الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

تسليح ونشر قوات.. هل تشعل أزمة أوكرانيا شرارة الحرب العالمية الثالثة؟

تسليح ونشر قوات.. هل تشعل أزمة أوكرانيا شرارة الحرب العالمية الثالثة؟

Changed

ناقشت "الأخيرة" امكانية التوصّل إلى حل دبلوماسي في الأزمة الأوكرانية في ظل التصعيد الكبير الحاصل (الصورة: غيتي)
قال مراسل "العربي": إن واشنطن تنتظر ردًا مكتوبًا من موسكو، وبناء عليه ستعلن وزارة الخارجية استعدادها للتفاوض من دون تحديد مكان التفاوض، وتوقيته، وجدول أعماله.

تتواصل الجهود الدبلوماسية الغربية في محاولة نزع فتيل الحرب في أوكرانيا، مع إعلان مصادر استخباراتية أن روسيا دخلت مرحلة الإعداد النهائي لاستخدام أحد الخيارات العسكرية ضدّ أوكرانيا.

وقال مراسل "العربي" من واشنطن عماد الرواشدة: إن التصريحات الأميركية الأخيرة تؤكد أن واشنطن لا تزال تعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لم يتخذ قرارًا نهائيًا" بغزو أوكرانيا.

وأضاف الرواشدة أن واشنطن لا تزال تعتبر أن هناك "مجالًا للدبلوماسية"، ولكنّ بشرط أن يقوم بوتين بتخفيف التصعيد، وإعادة تمركز قواته بما يوحي بأنه لا نية للغزو، وإعطاء مؤشرات عن استعداده للحوار.

وقال المراسل: إن واشنطن تنتظر ردًا مكتوبًا من موسكو على الرد الأميركي، وبناء عليه، ستعلن وزارة الخارجية الأميركية استعدادها للتفاوض من دون تحديد مكان التفاوض، وتوقيته، وجدول أعماله.

النهج الدبلوماسي لا يزال قائمًا

وعشية توجّه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى أوروبا، أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي خلال مؤتمر صحافي: "لا نظن أن قرارًا نهائيًا اتخذ لكن تحركًا عسكريًا قد يحصل في أي وقت".

وأعلن كيربي أن أوستن سيزور اليوم الثلاثاء مقر حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل، ومن ثمّ بولندا وليتوانيا.

وتحدث كيربي عن "احتمال وارد جدًا" بأن يطلق (بوتين) الغزو "من دون أي إنذار".

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس: إن الولايات المتحدة لم "ترَ مؤشرات ملموسة تدل على احتواء التصعيد" عند الحدود بين روسيا وأوكرانيا.

لكنه شدّد، في الوقت نفسه، على أن الولايات المتحدة تعتقد أن النهج الدبلوماسي لا يزال خيارًا قائمًا.

قروض وتسليح ونشر قوات

وتواصل الولايات المتحدة والدول الغربية دعمها لأوكرانيا، لناحية التسليح أو نشر قواتها في المنطقة.

وأعلن البيت الأبيض أن واشنطن تنظر في منح كييف ضمانات قروض بقيمة مليار دولار لمساعدة الاقتصاد الأوكراني الذي يعاني من ضغوط ناتجة عن الحشود العسكرية الروسية.

ولم يقدّم البيت الأبيض تفاصيل عن الخطوات التي سيتمّ اتباعها في هذا الإطار، والتي في حال المضي بها قدمًا، ستجعل من السهل على الحكومة الأوكرانية اقتراض الأموال.

وتعد أوكرانيا من أفقر دول أوروبا، واقتصادها الذي يعاني من الفساد تضرر بسبب التوترات المتزايدة بشأن احتمال غزوها من قبل روسيا التي حشدت أكثر من 100 ألف جندي عند حدودها.

بدورها، وافقت كندا على إرسال أسلحة فتاكة بقيمة 7.8 ملايين دولار كندي إلى أوكرانيا، ومنحها قروضًا بقيمة 500 مليون دولار كندي لمساعدتها في الدفاع عن نفسها في مواجهة أي عدوان روسي.

وينتشر نحو 200 عسكري كندي منذ عام 2015 في أوكرانيا ضمن مهمة "يونيفير" التي تهدف إلى المساهمة في تدريب القوات الأوكرانية.

أما بريطانيا، فأعلنت أنها تعتزم إرسال "عدد صغير" من جنودها إلى ليتوانيا ضمن اتفاق ثنائي مع ليتوانيا لمعالجة الضغوط عند حدودها مع بيلاروسيا، مشيرة إلى أن مهمة الجنود دعم جهود الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع هناك.

وقامت بريطانيا بسلسلة من عمليات نشر القوات مؤخرًا، حيث أرسلت نحو 350 جنديًا إضافيًا الخميس الماضي إلى بولندا. وانضم هؤلاء الجنود إلى 150 آخرين تم نشرهم هناك في ديسمبر/ كانون الأول الماضي للمساعدة في احتواء أزمة المهاجرين.

كما ضاعفت بريطانيا تقريبًا قواتها في استونيا المجاورة لليتوانيا من 900 إلى 1750 جندي، وحتى وقت قريب كان لديها قوة أقل عددًا في أوكرانيا لتدريب الجيش هناك على استخدام صواريخ بريطانية مضادة للدبابات.

غوتيريش يحذر واليابان تدعم كييف

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لنزع فتيل التوتر بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، محذرًا من أن "التخلي عن الدبلوماسية من أجل المواجهة لا يعني تجاوز الحدود وحسب، بل هو قفز من فوق الهاوية".

وأفادت وسائل إعلام يابانية بأن وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا سيجري اتصالًا بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، في وقت عبّرت طوكيو عن "قلق بالغ" إزاء مخاطر غزو روسي لأوكرانيا.

وقال كيشيدا، خلال اجتماع وزاري مع الحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم الثلاثاء: إن اليابان "تُراقب الوضع بقلق بالغ مع التنسيق عن كثب مع دول مجموعة السبع للتعاطي مع أي تطورات بشكل مناسب بما في ذلك فرض عقوبات"، دون الإدلاء بأي تفاصيل حول طبيعة أي عقوبات محتملة.

من جهته، حذر وزير الدفاع الياباني من وجود متزايد للبحرية الروسية في بحر اليابان والجزء الجنوبي من بحر أوخوتسك.

وكتب الوزير نوبو كيشي في تغريدة: "يُعتقد أنهم يعتزمون استعراض القدرة على التحرك في (بحر) الشرق و(بحر) الغرب، إلى جانب التحركات العسكرية الروسية الأخيرة في محيط أوكرانيا".

موسكو تميل إلى التهدئة

وتُواجه موسكو التصريحات الغربية بهدوء كبير، على عكس ما يجري ميدانيًا من تحشيد عسكري ومناورات.

واقترح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على بوتين أن تمضي موسكو على المسار الدبلوماسي في جهودها لانتزاع ضمانات أمنية من الغرب، مشيرًا إلى أن المحادثات مع الغرب لن تكون بلا نهاية، وأن فرصة التوصّل إلى حل لا تزال متاحة.

بدوره، قال بوتين: إن الخيار هو تكثيف المحادثات مع الغرب، في خطاب يميل إلى التهدئة، وليس واضحًا ما إذا منسجمًا مع النوايا.

أوكرانيا لن تتخلى عن دونباس

من جانبه، أوضح رمضان أوراغ، مدير مركز "أوراس" للإعلام، أن أوكرانيا تنظر إلى الأداء الأميركي على أنه "تأجيج" للأوضاع و"زوبعة إعلامية".

وأضاف أوراغ، في حديث إلى "العربي" من كييف، أن أوكرانيا لا تصدّق الكلام الروسي حول نفي نية الغزو، بدليل الحشود العسكرية على الحدود الأوكرانية ونية الدوما التصويت على استقلال جمهوريتي دونتسيك ولوهانسك في دونباس.

وقال: إن الولايات المتحدة تريد أن تستثمر في الأزمة الأوكرانية للضغط على روسيا من أجل الحصول على تنازلات منها والحد من طموحاتها.

وفي الوقت نفسه، قال: إن أوكرانيا تريد الاستفادة من هذا الصراع للحصول على آليات ضغط لتحقيق غاياتها من الناتو.

واعتبر أن أوكرانيا لن تقبل بالتخلّي عن دونباس، وتسعى إلى حل هذه الأزمة انطلاقًا من صيغة جديدة من اتفاق مينسك.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close