الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

توتر مستمر في شمال كوسوفو.. هل تنجح مساعي نزع فتيل "القنبلة الموقوتة"؟

توتر مستمر في شمال كوسوفو.. هل تنجح مساعي نزع فتيل "القنبلة الموقوتة"؟

Changed

متابعة "العربي" للتطورات في شمال كوسوفو (الصورة: رويترز)
ما تشهده 4 بلديات يهيمن عليها الصرب في شمال كوسوفو، يضع منطقة البلقان بأسرها على برميل بارود.

يخيّم التوتر على شمال كوسوفو بين الأقلية الصربية والغالبية الألبانية، في ظل مساع لنزع فتيل التوتر.

فما تشهده 4 بلديات يهيمن عليها الصرب في شمال كوسوفو، يضع منطقة البلقان بأسرها على برميل بارود، لا سيما وأن في الجهة الأخرى من الحدود يتربص جنود الجيش الصربي وأصابعهم على الزناد.

كيف بدأ التوتر؟

قاطع الصرب الانتخابات البلدية في أبريل/ نيسان في أربع بلدات في شمال كوسوفو حيث يشكلون غالبية، ما أدى إلى انتخاب رؤساء بلديات ألبان مع نسبة مشاركة تقل عن 3.5%.

وأدى تنصيبهم في مهامهم الأسبوع الماضي من قبل حكومة كوسوفو إلى توترات. واندلعت الصدامات أولًا الجمعة بين المتظاهرين والقوات الخاصة من شرطة كوسوفو.

وطالب المتظاهرون برحيل رؤساء البلديات الألبان، الذين اعتبروا "غير شرعيين" وكذلك رحيل شرطة كوسوفو.

وفي بلدية زفيتشان في شمال البلاد، غابت ورود الربيع عن الباحة ليحل محلها مزيد من الأسلاك الشائكة التي ينشرها جنود حلف شمال الأطلسي لمنع الصرب الغاضبين من اقتحامها. ولا يختلف الحال في 3 بلديات جبلية أخرى، يشكل صرب كوسوفو غالبية ساكنيها.

وهناك يقود إيغور سيميتش، العضو الصربي السابق في برلمان كوسوفو، مفاوضات مع القوة الدولية التابعة للناتو لتحقيق مطالب الأقلية الصربية، ومنع الانزلاق نحو عنف لا يمكن التنبؤ به.

ويضيف: "نتظاهر هنا ضد النظام الفاشي لرئيس الوزراء ألبين كورتي، الذي يوظّف القوة لتحقيق مكاسب سياسية، وعليه نطالبه بسحب القوات الخاصة التي تعذّب الصرب وترحيل رؤساء البلديات المزورين الذين لم ينتخبهم الصرب".

ويشير مراسل "العربي" من كوسوفو صابر أيوب، إلى أنه ما لم تتحقق الشروط التي يطالب بها المتظاهرون الصرب في البلديات الأربع محل النزاع، فإن الوضع مرشح للتصعيد أكثر.

قنبلة موقوتة جديدة

من جانبها، تتحسّس أوروبا قنبلة موقوتة جديدة تطالب الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون حكومة كوسوفو بنزع فتيلها قبل فوات الأوان. 

لكن رئيسة كوسوفو فيوزا عثماني، التي تتهم الجارة صربيا بدعم احتجاجات الصرب في جمهوريتها، تقول إن الوضع متوتر في شمالي كوسوفو بسبب تحريض من الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الذي يدعم ماليًا وسياسيًا العصابات الإجرامية.

ومن البلديات الجبلية المضطربة تدحرج التوتر إلى مدينة ميتروفيتسا المقسمة بين غالبية ألبانية وأقلية صربية.

فخرج الألبان أيضًا في مظاهرات تدعو إلى طرد الأقلية الصربية من مدينتهم، رافعين رايات جيش تحرير كوسوفو، الذي خاض قبل عقدين حرب الاستقلال ضد صربيا، والتي راح ضحيتها 13 ألف قتيل أغلبهم من ألبان كوسوفو، ولم تندمل جراحها بعد.

وبحسب مراسل "العربي"، حاول الألبان عبور جسر تحرسه قوات من الناتو إلى جزء من المدينة تقطنه غالبية صربية، لكن شرطة كوسوفو وقوات الناتو منعوهم خوفًا من التصعيد وتحوُّل الوضع من صراع بين الصرب الغاضبين وحكومة كوسوفو وقوات الناتو إلى صراع عرقي بين القوميتين.

وبعدما عبر شابان ألبانيان إلى الجزء الثاني من المدينة تعرضا لضرب مبرح، وتم نقلهما إلى المستشفى.

"لا تريد حربًا أخرى في البلقان"

وإذا كانت القوى الكبرى، لا سيما باريس وواشنطن، حمّلت في بادىء الأمر مسؤولية الحوادث الأخيرة لبريشتينا، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعا الخميس قادة صربيا وكوسوفو إلى خفض التوتر.

وقال: "ندعو حكومتَي كوسوفو وصربيا إلى اتخاذ إجراءات فورية لخفض تصعيد التوتر"، وذلك في ختام اجتماع وزاري لحلف شمال الأطلسي في أوسلو. 

وأضاف أن "التصعيد الحالي" يعرّض للخطر طموحاتهما للانضمام الى أوروبا.

من جانبه، اعتمد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موقفًا مماثلًا في ختام اجتماع رباعي مع رئيسي صربيا وكوسوفو في شيسيناو، وبعد لقاء مع المستشار الألماني أولاف شولتس.

وقال ماكرون: "لقد طالبنا الطرفين بتنظيم انتخابات جديدة في هذه البلديات الأربع في أقرب وقت"، مع "التزام من كوسوفو" و"مشاركة في هذه الانتخابات بشكل واضح من جانب الصرب". 

وأوضحت رئيسة كوسوفو فيوزا عثماني بعد ذلك أنها "مستعدة للتفكير" بهذا الاحتمال.

ويلفت مراسل "العربي" إلى أن حكومة كوسوفو لا تريد التنازل عما تسميه حقها في فرض السيطرة على ترابها بالكامل، أما صربيا فما يزال جيشها في المقابل في حالة تأهب.

ويشير إلى أنه على الرغم من حصول قمة في مولدوفا برعاية الرئيس الفرنسي بين رئيسة كوسوفو ورئيس صربيا، إلا أن الشروط من الجانبين لم تتحقق.

ويذكر بأن الصيف الماضي كان شهد توترًا مشابهًا حول لوحات ترقيم السيارات ثم زال، والمأمول الآن أن يزول التوتر مجددًا بالخضوع للدبلوماسية الغربية نظرًا لأن أوروبا لا تريد حربًا أخرى في البلقان.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close