السبت 27 أبريل / أبريل 2024

تركيا متمسكة بمخاوفها.. أردوغان: نرفض عضوية دول بالناتو تقابل إرهابيين

تركيا متمسكة بمخاوفها.. أردوغان: نرفض عضوية دول بالناتو تقابل إرهابيين

Changed

تقرير حول رفض تركيا انضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي (الصورة: الأناضول)
أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ بلاده لا يمكنها قبول عضوية دول في حلف شمال الأطلسي "الناتو" "يبث تلفزيونها الرسمي مقابلات مع زعماء إرهابيين".

جدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التأكيد على أن بلاده لا يمكنها قبول عضوية دول في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، يبث تلفزيونها الرسمي "مقابلات مع زعماء إرهابيين"، في وقت تتمسك فيه تركيا بمخاوفها الأمنية.

وتحث فنلندا والسويد الخطى سريعًا للدخول في حلف "الناتو"، عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا، إلا أنهما يواجهان رفضًا من أنقرة، وتتهمها بدعم حزب العمال الكردستاني الذي تحاربه تركيا منذ عقود.

الناتو "منظمة أمنية وليست إرهابية"

وخلال مؤتمر صحفي مشترك، اليوم الأربعاء، مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، قال أردوغان: "طالما تُبث مقابلة الزعماء الإرهابيين على التلفزيون الحكومي السويدي، فإنه لا يمكننا أن نقول لهم تفضلوا ادخلوا إلى الناتو، ونفس الأمر يسري على فنلندا".

وأضاف الرئيس التركي، أن حلف شمال الأطلسي هو "منظمة أمنية وليست منظمة داعمة للإرهاب".

وقبل يومين بدأ حلف شمال الأطلسي تدريبات بحرية بقيادة الولايات المتحدة في بحر البلطيق تستمر قرابة الأسبوعين، بمشاركة أكثر من 7000 بحار وطيار ومشاة البحرية من 16 دولة، منها فنلندا والسويد اللتان تطمحان للانضمام إلى التحالف العسكري.

وتتمتع كل من فنلندا والسويد بتاريخ طويل من الحياد العسكري، قبل أن تقرر حكومتهما التقدم للانضمام إلى الناتو في مايو/ أيار الماضي في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي.

وكانت موسكو قد حذرت هلسنكي وستوكهولم مرارًا من الانضمام إلى التحالف العسكري الغربي متوعدة باتخاذ إجراءات انتقامية إذا فعلوا ذلك.

وتقدمت السويد وفنلندا بطلب للانضمام إلى التحالف الدفاعي الغربي الشهر الماضي، وسط ترحيب غربي لكن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تتمتع بعلاقات جيدة مع روسيا، اعترضت على انضمامها لـ "الناتو"، مشيرة إلى دعمهما المزعوم لمجموعة كردية تصنفها تركيا إرهابية. وكان أمين عام الناتو يحاول حل النزاع.

"الجميع يقر بمشروعية مخاوفنا الأمنية"

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن الجميع موافق على أن مخاوف تركيا الأمنية مشروعة بخصوص طلب السويد وفنلندا الانضمام لحلف شمال الأطلسي، مشيرًا إلى وجوب اتخاذ خطوات ملموسة لتبديد هذه المخاوف.

وشدّد تشاووش أوغلو خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الهولندي فوبكه هوكسترا، الأربعاء، عقب لقائهما بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لتبديد مخاوف تركيا التي يؤكد الجميع وجوب تبديدها.

وفي ردّه على سؤال حول استمرار حزب العمال الكردستاني "بي كا كا"، في مظاهراته وترويجه لنفسه في العواصم الأوروبية، قال تشاووش أوغلو: "لا نعتقد أنها صدفة أن يزيد تنظيم بي كا كا مظاهراته في البلدان الأوروبية في هذه المرحلة".

ولفت إلى أن الجميع وحلفاء الناتو يعلمون مسوغات موقف تركيا حيال طلب البلدين الانضمام للناتو، مبينًا أن بلاده أظهرت بالأدلة الدعم المقدم للإرهاب في البلدين.

وتطرق تشاووش أوغلو إلى مقترح الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ دعوة وزراء خارجية تركيا والسويد وفنلندا، وقال: "أولًا نريد أن نرى رد البلدين على الوثيقة المكتوبة التي قدمناها لهم خلال زيارة وفدي البلدين إلى أنقرة وبعدها أعتقد أن المحادثات ستركز على الخروج بنتيجة".

وأشار وزير الخارجية التركي، إلى أن حجم التجارة بين البلدين ارتفع إلى 11 مليار دولار، معربًا عن ثقته بإمكانية رفع الرقم إلى 15 مليار وثم 20 مليار دولار. كما لفت إلى أن حجم الاستثمارات المباشرة المتبادلة بين البلدين زادت ووصلت إلى 50 مليار دولار.

وأشار تشاووش أوغلو، إلى أن هولندا تستثمر في تركيا نحو 27 مليار دولار، بينما تبلغ استثمارات تركيا في هولندا قرابة 17 مليار دولار، لذلك نريد عقد اجتماع لجنة الشراكة الاقتصادية والتجارية من أجل تطوير هذا التعاون الاقتصادي.

وشدد أنه بحث مع نظيره الهولندي علاقات تركيا والاتحاد الأوروبي والجاليتين الهولندية والتركية، ومكافحة الإرهاب والطاقة والمناخ.

وأردف تشاووش أوغلو بالقول:" أريد التأكيد مجددًا أننا ملزمون بدعم أمن بعضنا البعض كحلفاء في الناتو، ونريد رفع العوائق بخصوص الصناعات الدفاعية وزيادة التعاون، وتعزيز مكافحتنا للإرهاب".

العالم الآن أمام أزمة غذائية

وحول الحرب الروسية الأوكرانية، أوضح تشاووش أوغلو أنه بحث مع هوكسترا بالتفصيل التطورات، مؤكدًا رغبة أنقرة بالعودة بأسرع وقت إلى طاولة الحوار، ورفع المعوقات الأمنية والتقنية أمام تصدير الحبوب من روسيا ومن أوكرانيا، ومبينًا أن العالم الآن أمام أزمة غذائية.

وكان وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، حذر اليوم الأربعاء، من أنّ الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية والمعرقل لصادرات القمح قد يتسبب بوفاة "ملايين" الأشخاص.

واعتبر دي مايو أنّ الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لحلحلة الوضع، مشيرًا إلى أنهم ينتظرون من روسيا مؤشرات واضحة وملموسة "لأن عرقلة صادرات القمح يعني إبقاءها رهينة والحكم بالإعدام على ملايين الأطفال والنساء والرجال".

بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، أن بلاده "مستعدّة" لضمان سلامة السفن التي تنقل حبوبًا والتي تغادر الموانئ الأوكرانية، بالتعاون مع تركيا. 

ووصل لافروف مساء أمس الثلاثاء، إلى أنقرة للبحث في إنشاء ممرات آمنة لتسهيل تصدير الحبوب إلى البحر الأسود.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close