أثار إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيسمح للأجانب الراغبين بالقتال بالذهاب إلى أوكرانيا، جدلًا واسعًا، ولا سيما أنّه أتى بالتوازي مع تصريح وزارة الدفاع الروسية بأن 16 ألف متطوع من الشرق الأوسط مستعدون للقتال في منطقة دونباس الانفصالية.
ولعلّ ما عزّز من الجدل أنّ هذه التصريحات تزامنت مع نشر صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لتجنيد سوريين، والبدء بتجهيز قوائم بأسماء الراغبين بالقتال إلى الجانب الروسي، حيث يوعد هؤلاء بتسهيلات ورواتب مغرية تصل إلى حد الـ2000 دولار شهريًا.
كما كان لافتًا أن هذه الدعوات تعد بإزالة أسماء المطلوبين من قبل السلطات من قوائم الملاحقات الأمنية، بالإضافة إلى إعفائهم من الخدمة العسكرية في صفوف نظام بشار الأسد.
وكان بوتين قد سبق وأشار إلى أن آلاف السوريين يرغبون في التطوع والتوجه إلى دونباس لمساعدة سكانها، نافيًا أن يكون دافعهم حاجتهم إلى المال.
في السياق، تناقل رواد الإنترنت فيديو قيل إنه نشر من قبل وزارة الدفاع الروسية، ويظهر فيه ما زعم أنّهم مقاتلون سوريون مستعدّون للتطوع للقتال في أوكرانيا.
The Russian Defense Ministry’s TV channel just shared this footage of Syrian combatants ready to “volunteer” in Ukraine. (Putin moments ago endorsed such deployments, claiming that the West is openly sending mercenaries.) pic.twitter.com/ouCfjAcSde
— Kevin Rothrock (@KevinRothrock) March 11, 2022
وأثارت محاولات تجنيد سوريين للمشاركة في الحرب بأوكرانيا موجة من الانتقادات التي طالت روسيا والنظام السوري، حيث اعتبر كثيرون أنه من مغبة ذلك جرّ الشرق الأوسط إلى ساحة الصراع.
وقال الصحافي رسلان طراد في هذا الخصوص: "من المتوقع وصول المقاتلين السوريين إلى أوكرانيا في أي لحظة"، مضيفًا أن "القيادة العسكرية الروسية تعمل في سوريا على تجنيد جنود من الميليشيات المحلية التي عملت مع شركات المرتزقة الروسية، وكذلك بعض قوات النظام التي تشارك الجيش الروسي".
The first Syrian fighters are expected to arrive in Ukraine at any moment. Russia's military command in Syria is recruiting soldiers from local militias who have worked with Russian mercenary companies, as well as some regime forces that have partnered with the Russian military.
— Ruslan Trad (@ruslantrad) March 12, 2022
كما قوبلت محاولات التجنيد برفض كبير من السوريين أنفسهم، بحيث غرّد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سالم المسلط رافضًا أن "يكون أبناء سوريا أداة يستخدمها المستبدون في معاركهم" بحسب وصفه.
واعتبر أن ما يواجهه الأوكرانيون الآن واجهه السوريون في السابق وما زالوا يواجهونه "أمام عدو مشترك".
نرفض أن يكون أبناء #سورية أداة يستخدمها المستبدون في معاركهم ما يواجهه الأوكرانيون الآن واجهناه سابقاً ومازلنا نواجهه، فعدونا مشترك. يرفض السوريون الأحرار موقف نظام الأسد المرتهن لروسيا ولن ينجروا إلى حرب بوتين على الشعب الأوكراني، من عانى من الظلم لن يكون يوماً عوناً للظالمين.
— سالم المسلط - Salem Al-Meslet (@pofsoc) March 12, 2022
بدوره، أعلن المجلس الإسلامي السوري رفضه القاطع لزجّ السوريين في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث أشار بيان صادر عنه إلى أنّ من يتم تجنيدهم هم "مجرمون من عناصر النظام السوري".
وأضاف أنه لا يمكن لأبناء سوريا الأحرار أن يقبلوا لأنفسهم أن يكونوا مرتزقة "لأن الوصف بالارتزاق جالب للذلة والمهانة لمن يلصق به"، بحسب ما جاء في البيان.
من جهته، اعتبر الصحافي حسام حمود أنّ الأسد لن يفوت هذه الفرصة ليظهر أنه شريك موثوق لروسيا، مضيفًا أن "المجندين سوف يقاتلون من أجل روسيا كما فعلت روسيا عندما دعمت الديكتاتورية السورية"، على حدّ وصفه.
وتساءل المغرد محمد الإدلبي إذا كانت روسيا بحاجة إلى مقاتلين سوريين، وحذر من إرسال مقاتلين من قبل تركيا للقتال إلى جانب أوكرانيا، معتبرًا أنّ ذلك سيكون "محرقة للطرفين".