الإثنين 6 مايو / مايو 2024

تنسيق أميركي فرنسي للرد.. هل وصلت أزمة أوكرانيا إلى حافة الهاوية؟

تنسيق أميركي فرنسي للرد.. هل وصلت أزمة أوكرانيا إلى حافة الهاوية؟

Changed

يعرض رضوان زيادة، الباحث في المركز العربي بواشنطن، دلالات إرسال تعزيزات أميركية إلى أوروبا الشرقية وتداعياتها على الأزمة الأوكرانية (الصورة: غيتي)
في ظل تصعيد لم تشهده المنطقة منذ الحرب الباردة، تراقب الأعين بتوجّس لحظة اندلاع شرارة حرب ستكون عواقبها وخيمة على العالم أجمع إذا حدثت.

تترنّح الأزمة على الحدود الروسية الأوكرانية بين احتمالات التصعيد والتهدئة في ظل استمرار المساعي الدبلوماسية.

وفي تصعيد لم تشهده المنطقة منذ الحرب الباردة، تراقب الأعين بتوجّس لحظة اندلاع شرارة حرب ستكون عواقبها وخيمة على العالم أجمع إذا حدثت.

وتعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، بتنسيق ردّهما على الحشود العسكرية الروسية عند الحدود الأوكرانية.

وقال البيت الأبيض، في بيان: إن ماكرون وبايدن أكدا "دعمهما لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها"، وذلك خلال مكالمة هاتفية أجريت بينهما بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الفرنسي أنه قد يزور روسيا سعيًا لحلّ دبلوماسي للأزمة.

كما استعرض الرئيسان "التنسيق المستمر بينهما على صعيدي الدبلوماسية والاستعداد لفرض تكاليف اقتصادية تكون سريعة وقاسية على روسيا في حال غزوها أوكرانيا".

وحشدت روسيا أكثر من 100 ألف عسكري على حدودها مع أوكرانيا، في تحرّك اعتبره الغرب تحضيرًا لغزو وشيك، محذرًا موسكو من أنّ أي توغل لقواتها في الجمهورية السوفييتية السابقة سيُقابل "بعواقب شديدة". 

تعزيزات عسكرية أميركية

وفي الإطار العسكري، أعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء، أنّها سترسل ثلاثة آلاف عسكري إضافي إلى أوروبا الشرقية لحماية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "من أيّ عدوان"، في خطوة اعتبرتها روسيا "مدمرة".

وسيتمّ إرسال نحو ألفي عسكري إلى بولندا وألمانيا، على أن يُنقل ألف عسكري متمركزون في ألمانيا إلى رومانيا.

ويضاف هؤلاء العسكريون الثلاثة آلاف إلى 8500 عسكري وضعتهم الولايات المتّحدة في نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي في حال تأهّب استعدادًا لنشرهم على وجه السرعة في قوة التدخل السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي إذا ما اقتضى الوضع ذلك.

وسارع نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر غروشكو إلى التنديد بالقرار الأميركي، معتبرًا إياه "غير مبرّر ومدمّر ويزيد من التوترات العسكرية ويقلّص المجال أمام القرارات السياسية".

كما ندّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأربعاء، برفض حلف شمال الأطلسي تبديد المخاوف الأمنية الروسية.

وقال الكرملين في بيان: إنّ بوتين اتّهم من جهة أخرى السلطات الأوكرانية بممارسة "تخريب مزمن" لاتفاقات السلام التي أبرمت في مينسك في 2015 بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا.

 يأتي ذلك، بينما تخوض دول "الناتو" مساعيَ دبلوماسية، بغية خفض التوتر ودعم كييف.

وقام رئيس الوزراء البولندي بزيارة إلى أوكرانيا، تعهّد خلالها بعواقب شديدة في حال الغزو الروسي.

من جهته، دعا وزير الخارجية الأوكراني الغرب إلى تغيير سياسته مع روسيا، من رد الفعل إلى استباق الفعل، والتوقّف عن اتخاذ المواقف الضبابية.

رسالة لبوتين

وأوضح رضوان زيادة، الباحث في المركز العربي في واشنطن، أن التعزيزات الأميركية هي رسالة لبوتين مفادها أن واشنطن ملتزمة بالمادة الخامسة من الناتو والتي تنصّ على أن أي حرب على أي دولة في الناتو هي حرب على الكل.

وقال زيادة، في حديث إلى "العربي" من واشنطن: إن هذا التصعيد لن يصل إلى تصعيد عسكري، وإن الأزمة لم تصل بعد إلى حافة الهاوية، لأن كلا الطرفين يدرك تداعيات التصعيد العسكري، وبالتالي فإن كلًا من الطرفين يحاول كشف أوراقه لكسب أي مفاوضات مقبلة.

 وأضاف أن روسيا تريد من الغرب الاعتراف بسيطرتها على جزيرة القرم، وتريد أن تضع حدًا لتوسّع الناتو، في المقابل، تعتبر واشنطن أن من حقّ أي دولة أن تطلب الانضمام إلى الناتو. وبالتالي هناك وجهات نظر مختلفة في هذا الإطار.

وشرح أن المشهد الآن يشبه نوعًا من الحرب الباردة، لكن من نوع آخر، تقوم على إبراز العضلات، وإثبات التفوّق على المستوى الدولي، خاصّة وأن روسيا تعتبر أن أوكرانيا هي جزء من مجالها الحيوي.

واعتبر أن هذا هو مدخل لإعادة النظر في العلاقات الدولية، خاصّة مع الصعود الكبير للصين وروسيا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close