كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنّ الجنود الإسرائيليين الـ21 الذين قُتلوا في عملية للمقاومة الفلسطينية في مخيم المغازي الاثنين الماضي، كانوا يزرعون متفجّرات ضمن خطة لهدم جزء من الحي في إطار مساعي إسرائيل لإنشاء "منطقة عازلة" بين قطاع غزة وإسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وضابط إسرائيلي شارك في عمليات الهدم، فضّلوا عدم الكشف عن هويتهم، قولهم إنّ إسرائيل تريد هدم العديد من المباني الفلسطينية القريبة من الحدود من أجل إنشاء ما تصفه بـ"منطقة أمنية".
وأوضح اثنان من المسؤولين أنّ الهدف هو "إنشاء منطقة عازلة تصل إلى حوالي كيلومتر واحد (0.6 أميال) على طول الحدود مع غزة، والبالغة نحو 60 كيلومترًا (36 ميلًا). وفي أضيق نقطة، يبلغ عرض المنطقة أقل من 6.5 كيلومترات (أربعة أميال).
وأفادت الصحيفة أنّ هدف إسرائيل من إنشاء المنطقة العازلة هو تفادي تكرار عمليات مشابهة لـ "طوفان الأقصى" التي أطلقتها القسّام ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر، إضافة إلى إيجاد الظروف التي تُقنع الإسرائيليين الذين تمّ إجلاؤهم من غلاف غزة، بأنّ العودة إلى ديارهم ستكون في بيئة آمنة.
"جريمة حرب"
واكتسبت فكرة المنطقة العازلة زخمًا كبيرًا في خطاب المسؤولين الإسرائيليين، وعارضتها الإدارة الأميركية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لأنّها ستؤدي فعليًا إلى تقليص حجم غزة.
وجدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الثلاثاء، التأكيد أنّ الولايات المتحدة ترفض أي تغيير دائم للوضع الجغرافي لقطاع غزة.
من جهته، حذّر المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في السكن اللائق بالاكريشنان راجاغوبال، من أنّ "التدمير الممنهج للمنازل الفلسطينية الحدودية، يمكن أن يشكل جريمة حرب، لأنّها لا تشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل".
وقال راجاغوبال لـ"نيويورك تايمز": "لا يوجد أي بند في اتفاقيات جنيف بشأن ما تفعله إسرائيل على الحدود، وهو نوع من التدمير الاستباقي للممتلكات".
وأضاف: "يمكن لإسرائيل اتخاذ إجراءات تتعلّق بكل عقار على حدة، لكن ليس على نطاق واسع على طول الحدود بأكملها، مؤكدًا أنّ إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال "ملزمة بعدم التورّط فيما يسمى التدمير العشوائي للممتلكات".
الاحتلال مصرّ رغم معارضة واشنطن
ورغم كل ذلك، لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى إقامة المنطقة العازلة التي ستمتدّ على طول الحدود الشرقية للقطاع.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية اليوم، أنّ إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنّ المنطقة الأمنية العازلة المؤقتة قد تكون جزءًا من عملية نزع السلاح في غزة.
كما ذكرت وكالة رويترز أنّ إسرائيل أبلغت الشهر الماضي دولًا عربية عديدة، منها مصر والأردن والإمارات، برغبتها في إقامة منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة.
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ الفلسطينيين الذين نزحوا من شمال قطاع غزة لن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم.
