Skip to main content

تكتيكات الجيش الأوكراني لمواجهة روسيا.. "كر وفر" وتحصينات دفاعية

الأحد 6 مارس 2022

تخطى الجيش الأوكراني تقديرات المخابرات الغربية والروسية على حد سواء، والتي توقّعت أن تسقط العاصمة كييف في غضون أيام منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وفي مواجهة الهجوم الروسي الشرس، تبنّى الجيش الأوكراني إستراتيجية من شقّين تعتمد على تكتيكات الكر والفر وتحصين المدن الكبرى مع دخول الحرب مرحلة أكثر خطورة، حيث تنتهج القوات الروسية تكتيكات الحصار، بهدف تدمير البنية التحتية المدنية وفرض أقصى درجات الضغط على الجيش الأوكراني.

وتعتقد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن روسيا ستعيد تجميع صفوفها وتضغط على ميزتها الهائلة في قوتها النارية.

عدم الخسارة يعني الفوز

وقال جون سبنسر، ضابط متقاعد في الجيش الأميركي لصحيفة "واشنطن بوست"، إن الهدف الرئيس لأوكرانيا هو جعل الحرب دموية بقدر الإمكان بالنسبة لروسيا، بحيث لا يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سينسحب في أي وقت قريب.

ورأى أن تسليم المدن الثانوية قد يصبح ضروريًا للسماح للحكومة الأوكرانية بالبقاء في العاصمة لأطول فترة ممكنة، من منطلق أن "عدم الخسارة هو الفوز في هذه الحالة".

وأشار المسؤولون الأوكرانيون إلى أنهم بعد النجاة من الهجوم الأولي، يعتزمون شن هجوم مضاد ضد القوات الروسية.

وقال دوغلاس لندن، ضابط رفيع المستوى متقاعد في وكالة المخابرات المركزية للصحيفة، إن الجيش الأوكراني "يفضّل الكمائن المسلحة بدلًا من هجوم كبير ومفتوح على الجيش الروسي المتفوق عددًا".

وقال لندن: "لن يكونوا قادرين على شن هجوم مضاد كبير، وتنظيم القوات والهجوم. ستكون محاولة غير متكافئة لفضّ الهجمات الروسية".

وتوقّع لندن أن يستخدم الجيش الروسي ميزته العسكرية الهائلة، بحيث سيتعين على القوات الأوكرانية في النهاية أن تتكيف مرة أخرى.

حرب العصابات

وقال: "ستفقد أوكرانيا المدن في نهاية المطاف، أو تصل إلى نقطة لا تستطيع فيها إعادة إمداد قواتها، وسيتعيّن عليها الانتقال إلى حرب العصابات، أو عملية تحت الأرض في المناطق الحضرية".

وقال أندري زاغورودنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق، إن مهاجمة خطوط الدعم الروسية أثبتت بالفعل أنها إستراتيجية مهمة لتقليل مزايا روسيا، مضيفًا أن المركبات الروسية منتشرة عبر منطقة واسعة على جبهات متعددة، وهي تتباطأ باستمرار لإبقاء الجنود دافئين في الطقس البارد، مما يجعل إعادة التزوّد بالوقود تحديًا هائلًا.

ونصح الجيش الأوكراني المتطوّعين المدنيين بتجاهل المركبات المدرعة، ومهاجمة شاحنات الوقود غير المدرّعة والتي غالبًا ما يقودها جنود روس غير مدربين تدريبًا جيدًا.

وأوضح زاغورودنيوك أن قطع إمدادات الوقود يحوّل الدبابات ومركبات المدفعية الصاروخية إلى عوائق على الطريق.

وهاجمت القوات الأوكرانية الآليات الروسية الثابتة في مكانها ودمّرتها؛ ووضعت الجنود الروس أمام خيارين قاتمين: إما البقاء داخل مركبتهم حيث يكونون عرضة لضربة صاروخية محتملة، أو محاولة الهروب سيرًا على الأقدام ومواجهة احتمال التعرّض للقنص أو الأسر.

وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي بعض الآليات الروسية التي تمّ التخلّي عنها.

وقال روب لي، خبير عسكري روسي وزميل بارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية للصحيفة، إن ميزة روسيا هي خوض المعارك التقليدية بالدبابات، موضحًا أن فرصة أوكرانيا لتقويض ذلك، هي تركيز الهجمات بالأسلحة المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات واستهداف القوات في الظلام باستخدام نظارات الرؤية الليلية الحديثة والبصريات الحرارية.

في الأسابيع الأخيرة، زار النائب جيسون كرو، وهو من قدامى المحاربين وقاتل في أفغانستان والعراق، أوكرانيا. وقال إن لامركزية الجيش الأوكراني قد تكون من بين أفضل أصولها في هذه الحرب.

وأشار إلى أن "وجود مجموعات مقاومة متفرّقة، ووحدات على مستوى الكتيبة تقاتل بشكل مستقل، قد تكون نعمة مقنعة. إنها تساعدهم في الواقع الآن، لأنهم لا يعتمدون على أنظمة القيادة والتحكم المركزية"، وبالتالي "لديهم فرصة فريدة الآن لاستنزاف القوات الروسية بسرعة".

من جهته، قال سبنسر إن الأوكرانيين يتبنّون بشكل متزايد "الدفاع في العمق" داخل المدن، مما يجعل من الصعب قدر الإمكان على القوات الروسية المناورة بسهولة والنجاة.

وإذ أكد أنه غير مقتنع بأن لدى روسيا ما يكفي من القوات لمنع الأوكرانيين في العاصمة من تلقي أسلحة إضافية، أشار إلى أن التاريخ "مليء بأمثلة عن عدد صغير نسبيًا من المقاتلين الذين تشبّثوا في المدن وأزقتها وأسطح منازلها وأنفاقها، وصدوا هجومًا كبيرًا لفترات طويلة من الزمن".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة