة على الحسم العسكري، وليس لديها إستراتيجية سياسية، مبينًا أن الحسم العسكري في غياب هذه الرؤية، لن يساعد على استتباب الأمن في البلاد.
ومن الناحية الميدانية، يقول مادبو: إن "قوات الدعم السريع تتوسع بشكل أفقي في غياب تراتبية عسكرية إدارية، مشيرًا إلى أن قائد الدعم السريع لم يصرح منذ 10 أيام ومن غير المعروف، ما إذا كان مصابًا بجروح قاتلة، أو إصابة تعيق إمكانية مزاولته لعمله القيادي.
ويتابع أنه في هذه الحالة، فسيكون هناك 60 ألف جندي من الدعم السريع بدون أي جهة إدارية يرجعون إليها، في ظل انقسام بالجيش، تزامنًا مع عدم وجود إستراتيجية عسكرية واضحة حتى الآن.
ويشدد مادبو على أن غياب الإستراتيجية العسكرية هي مشكلة ستزيد من المعاناة الإنسانية، لأن الخدمات في السودان مركزية، ومرتبطة بالخرطوم، في ظل توسع رقعة القتال أفقيًا، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سيطيل من أمد الصراع.
ويلفت إلى أن الولايات المتحدة حتى هذه اللحظة تقول إنها على مسافة متساوية من الطرفين، الأمر الذي يثير القلق، معربًا عن اعتقاده أن واشنطن تريد أن تتعامل مع المنتصر من طرفي النزاع، وتريد لهذه المعركة أن تضعف كليهما، لأنهما محسوبان على الحركة الإسلامية.