الجمعة 17 مايو / مايو 2024

"تنذر بتفجير المنطقة".. كيف يرى الفلسطينيون الحكومة الإسرائيلية الجديدة؟

"تنذر بتفجير المنطقة".. كيف يرى الفلسطينيون الحكومة الإسرائيلية الجديدة؟

Changed

 المستوى الرسمي والفصائلي الفلسطيني لا يعلق آمالا على حكومة إسرائيل الجديدة
الفصائل الفلسطينية لا تعلق آمالًا على حكومة إسرائيل الجديدة (غيتي)

أكدت حماس استمرارها في ترسيخ معادلة أن الدم الفلسطيني والمقدسات خط أحمر، وأن سلوك هذه الحكومة سوف يحدد طبيعة التعامل الميداني مع الاحتلال.

نددت فصائل فلسطينية بمواقف الحكومة الإسرائيلية الجديدة معتبرة أنها قائمة على الاستيطان والتهويد، وأنها قد لا تختلف عن سابقاتها.

ورأت السلطة الفلسطينية أن سياسات الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء نفتالي بينيت "لن تتغير" عن سياسات حكومة سلفه بنيامين نتنياهو "إن لم تكن أسوأ".

واعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، اليوم الإثنين، أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي يرأسها نفتالي بينيت؛ ليست أقل سوءًا من سابقاتها.

وأدان اشتيه، في مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة، إعلان بينيت دعمه للاستيطان، محذرًا من السماح للمستوطنين المتطرفين بتنظيم مسيرة الإعلام الاستفزازية في شوارع القدس المحتلة.

بدورها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن "حكم دولة فلسطين على هذه الحكومة لا ينطلق من مبدأ مع أو ضد بنيامين نتنياهو، أو وجوده من عدمه على رأس الحكومة، وليس من منطلق مواقفها السابقة، وإنما سيتم الحكم عليها بناء على موقفها من جميع القضايا الفلسطينية، بالإضافة لكيفية تعاملها مع الاختبارات الملحة التي سوف تواجهها خلال قادم الأيام”.

ورفضت الخارجية الفلسطينية تسمية هذه الحكومة كما يُطرح في إسرائيل على أنها “حكومة تغيير”، إلا إذا كان المقصود بالتغيير هو إزاحة نتنياهو.

وقالت: "أما بالنسبة لسياساته فتقديرنا أنها لن تتغير إن لم نشاهد أسوأ منها، خاصة وأن قيادات إسرائيلية في الحكومة الجديدة مثل بينيت وساعر؛ كانوا يعتبرون على يمين نتنياهو”.

حماس: لن نغير طبيعة تعاملنا مع الاحتلال

من جانبه، قال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم إن "تكرار العملية الانتخابية الإسرائيلية وإفرازاتها داخل الكيان الصهيوني، دليل على عمق الأزمة السياسية التي يعيشها هذا الكيان بالتوازي مع أزماته العسكرية والأمنية المتواصلة، كنتيجة لقوة وتأثير الفعل المقاوم الفلسطيني، وثبات وصمود شعبنا".

وأضاف: "أيًا كان شكل الحكومات الإسرائيلية فلن يغير من طبيعة تعاملنا معه ككيان احتلالي استيطاني يجب مقاومته وانتزاع حقوقنا منه وبكل السبل، وأشكال المقاومة، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة".

وأردف برهوم: "نحن مستمرون في ترسيخ معادلة أن الدم الفلسطيني والمقدسات خط أحمر، وأن سلوك هذه الحكومة على الأرض سوف يحدد طبيعة ومسار التعامل الميداني مع الاحتلال".

الجهاد: الحكومة الإسرائيلية تنذر بتفجير المنطقة

وأكد يوسف الحساينة عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين يوم الأحد، أن تشكيل الحكومة الصهيونية الجديدة، وفي ضوء ما تلوّح به من سياسات عدوانية تجاه شعبنا، خاصة على صعيد إيلاء مزيد من الدعم للمشاريع الاستيطانية في مناطق الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس، يُنذر بوضع مزيد من صواعق التفجير في المنطقة، والتي لن يكون الكيان الصهيوني بمنأى عن ارتداداتها وآثارها.

وشدد الحساينة، على أن الفلسطينيين مطالبون اليوم وأكثر من أي وقت مضى، بالعمل على التقاط الفرصة التي أسست لها معركة "سيف القدس"، والإسراع نحو تشكيل مرجعية وطنية تحررية تحمي الحقوق وتحافظ على الثوابت، وليس إعادة إنتاج سلطة محكومة ومرتبطة بـ"أوسلو"، ومسار التسوية السراب، وإنما سلطة خدماتية؛ لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة.

من جهته قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، إن المحاور الأساسية لحكومة بنيت- لابيد تشكل استمرارًا لحكومة نتنياهو في استمرار الاحتلال وتوسيع الاستيطان والتمسك بقانون القومية العنصري.

وقال إن حكومة الاحتلال الجديدة “ستحافظ على نهج أكثر وحشية وتطرفًا لدرء اتهامات نتنياهو لها بالضعف”، مؤكدًا أن مواجهة حكومة كهذه “لن يكون إلا بالوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام”.

"قائمة على التهويد والاستيطان"

وأكَّدت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين أنّ الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة للاحتلال برئاسة نفتالي بينيت ويائير لابيد بالتناوب لن يغيّر شيئًا على أرض الواقع، مشيرة إلى أن "رئيس وزراء العدو الجديد يتفق في جوهر برنامجه مع نتنياهو وسياساته والقائمة على العدوان والاستيطان والتهويد".

وقالت الجبهة، في بيان اليوم الإثنين، إنه لا يمكن إخفاء المأزق الاستراتيجي الذي تُعاني منه المنظومة السياسيّة الإسرائيلية، والتي أدت إلى إفراز هذه الحكومة الضعيفة.

ودعت الجبهة قيادة السلطة إلى "نبذ أيّة أوهام بالعودة إلى المفاوضات أو إمكانية تحقيق تسوية سياسيّة تؤمّن حقوق شعبنا كافة بالرهان على هذه الحكومة الجديدة، أو بالاستجابة لشروط اللجنة الرباعيّة أو ما يُسمى بحل الدولتين الذي وُلد مشوّهًا".

كما دعتها إلى الاستجابة لقرارات الإجماع الوطني بفك الارتباط مع الاحتلال، والتحلّل من اتفاق أوسلو وملحقاته الأمنيّة والسياسيّة والاقتصاديّة.

من جانبها، وصفت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الحكومة الإسرائيلية الجديدة بأنها لا تحمل للفلسطينيين من التغيير سوى اسمها.

وأوضحت أن برنامج الحكومة أقرّ "تعزيز البناء الاستيطاني في المدينة، وتحويلها إلى ما يسمى عاصمة ديناميكية وعصرية، وترسيخ مكانتها كمركز للحكم في فترة وجيزة بعد نيل الثقة".

وحذرت الجبهة من خطورة الرهان على الحكومة الجديدة، بذريعة أنها أقصت نتنياهو، "فمشاريع الاستيطان ما زالت قائمة، والصراع مع الاحتلال ما زال يدور في محاوره التي لم تتغير، وهي استعادة الأرض وتحريرها من الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".

كما حذرت من خطورة "الانجرار وراء أوهام وعود قد تطلقها الحكومة الإسرائيلية، في محاولة منها للتقرب من الولايات المتحدة، وإعادة صياغة علاقتها مع الإدارة الأميركية، بما في ذلك حديثها عن استعدادها لاستئناف المفاوضات الثنائية".

وتأتي هذه المواقف بعد يوم من منح الكنيست الإسرائيلي ثقته للائتلاف الحكومي الجديد برئاسة بينيت، الذي سيخلف، بنيامين نتانياهو، بعد 12 عامًا متواصلة في السلطة.

وصوت 60 نائبًا لصالح الائتلاف الجديد المتنوع ما بين اليمين واليسار والوسط، في حين عارضه 59 نائبًا معظمهم من حزب الليكود والأحزاب اليمينية المتشددة.

وأكد بينيت في كلمته أنّ نهج الاستيطان سيستمرّ في عهده، مشيرًا إلى أنّ "حكومتنا ستدعم الاستيطان في كل مكان، حتى في تلك المناطق المصنفة ضمن المنطقة ج". وأضاف: "هذه سياستنا ولن نتنازل عنها".

وقال بينيت: "نأمل في سلام وهدوء مع حماس، لكننا لن نتهاون في مجابهتها بالسلاح وتوجيه ضربات إليها، كما نولي أهمية قصوى لإعادة مفقودينا لدى حماس"

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة