شن الجيش الإسرائيلي قصفًا جويًا، اليوم الأربعاء، على جنوب لبنان مخلفًا عدد من الشهداء والمصابين في أحدث هجوم دموي منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
وأكدت "الوكالة الوطنية للإعلام"، سقوط 9 شهداء وعدد من الجرحى في غارتين إسرائيليتين على بلدتي طيرحرفا والناقورة جنوب لبنان.
شهداء وجرحى
وأفادت الوكالة الرسمية بأنّه "في صور استشهد 3 أشخاص بالقصف المعادي على استراحة في بلدة الناقورة"، مشيرة إلى "نقل عدد من الجرحى إلى مستشفيات صور للمعالجة، وتجمع عدد كبير من الأهالي للتبرع بالدم أمام المستشفيات".
ولفتت الوكالة إلى أن "الشهداء الذين سقطوا من مسعفي الدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية، كانوا تجمعوا إلى جانب الاستراحة المستهدفة للتوجه إلى بلدة طيرحرفا، حيث الغارة الأولى، والتي ارتقى فيها شهداء تجاوز عددهم الستة والبحث جار عن مفقودين تحت الأنقاض".
وفي السياق، قالت مصادر أمنية لوكالة "رويترز" اليوم الأربعاء، إن خمسة أشخاص استشهدوا في غارة إسرائيلية بجنوب لبنان بينهم مقاتلون من حزب الله.
حزب الله يرد
وبالتوازي، أعلن حزب الله اللبناني، اليوم الأربعاء قصف مستوطنة "كريات شمونة" شمالي إسرائيل بـ"عشرات الصواريخ" ما أدى إلى مقتل شخص، وذلك ردًا على غارة جوية استهدفت فجرًا مركزًا إسعافيًا في جنوب لبنان.
وقال الحزب في بيان، إنه قصف "كريات شمونة وقيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بعشرات الصواريخ" ردًا على "المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في بلدة الهبارية".
وأكّدت وزارة الصحة في لبنان "أن هذه الاعتداءات المرفوضة تخالف القوانين والأعراف الدولية لا سيما اتفاقية جنيف التي تشدد على ضرورة تحييد المراكز الصحية والعاملين الصحيين".
وقالت "جمعية الإسعاف اللبنانية" في بيان إنّ الغارة استهدفت مبنى في الهبارية يستخدمه جهاز الطوارئ والإغاثة الذي يخضع لإشرافها.
جهود إيطالية لخفض التصعيد
وفي سياق الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد في جنوب لبنان، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الأربعاء، رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، التي تزور بيروت.
وقال المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة اللبنانية، في بيان، إن ميقاتي، عقد محادثات مع ميلوني، في السرايا الحكومية، وذلك في مستهل زيارتها غير محددة المدة إلى لبنان.
ومن المقرر أن تتفقد ميلوني، خلال زيارتها الرسمية الأولى للبنان، الكتيبة الإيطالية العاملة ضمن قوات حفظ السلام في جنوب لبنان، بحسب المصدر ذاته.
وشارك في المحادثات عن الجانب الإيطالي نائب وزير الدولة جيوفاني باتيستا فازولازي، وسفيرة إيطاليا لدى بيروت نيكوليتا بومباردياري.
وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت وكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء أن ميلوني جددت التأكيد على التزام بلادها بدعم استقرار لبنان.
تصاعد الاشتباكات الحدودية
ويجري قصف متبادل بشكل شبه يومي عبر الحدود بين حزب الله اللبناني، والجيش الإسرائيلي منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.
وتشنّ إسرائيل منذ أسابيع غارات جوّية أكثر عمقًا داخل الأراضي اللبنانيّة يزعم الاحتلال أنها تستهدف مواقع لحزب الله، ما يزيد المخاوف من اندلاع حرب مفتوحة.
ومنذ بداية تبادل القصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، سقط في لبنان 338 شخصًا على الأقلّ معظمهم مقاتلون في حزب الله، إضافة إلى 57 مدنيًا، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادًا إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
بالمقابل، قتل في الجانب الإسرائيلي 10 عسكريين وثمانية آخرين بنيران مصدرها لبنان.