أعلن وزير الصحة العامة في لبنان فراس الأبيض انطلاق حملة التطعيم ضد الكوليرا. وخلال تفقده مستشفى حلبا الحكومي شمال لبنان، كشف أن وزارة الصحة قامت بإعطاء اللقاح لنحو 4 آلاف سجين، في خطوة وقائية تستهدف السجون.
وأمس الجمعة، حذر وزير الصحة اللبناني من تفشي وباء الكوليرا في البلاد، مطالبًا الدول المانحة بدعم "القطاع الاستشفائي".
وتنتشر الكوليرا حسب البلدات اللبنانية، شمالًا بالدرجة الأولى، إذ سجلت 80% من الإصابات، بينما سجلت عرسال البقاعية (شرق) ومناطق أخرى 20%.
وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية تسجيل أول إصابة بالكوليرا في البلاد منذ 1993 بمحافظة عكار (شمال)، لينتقل الوباء بعد ذلك إلى مناطق عدة في البلاد.
تأمين المياه النظيفة والكهرباء
وفي هذا الإطار، أفادت مراسلة "العربي"، بأن خطة وزارة الصحة لا تشمل فقط التطعيم بل تأمين المياه النظيفة أيضًا، وتحديدًا للمناطق التي تشهد انتشارًا كبيرًا للوباء، في شمال لبنان، والبقاع، وفي مخيمات اللاجئين السوريين المنتشرة في البلاد.
وأشارت إلى أن الجولة التي يقوم بها وزير الصحة في شمال لبنان وتحديدًا في عكار، هدفها إجراء عملية التطعيم، ومحاولة تأمين المياه والكهرباء، من خلال توفير مولدات قادرة على إيصال المياه النظيفة إلى المنازل والمخيمات، ومن خلال شبكات صرف صحي قادرة على فصل المياه الملوثة والمياه النظيفة.
وتابعت المراسلة أنه يجري أيضًا تأمين المياه لري المزروعات، لا سيما وأن كثيرًا من الأراضي الزراعية تصل إليها المياه الملوثة بفيروس الكوليرا.
وأشارت إلى أن هناك مناطق كاملة في شمال لبنان لا تصلها المياه النظيفة، وأن هناك مخاوف كبيرة من أن تصبح كامل المنطقة موبوءة من خلال انتشار الكوليرا.
ولفتت مراسلة "العربي"، إلى أن منظمة الصحة العالمية تعمل بالتوازي مع وزارة الصحة اللبنانية لتأمين اللقاحات اللازمة، وإن كان عددها لا يغطي كل المصابين اليوم، مشيرة إلى أنه منذ بدء العمل على محاولة حصر انتشار الوباء رصد عدد أقل في الإصابات مما كانت عليه الأعداد في الأيام السابقة.
وأردفت أن لبنان يعمل على تأمين التمويل اللازم لشبكات الصرف الصحي، وشبكات المياه النظيفة، ووصول الكهرباء إلى المناطق الموبوءة، مشيرة إلى أنه تم وضع خطة تقوم على فحص المياه التي تصل إلى المزروعات، وتحديدًا في مناطق البقاع إضافة إلى إرشادات للسلامة العامة تبثها يوميًا وزارة الصحة اللبنانية.