الإثنين 6 مايو / مايو 2024

حكومة منفى وحرب عصابات.. ما هي خطة الغرب في حال سقوط كييف؟

حكومة منفى وحرب عصابات.. ما هي خطة الغرب في حال سقوط كييف؟

Changed

ناقش حسن المومني، أستاذ العلاقات في الجامعة الأردنية، إستراتيجية دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
يأتي التركيز على تأمين خليفة للرئيس الأوكراني، لأن دستور أوكرانيا "غير واضح بشأن هذه القضية"، ولأن زيلينسكي نفسه قال إنه لا يريد مغادرة البلاد.

منذ بدء الهجوم على أوكرانيا، أبدى مسؤولون غربيون مخاوفهم على مصير الرئيس فولوديمير زيلينسكي بعد معلومات عن مخطط روسي لإسقاطه، وتعيين حكومة موالية لروسيا في كييف.

وقبل أيام، كشفت تقارير إعلامية غربية عن نجاة زيلينسكي من ثلاث محاولات اغتيال الأسبوع الماضي، حيث أرسلت روسيا مجموعة من مرتزقة لقتله.

وتمّ إحباط مخطط الاغتيال من قبل أعضاء مناهضين للحرب داخل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي الذين نبهوا المسؤولين الأوكرانيين حول إرسال مجموعة من مرتزقة "فاغنر" لاغتيال زيلينسكي.

تأمين خليفة لزيلينسكي

وفي محاولة لتدارك التداعيات كافة، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن واشنطن وحلفاءها الغربيين يناقشون كيفية تأمين خليفة في أوكرانيا في حالة أسر زيلينسكي أو قتله على يد القوات الروسية.

بدورها، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن الدول الغربية تناقش كيفية المساعدة في تشكيل حكومة في المنفى ودعمها في حال سقوط كييف.

وتدور المخاوف الغربية في المقام الأول حول التأكد من استمرار وجود حكومة أوكرانية مستقلة بشكل ما، حتى لو وجدت روسيا طريقة لتثبيت قيادة موالية لها في العاصمة كييف.

وقال مسؤولون غربيون لصحيفة "نيويورك تايمز" إن الاعتراف بزعيم مستقلّ سيساعد في منع أي قادة مدعومين من روسيا من اكتساب الشرعية.

ويأتي التركيز على تأمين خليفة زيلينسكي جزئيًا، لأن دستور أوكرانيا "غير واضح بشأن هذه القضية"، ولأن زيلينسكي نفسه قال إنه لا يريد مغادرة البلاد.

ولن تعترف الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بحكومة تنصّبها روسيا. ومع ذلك، فإن تقويض حكومة تسيطر عليها موسكو في كييف سيكون أسهل بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها إذا كان هناك زعيم شرعي معترف به لأوكرانيا حرة، بدلًا من السياسيين المتنافسين على هذا الدور.

ورغم ذلك، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن بعض القضايا العملية والقانونية تلعب دورًا أيضًا في حتمية التخطيط لخليفة لزيلينسكي، مشيرة إلى أن استمرار التبرّعات العسكرية والاقتصادية لإظهار الدعم لأوكرانيا، "أسهل بكثير مع وجود حكومة فاعلة تقبل المساعدة، حتى لو كانت تعمل في غرب أوكرانيا أو حكومة في المنفى في بولندا أو رومانيا".

وخلال الأسبوع الماضي، ركّزت المناقشات المكثّفة في البيت الأبيض والاجتماعات المغلقة في الكونغرس على كيفية تقديم المساعدة لأوكرانيا إذا استولت روسيا على العاصمة. وتخطط الإدارة حاليًا لمواصلة إمداد الأوكرانيين بالأسلحة علنًا.

وأوضحت الصحيفة أنه كلما طالت فترة قيادة الجيش الأوكراني النظامي المعركة ضد روسيا، زادت احتمالية تمكّن أوكرانيا من الاحتفاظ بالسيطرة على كل أو جزء من البلاد.

نقل المسؤولين إلى مكان آمن

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين دفعوا الأوكرانيين إلى عدم السماح لكبار المسؤولين المرشّحين لخلافة زيلينسكي بالبقاء في نفس المكان لفترات طويلة، وحثّوا أيضًا على نقلهم إلى مواقع أكثر أمانًا خارج كييف.

وقال عدد من المسؤولين للصحيفة إن المسؤولين الأميركيين وحلفاءهم يودون أن تُنشئ الحكومة الأوكرانية موقعًا تستخدمه القيادة في حال سقوط كييف.

ورجّحت أن يتمّ استخدام موقع رئاسي في جبال الكاربات في غرب أوكرانيا، لكن المسؤولين الأوكرانيين لم يوضحوا ما إذا كانت المنشأة مجهزة بملاجئ من القنابل وقدرات اتصالات معززة.

وبموجب الدستور الأوكراني، يخلف رئيس البرلمان رئيس البلاد باعتباره رئيسًا بالإنابة. ورئيس البرلمان الحالي هو رسلان ستيفانشوك، وهو سياسي مؤيد للغرب ومساعد كبير سابق لزيلينسكي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين على اطلاع على المحادثات قولهم إن "المسؤولين الأوكرانيين قاوموا اقتراحات المسؤولين الأميركيين والأوروبيين بنقل ستيفانتشوك، لكنهم قالوا إنهم يتفهّمون الحاجة إلى ضمان الخلافة القانونية".

وعلى مدى أسابيع قبل الهجوم، حذّرت الولايات المتحدة وبريطانيا من رغبة موسكو في إزاحة زيلينسكي من السلطة، كما ناقشتا كيف ستعمل الخلافة في أوكرانيا إذا احتاجوا لمواجهة انقلاب تدعمه روسيا.

وقالت كريستينا هولينسكا، الباحثة في مؤسسة "راند" للأبحاث: "إن أهمية شخصية زيلينسكي في ظل الظروف الحالية لا شك فيها. لكن إذا حدث له شيء، فسيكون من المهم جدًا إرسال رسالة واضحة حول من سيقود البلاد، وكيف ستُدار الحكومة".

واعتبرت هولينسكا أنه "قد لا يكون من الحكمة بالنسبة لأوكرانيا الإعلان عن خطط نقل الحكومة، إلا أنها تأمل أن تكون جاهزة للعمل في مواقع خارج كييف".

حكومة في المنفى تدعم حرب العصابات

وبينما يتوقّع مسؤولون في واشنطن والعواصم الأوروبية أن يعكس الجيش الروسي خسائره المبكرة، مما يمهد الطريق لمقاومة دموية طويلة، تتبلور الخطوات التي يمكن أن تدعم بها الدول الغربية المقاومة الأوكرانية.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين قولهم إنه كخطوة أولى، يخطّط حلفاء أوكرانيا لكيفية المساعدة في تشكيل ودعم حكومة في المنفى، والتي يُمكن أن توجّه عمليات "حرب العصابات" ضد الروس.

وتخطط وزارتا الخارجية والدفاع (البنتاغون) والوكالات الأميركية الأخرى لما بعد الاستيلاء الروسي المحتمل على كييف، واضطرار حكومة زيلينسكي إلى الفرار من العاصمة أو من الدولة نفسها.

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية، لم يكشف عن هويته للصحيفة: "نحن نقوم بالتخطيط للطوارئ حاليًا، بما في ذلك سيناريو يشكل فيه زيلينسكي حكومة في المنفى من بولندا".

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن زيلينسكي أجرى مناقشات مع المسؤولين الأميركيين حول ما إذا كان يجب أن ينتقل غربًا إلى موقع أكثر أمانًا في مدينة لفيف، بالقرب من الحدود البولندية.

وفي الإطار، قال مسؤول أوكراني رفيع المستوى إن القوة الأمنية الخاصة بزيلينسكي لديها خطط جاهزة لنقله وأعضاء حكومته بسرعة. لكنه "حتى الآن، يرفض المغادرة".

لا خطة واضحة بعد

ومع ذلك قال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين إن قرار الأمم المتحدة الأسبوع الماضي الذي يدين الهجوم الروسي، هو أحد عناصر "إرساء الأساس" للاعتراف بإدارة زيلينسكي كحكومة شرعية لأوكرانيا حتى لو لم تعد تسيطر على الأراضي.

وأضاف الدبلوماسي: "لم نضع خطة بعد، في حد ذاتها، لكنها ستكون شيئًا سنكون مستعدين للمضي قدمًا بتنفيذه على الفور. من المفيد أن يعرف الأوكرانيين عمومًا أنه يحظون بالدعم الدولي".

من جهته، شكّك مسؤول استخباراتي غربي رفيع المستوى، في أن لا يواصل الأوكرانيون حملة مقاومة سرية حتى بعد أن يفرض الروس سيطرتهم على البلاد"، متوقعًا "استمرار المقاومة لأشهر وربما سنوات".

بدورها، قالت مارتا كيبي، كبيرة المحللين الدفاعيين في معهد "راند" والتي تدرس حركات المقاومة، إنه "مع تقدم الاحتلال وامتداده لفترة أطول، غالبًا ما يتغيّر ما يمكن أن يبدأ كمقاومة أكثر مركزية إلى مجموعات أو وحدات مقاومة أصغر"، مضيفة أن "المجموعات الأصغر تسمح بمزيد من المرونة".

وفي هذا الإطار، قالت ريتا كوناييف، مديرة التحليل في مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة بجامعة جورجتاون، إن أوكرانيا يجب أن تُعدّ مواطنيها للقتال في المدن مصحوبًا بقصف جوي وقصف مدفعي جماعي.

وأضافت أن على الأوكرانيين توفير الإمدادات مسبقًا، لأن القوات الروسية ستعطل على الأرجح الشبكة الكهربائية وتقطع الوصول إلى المياه في المدن، وأن عليهم إنشاء مناطق آمنة تحت الأرض للنجاة من القصف الجوي.

وأوضحت أن محاولة القوات الروسية الانتقال إلى المدن، ستعطي الأوكرانيين ميزة للتفوّق لأنهم يعرفون تضاريس بلادهم، ولذلك يمكنهم بناء الحواجز وتدمير الجسور لتقييد مداخل المدينة ووضع القناصين على أسطح المنازل.

وقال قادة "الناتو" إنه حتى لو استولت روسيا على كييف، فإن ذلك لن ينهي المقاومة ولا وجود الدولة الأوكرانية.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة