الجمعة 10 مايو / مايو 2024

تظاهرات جديدة في إيران.. واشنطن تندد باحتجاز جثة صحافي في طهران

تظاهرات جديدة في إيران.. واشنطن تندد باحتجاز جثة صحافي في طهران

Changed

تقرير لـ"العربي" حول إضراب واحتجاجات في أربعينية مهسا أميني (الصورة: وسائل التواصل)
دعت واشنطن السلطات الإيرانية إلى الإفراج عن جثة نجاد فورًا وإعادتها إلى العائلة، مشيرة إلى أن ما حدث يكشف حجم الترهيب الذي تتعرض له الصحافة في طهران.

نددت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، بالسلطات الإيرانية التي يشتبه في أنها منعت دفن صحافي، قائلة إن الجمهورية الإسلامية تخشى الصحافيين حتى بعد وفاتهم.

وتوفي الصحافي رضا حقيقت نجاد الذي عمل في المنفى لصالح "راديو فردا"، وهي إذاعة ممولة من الولايات المتحدة تبث باللغة الفارسية، في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، في مستشفى في برلين إثر إصابته بمرض السرطان، وفق ما ذكرت المنصة الإعلامية التابعة لإذاعة أوروبا الحرة Radio Free Europe/Radio Liberty.

وذكر "راديو فردا" نقلاً عن عائلته: أن عملاء للحرس الثوري احتجزوا جثة الصحافي البالغ 45 عامًا لدى إعادتها إلى إيران لمنع دفنه في مدينته شيراز.

الصحافي الإيراني رضا حقيقت نجاد
الصحافي الإيراني رضا حقيقت نجاد – وسائل التواصل

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين: "نشعر بالاشمئزاز لمعرفتنا بأن الحرس الثوري الإيراني احتجز رفات رضا في المطار ويضغط على عائلته للموافقة على دفنه في مكان آخر".

ودعا السلطات الإيرانية إلى الإفراج عن الجثة "فورًا" وإعادتها إلى العائلة، مشيرًا إلى أن ما حدث يكشف حجم الترهيب الذي تتعرض له الصحافة في الجمهورية الإسلامية.

وأشار إلى أن "طريقة التعامل مع رضا حقيقت نجاد تسلط الضوء على مدى الخوف الذي تشعر به القيادة الإيرانية من الصحافيين حتى بعد وفاتهم".

ويأتي الحادث في وقت تنفّذ السلطات الإيرانية حملة أمنية ضد المتظاهرين الذين خرجوا في أنحاء البلاد عقب وفاة مهسا أميني في سبتمبر/ أيلول بعدما اعتقلتها شرطة الأخلاق ذائعة الصيت.

تظاهرات جديدة في إيران

وكانت تظاهرات جديدة خرجت في إيران الجمعة احتجاجًا على مقتل مشاركين في الحركة الاحتجاجية التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، وفق منظمات غير حكومية ووكالة فرانس برس.

ومنذ وفاة أميني عن عمر 22 عامًا، لم تخفُت الحركة الاحتجاجية التي تقودها نساء على وجه الخصوص. وتوفّيت أميني في 16 سبتمبر بعد ثلاثة أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية، والتي تفرض على النساء ارتداء الحجاب.

وإضافة إلى شعار "نساء، حياة، حرية" أُطلقت هتافات خلال التظاهرات التي قُمعت بقوّة، موجهة بشكل علني ضد حكومة الجمهورية الإسلامية التي تأسّست عام 1979.

وتتأجّج الحركة الاحتجاجية بالغضب بسبب عدد الأشخاص الذين قُتلوا على يد القوات الأمنية التي تكافح لإخمادها. فحصيلة القتلى في صفوف المتظاهرين احتجاجًا على وفاة أميني ارتفعت من 141 الثلاثاء إلى 160 الجمعة، وفق منظمة "إيران هيومن رايتس" ومقرها أوسلو.

وتخشى المنظمات غير الحكومية تسارُع الحملة الأمنية، في ظل نهاية فترة الحداد التقليدية التي تستمر أربعين يومًا، على القتلى الأوائل في الحركة الاحتجاجية.

وتوجه آلاف الأشخاص الأربعاء إلى مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني في محافظة كردستان، للمشاركة في مناسبة مرور أربعين يومًا على وفاتها.

كذلك، اندلعت أحداث الخميس بالقرب من خرم آباد (غرب)، حيث تجمّع حشد من الأشخاص عند قبر نيكا شاهكرامي البالغة من العمر 16 عامًا، والتي توفيت قبل 40 يومًا.

وهتف المتظاهرون، وفق فيديو نشرته "وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان" (هرانا) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا، "سأقتل، سأقتل، كل من قتل أختي".

إطلاق نار في زاهدان

كما وقعت أحداث أخرى الخميس بعد دفن المتظاهر إسماعيل مولودي الذي يبلغ 35 عامًا في مهاباد (غرب) حيث أطلقت القوات الأمنية النار وقتلت ثلاثة أشخاص، وفق منظمة "هينكاو" المدافعة عن حقوق الإنسان.

وهتف المتظاهرون "الموت للدكتاتور"، قاصدين بذلك المرشد الأعلى علي خامنئي، في الوقت الذي اشتعلت النيران في مكاتب الحكومة في مهاباد، وفقًا لصور من مقطع فيديو تمّ التحقق منه، نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقُتل متظاهران آخران في بانيه الواقعة أيضًا في الغرب، قرب الحدود مع العراق، وفق "هينكاو".

وفي المجمل، قُتل ثمانية متظاهرين في أربع محافظات هي كردستان، أذربيجان الغربية، كرمنشاه ولوريستان منذ مساء الأربعاء إلى الخميس، حسبما أفادت منظمة العفو الدولية.

إضافة إلى ذلك، تشهد مدينة زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرق)، إحدى أفقر مناطق إيران، أعمال عنف بدأت في 30 سبتمبر باحتجاجات على خلفية تقارير حول اغتصاب عنصر أمن لفتاة، وخلفت 93 قتيلًا على الأقل وفق منظمة "إيران هيومن رايتس".

من جانبه، تحدث مجلس الأمن الإقليمي في سيستان بلوشستان عن "أعمال شغب" في زاهدان، مؤكدًا مقتل شخص جراء إطلاق نار من "مجهولين" وإصابة 14 آخرين بينهم عناصر من قوات الأمن، وفق ما نقلت وكالة "إرنا".

وفي وقت سابق الجمعة، أقالت السلطات الإيرانية اثنين من كبار المسؤولين الأمنيين في زاهدان، أحدهما قائد شرطة المدينة، حسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.

نحو تصعيد القمع؟

من جهة أخرى، يشير محلّلون إلى أن السلطات الإيرانية حاولت خنق الحركة الاحتجاجية بوسائل أخرى غير القمع العنيف، وذلك من أجل تجنب الغضب الشعبي.

وفي هذا الإطار، قال المتخصّص بالشأن الإيراني في "معهد واشنطن" هنري روم لوكالة فرانس برس: "حتى الآن، يبدو أنهم يستخدمون أساليب أخرى - اعتقالات وترهيب، وقطع الإنترنت وقتل بعض المتظاهرين...".

مع ذلك، أضاف: "أشكّ في أن تكون القوات الأمنية قد استبعدت القيام بحملة قمع عنيفة على نطاق أوسع".

واعتبر أنهم "ربما حسِبوا أن المزيد من عمليات القتل سيشجّع المتظاهرين بدلاً من ردعهم؛ إذا تغيّرت هذه الحسابات، فمن المحتمل أن يصبح الوضع أكثر عنفًا".

من جهته، دعا مدير "إيران هيومن رايتس" محمود العامري مقدم، الأمم المتحدة الجمعة إلى "زيادة الضغط الدبلوماسي على إيران ووضع آلية تحقيق لمحاكمة المسؤولين" عن القمع. وأضاف: "هناك خطر حقيقي لحدوث مذبحة ويجب على الأمم المتحدة ضمان عدم حدوث ذلك".

من جانبهم، واصل القادة الإيرانيون توجيه أصابع الاتهام إلى "أعداء" إيران.

واتهمت وزارة المخابرات والحرس الثوري في بيان مشترك الجمعة وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) و"حلفاءها (...) بريطانيا وإسرائيل والسعودية" بـ"التآمر" ضد الجمهورية الإسلامية.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close