الخميس 2 مايو / مايو 2024

تطال البيئة والزراعة.. الحرب في أوكرانيا تخلّف أضرارًا طويلة الأمد

تطال البيئة والزراعة.. الحرب في أوكرانيا تخلّف أضرارًا طويلة الأمد

Changed

تقرير يعرض خسائر أوكرانيا وتكلفة الأضرار في بنيتها التحتية بعد الهجوم الروسي عليها (الصورة: غيتي)
يحذر خبراء البيئة من تداعيات وتأثيرات سلبية طويلة الأمد للهجوم الروسي على أوكرانيا على المناطق الحضرية والزراعية والصناعية في البلاد.

مع استمرار الهجوم الروسي على أوكرانيا، حذّر خبراء البيئة والنشطاء من تأثيرات سلبية طويلة الأمد على المناطق الحضرية والزراعية والصناعية في البلاد التي مزقتها الحرب.

ونقلت شبكة "أي بي سي نيوز" عن خبراء بيئيين أن الدمار الذي خلّفته الحرب في الأسابيع الماضية سيستغرق سنوات لإصلاحه. وبالإضافة إلى التأثير المباشر على الأوكرانيين، فإن عواقب الحرب ستشمل جوانب الاجتماع والاقتصاد والبيئة.

تأثير يشمل أوروبا

ولفت كارول موفيت، الرئيس والمدير التنفيذي لمركز القانون البيئي الدولي إلى أن هذه التأثيرات قد تطال أنحاء أوروبا. وقال: "تأخذ هذه التأثيرات البشرية للحرب أشكالًا كثيرة وأبعادًا كثيرة، والعديد منها يستمر بعد فترة طويلة من توقف الأعمال العدائية".

وبينما كانت هناك عواقب بيئية كارثية خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، فإن النزاعات خلال التاريخ الحديث توفر مخططًا أكثر تفصيلًا للكم الهائل من غازات الدفيئة المنبعثة خلال الحروب الحديثة.

فنتيجة "للحرب على الإرهاب" التي بدأت في عام 2001، تم إطلاق 1.2 مليون طن متري من غازات الاحتباس الحراري، وهو ما يعادل الانبعاثات السنوية لـ257 مليون سيارة ركاب، وفقًا لتقرير عام 2019 الصادر عن معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون.

بالإضافة إلى مئات الآلاف من الأطنان من أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والهيدروكربونات وثاني أكسيد الكبريت المنبعثة من المركبات العسكرية والآلات الثقيلة الأخرى، حدثت عمليات إزالة غابات في أفغانستان نتيجة قطع الأشجار غير القانوني والذي أدّى إلى تدمير موائل الحياة البرية، وفقًا للتقرير.

من جهته، قال دوغ وير، مدير البحوث والسياسات في مرصد الصراع والبيئة لشبكة "آي بي سي نيوز": "إنه بمجرد انتهاء الصراع، ستصبح البيئة في أوكرانيا "الأولوية الأولى" للحكومة المحلية.

تدمير المناطق الصناعية

وتعد أوكرانيا بلدًا صناعيًا كبيرًا، لا سيما في مناطقها الشرقية. حيث تضم عددًا كبيرًا من المناجم ومصافي المصانع الكيماوية التي تنتج مواد مثل الأمونيا واليوريا.

وقال وير: "إن تقييم الأضرار الناجمة عن الهجمات على المواقع الصناعية والمنشآت النووية الجديدة سيكون من بين أولويات الحكومة الأوكرانية".

كما أثار "مخاوف جدية" بشأن الإغلاق القسري للعديد من مناجم الفحم، التي يغمرها الآن تصريف المناجم الحمضي دون الأساليب المناسبة لضخ المياه، ما يؤدي إلى تسرب السموم إلى طبقات المياه الجوفية.

تقليص المجالات الزراعية

كما قدّر الباحثون أن ملايين الأشخاص قد يعانون من سوء التغذية في السنوات التي تعقب الهجوم نتيجة لنقص الأراضي الصالحة للزراعة.

وقال وير: "إن التقييمات الأولية تظهر مساحات شاسعة من المناطق الزراعية تضررت من جراء القصف العنيف والذخائر غير المنفجرة".

القضاء على الحياة البرية 

وفي محاولة للدفاع عن بلاده، زرع الجيش الأوكراني ألغامًا أرضية على شاطئ واحد على الأقل بالقرب من أوديسا، وفقًا لمرصد الصراع والبيئة.

كما أسفر القتال بالقرب من خيرسون، على الساحل الجنوبي لأوكرانيا، عن حرائق في محمية المحيط الحيوي للبحر الأسود الكبيرة. ويحتمل أن تكون الحرائق قد طالت الأشجار والموائل الفريدة للطيور، وفقًا للمرصد.

وقال موفيت: "كانت هناك مخاطر على الحياة البرية والتنوع البيولوجي رأيناها تحدث في أوكرانيا، مع وجود معارك نشطة في الأراضي الرطبة غير المهمة".

تدمير المناطق الحضرية

ولفت وير إلى أن إحدى الإستراتيجيات العسكرية الروسية كانت محاصرة المدن من خلال إطلاق الأسلحة بشكل عشوائي عليها. وقد بدا الدمار الذي خلفه القصف في مدن مثل بوتشا وبورودينكا وإيربين واضحًا على الفور. 

وقال وير: "من وجهة نظر بيئية سيكون هناك قدر هائل من العمل اللازم لتقييم هذه المواقع بشكل صحيح وتحديد مواقع يحتمل أن تكون خطرة"، مضيفًا أن عملية المعالجة البيئية للمواقع التي يحتمل أن تكون خطرة يمكن أن تكون معقدة ومكلفة.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close