السبت 11 مايو / مايو 2024

تونس.. هل تتمكن مبادرة اتحاد الشغل من انتشال البلاد من أزمتها؟

تونس.. هل تتمكن مبادرة اتحاد الشغل من انتشال البلاد من أزمتها؟

Changed

فقرة ضمن "الأخيرة" تناقش مبادرة الاتحاد التونسي للشغل وقدرتها على انتشال البلاد من أزمتها (الصورة: غيتي- أرشيف)
قال أمين عام الاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي إن الهدف من المشاورات التي يجريها الاتحاد، بلورة تصور يخرج تونس من أزمتها السياسية.

أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل عزمه على إطلاق مبادرة جديدة بعد بدء مشاورات مع منظمات وقوى المجتمع المدني بشأن ما أسماه "إنقاذ البلاد" من الوضع الراهن.

وقال أمين عام الاتحاد نور الدين الطبوبي إن الهدف من المشاورات بلورة تصور يخرج تونس من أزمتها السياسية.

ويوضح الكاتب في جريدة الشعب التابعة للاتحاد طارق السعيدي أنّ الوضع خطير جدًا الآن في تونس، متحدّثًا عن احتمالات كبرى لأزمات اقتصادية متتالية وانفجارات اجتماعية متوقعة. ويشدّد على أنّ الإنقاذ أصبح ضرورة، ومن هذا المنطق يتشاور الاتحاد مع القوى الوطنية والمدنية للوصول إلى حلّ.

وجاء ذلك في وقت جدد فيه الرئيس قيس سعيد تأكيده على أن العملية الانتخابية ستتواصل رغم إحجام غالبية الناخبين عن المشاركة، حيث شهدت الانتخابات التشريعية التي دعا إليها الرئيس مقاطعة غير مسبوقة بعدما وصلت نسبة المشاركة في الاقتراع إلى 11,22%.

ولا يلقي الرئيس سعيّد بالًا لما يطرحه الآخرون ما دام يتعارض ووجهة نظره، حيث يرجّح الصحافي التونسي سرحان الشيخاوي أنّ سعيّد لن يستمع لمبادرة الاتحاد لأنّه "عوّدنا في سلوكه السياسي ألا يستمع إلى كل هذه المبادرات"، على حدّ وصفه.

وبحسب مراسلة "العربي" في تونس، فإنّ الأزمة السياسية تجرّ وراءها تعقيدات اجتماعية واقتصادية تعزّزت بمقاطعة غير مسبوقة للانتخابات التي دعا إليها الرئيس، وبانفراد حكومته في فرض سياساته الاقتصادية التي لم تحظَ بأيّ تجاوب شعبي لها منذ إعلانها، وهي عوامل قد تزيد المأزق تعقيدًا وتنذر بتحركات احتجاجية لإحداث مزيد من الضغط السياسي.

هل تفشل مبادرة اتحاد الشغل؟

ويعتبر القيادي بمبادرة "محامون ضد الانقلاب"، مختار الجماعي، أن "مبادرة الاتحاد التونسي للشغل تحمل في ثناياها الفشل لأنه لا يمكن إنكار أنه كان داعمًا كبيرًا لانقلاب سعيد، خصوصًا عندما أكد سابقًا أنه لا رجوع لما قبل 25 يوليو/ تموز 2021 عندما استأثر الرئيس بالسلطات كافة".

ويلفت الجماعي في حديث إلى "العربي" من تونس، إلى أن الاتحاد بدّل موقفه بعد شعوره بالانكسار، مشيرًا إلى أن سعيد لم يستجب للاتحاد لا سيما بعد صدور قانون المالية الجديد الذي لقي رفضًا واسعًا من قبل نقابات وهيئات مهنية حيث يتضمّن زيادة في نسب الضرائب، وقد جاء مخيبًا لآمال الاتحاد، ما دفعه إلى التسريع بالإعلان عن هذه المبادرة. لكنه يرجح أن الرئيس التونسي لن يولي هذه المبادرة أي اهتمام.

ويصف الجماعي تصريحات سعيد الإثنين، في ولاية جندوبة عقب زيارة أجراها للمنطقة للإشراف على تدشين مستشفى، بـ"الخطيرة"، وذلك عندما قال إن تونس تحتاج إلى "تصفية" من نوع آخر، وهي عبارة توقّف عندها الكثيرون لما تشكّله من تهديد لمعارضيه، مضيفًا: "ربما تكون إيذانًا ببداية حرب من قيس سعيد ضد خصومه".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close