نقل موقع "نور نيوز" الإخباري التابع لجهاز أمن إيراني كبير، إن المسلحين الذين نفذوا "هجومًا إرهابيًا" اليوم الأربعاء على ضريح شاه جراغ الديني في شيراز جنوبي غرب إيران، ليسوا مواطنين إيرانيين.
ووفق وكالة "رويترز"، فقد أعلن تنظيم "الدولة" في بيان عبر حسابه على تيليغرام مسؤوليته عن الهجوم على المزار الديني في مدينة شيراز. وقال التنظيم إن الهجوم أدى إلى "وقوع عشرات القتلى والجرحى".
وكانت وسائل إعلام رسمية إيرانية قد قالت إن المهاجمين "تكفيريون"، في إشارة إلى جماعات متشددة مسلحة مثل تنظيم "الدولة".
كما أعلن قائد الشرطة في شيراز عبر التلفزيون الرسمي الإيراني أن "شخصًا أجنبيًا نفذ العملية الإرهابية في مزار شاه تشراغ".
ونقلت وكالة "مهر" للأنباء الإيرانية شبه الرسمية عن السلطات المحلية إن ثلاثة مسلحين مجهولين اقتحموا ضريح "شاه شيراغ" في المدينة، وأطلقوا الرصاص على الموجودين هناك حيث كان يقام تجمعًا دينيًا.
وقتل 15 شخصًا على الأقل وأصيب آخرون إثر الهجوم الذي وقع عند الساعة 5:45 مساء بالتوقيت المحلي (14:15 بتوقيت غرينتش)، بينهم عدد من النساء والأطفال.
في حين كشفت قوات الأمن أنها اعتقلت اثنين من المسلحين، بينما لا يزال الثالث طليقًا، بحسب وسائل الإعلام الإيرانية.
15 قتيلا و10 مصابين في هجوم على مزار في مدينة #شيراز#إيران pic.twitter.com/tRRtGwR5K1
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 26, 2022
إطلاق نار على المتظاهرين
ويتزامن هذا الهجوم، مع توتر في الشارع الإيراني مع حلول ذكرى الـ 40 يومًا على مقتل الشابة مهسا أميني، بعد أن اعتقلتها شرطة الأخلاق في طهران على خلفية ما عرف بمخالفتها قواعد اللباس الصارمة، حيث أشعل وفاتها شرارة انتفاضة شعبية.
فقد قال شهود عيان إن الهجوم وقع في اليوم نفسه الذي فتحت فيه قوات الأمن الإيرانية النار على مشاركين في إحياء أربعينية مهسا أميني في سقز، مسقط رأسها بإقليم كردستان.
ووفق مراسل "العربي" من طهران ياسر مسعود، انطلق اليوم الأربعاء من مسقط رأس أميني (22 عامًا) في محافظة كردستان غرب إيران احتجاجات واسعة، ترافقت مع انقطاع في خدمة الإنترنت بالمنطقة إلا أن السلطات الكردستانية نفت هذه الأخبار.
بدورها، قالت منظمة "هنجاو" الحقوقية الكردية إن 50 شخصًا على الأقل أُصيبوا اليوم الأربعاء في مدن سنندج وماريفان وسقز وديفانداره وبوكان ومهاباد في شمال غرب إيران حيث يعيش العديد من الأكراد الإيرانيين.
كذلك، نظمت الاحتجاجات في عدة مدن إيرانية شملت الجامعات بعد أن خفتت حدة المظاهرات في الأيام الماضية وفق مسعود.
إضرابات عمالية
كما يشرح المراسل أن الاحتجاجات لم تقف عند حدود مطالب حريات الشخصية والحجاب، بل اتسعت لتضم الجانب الاجتماعي والثقافي والنقابي حيث كان مقتل أميني دافعًا لإثارة هذه الانتفاضة الشعبية ولا سيما مع تفاقم الأزمة الاقتصادية بالبلاد.
فقد ترافقت التجمعات الشعبية مع إضرابات عمالية نفذ أحدثها عمال مصفاة النفط، سبقها إضراب في مركز عسلوية للغاز جنوب إيران، الأمر الذي شكل مصد قلق للسلطات على اعتبار أنها تمس مراكز حساسة على صعيد الطاقة بالبلاد.
