تماشيًا مع "سياسة ترشيد الإنفاق"، ستعيد وزارة التربية والتعليم في الأردن تفعيل قرار يقضي بـ"دفع ثمن أي كتاب مدرسي لا يعاد"، على أن تقوم الوزارة بتقييم الكتب المستعملة لإعادة تسليمها لطلاب آخرين.
وسيطبق الإجراء على طلبة الصفوف الأساسية، وينتظر منه أن يوفر نحو 40% من كلفة طباعة الكتب سنويًا.
في حديث إلى "العربي"، يوضح مدير الامتحانات في وزارة التربية والتعليم الأردنية محمد كنانة أن القرار يهدف إلى تنمية قيمة المحافظة على الكتاب عند الطلبة، مشيرًا إلى أنه في الفترة الأخيرة شهدت أسعار الورق ارتفاعًا عالميًا ما كلف الوزارة مبالغ كبيرة.
بدورها، توفر وزارة التربية والتعليم الأردنية الكتب المدرسية لما يقارب 2,5 مليون طالب، وتبلغ كلفة إعدادها وطباعتها أكثر من 43 مليون دولار، لذلك ستوفر خطوتها الكثير في ظل الارتفاع الكبير بتكاليف الطباعة وأسعار الورق بعد جائحة كوفيد-19.
ويقول الباحث في الشأن الاقتصادي حسام عايش: إن "القرار أملته الارتفاعات المتواصلة في أسعار الورق، وارتفاع كلف الطباعة وغيرها، لكنه مع ذلك يحدد مسارًا جديدًا لترشيد الإنفاق الحكومي بما يؤدي إلى تخفيض العجز في الموازنة".
في غضون ذلك، ما زالت فئة من الطلبة تتعامل مع الكتب المدرسية دون النظر إلى قيمتها وملايين الدنانير التي أُنفقت عليها لتصل في نهاية المطاف إلى مكب النفايات، لذلك فإن ضبط عملية استرجاع الكتب ستنهي هذه الظاهرة، حسبما تقول وزارة التربية والتعليم.
"زرع قيمة المحافظة على الكتاب"
وفي هذا الإطار، يوضح مدير التعليم العام والناطق الإعلامي لوزارة التربية والتعليم أحمد جميل المساعفة أن الهدف من القرار هو زرع قيمة المحافظة على الكتاب في نفوس الطلبة، والحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى توفير الأموال المخصصة لطباعة الكتب.
ويضيف في حديث إلى "العربي" من العاصمة الأردنية عمان، أن هناك مرحلتين أساسيتين في التعليم، المرحلة الأساسية وهي إلزامية مجانية، والثانية هي المرحلة ثانوية، موضحًا أن الوزارة لا تطلب من طلبة الصفوف الثلاثة الأولى (الأول والثاني والثالث) إرجاع الكتب، بالإضافة إلى طلبة المرحلة الثانوية.
ويتابع المساعفة أن عملية استرجاع الكتب محصورة فقط بين صفوف الرابع والعاشر، مشيرًا إلى أن لكل طالب كتابين، الأول هو كتاب الطالب أما الثاني فهو كتاب التمارين، وأن الوزارة لا تطلب منه إعادة كتاب التمارين لأنه لا يصلح للاستعمال مرة ثانية.
ويواصل أن وزارة التربية والتعليم تعمل على تقييم الكتب المسترجعة، ما إذا كانت صالحة للاستخدام لتعيدها إلى طالب آخر، أما إذا كانت غير ذلك، فتستعمل في إعادة التدوير، ويعود ريع هذه العملية بالنفع على المدرسة من خلال الحصول على أوراق للتصوير.