الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

ما أهمية استعادة العراق لوحًا مسماريًا مسروقًا مرتبطًا بملحمة "غلغامش"؟

ما أهمية استعادة العراق لوحًا مسماريًا مسروقًا مرتبطًا بملحمة "غلغامش"؟

Changed

تعد ملحمة "غلغامش" الشهيرة، أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية، وتروي مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين في رحلته بحثًا عن الخلود في الحياة.

أكدت منظمة اليونيسكو أن العراق سيستعيد، يوم غد الخميس، لوحًا مسماريًا أثريًا عمره 3500 عام يحتوي على جزء من "ملحمة غلغامش" الشهيرة، وذلك بعد 20 عامًا على سرقته من البلاد.

وتبيّن للسلطات الأميركية أن ذاك الجزء سُرق من متحف عراقي عام 1991 إبان حرب الخليج الأولى، ثم هرّب بعد سنوات إلى الولايات المتحدة.

وتعد ملحمة "غلغامش" الشهيرة، أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية، وتروي مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين في رحلته بحثًا عن الخلود في الحياة.

منع وجود الآثار في المزادات

وقال الدكتور محمد العبيدي، وهو أستاذ تاريخ الفن القديم بالجامعة المستنصرية، لـ "العربي": إن هناك اتفاقات دولية بين وزارة الثقافة العراقية من أجل العمل على حماية الآثار ومنع وجودها في المزادات العلنية أو السرية.

وأضاف العبيدي من بغداد، أن مجموع الآثار المكتشفة في العراق تبلغ نسبتها بنحو 9%، وهي مسجلة بالمتحف العراقي.

ولفت الأكاديمي إلى أن الناس الموجودين قرب هذه الآثار العراقية أحيانًا يقومون بتهريب بعض هذه الآثار بطرق احتيالية وبدل تسليمها للحكومة.

يذكر أنه في عام 2003 اشترى تاجر أعمال فنيّة أميركي من أسرة أردنية تقيم في لندن اللوح المساري وشحنه إلى الولايات المتحدة، من دون أن يصرّح للجمارك الأميركية عن طبيعة الشحنة.

وبعد وصول اللوح إلى الولايات المتّحدة، باعه التاجر عام 2007 لتجّار آخرين مقابل 50 ألف دولار وبشهادة منشأ مزوّرة.

وعام 2014، اشترت أسرة غرين التي تمتلك سلسلة متاجر "هوبي لوبي" والمعروفة بنشاطها المسيحي، اللوح بسعر 1.67 مليون دولار، وذلك بقصد عرضه في متحف الكتاب المقدس في واشنطن.

لكن عام 2017، أعرب أحد أمناء المتحف عن قلقه بشأن مصدر اللوح، بعدما تبيّن له أنّ المستندات التي أُبرزت خلال عملية شرائه لم تكن مكتملة.

وفي سبتمبر/ أيلول 2019، صادرت السلطات الأميركية هذه القطعة الأثرية إلى أن صدّق قاضٍ فدرالي في نهاية يوليو/ تموز على إعادتها إلى العراق. ورغم صغر حجمه، فإنّ قيمة هذا اللوح الأثري تُعتبر "هائلة".

وعانت الكنوز الأثرية العراقية من الإهمال والتدمير والنهب خلال الحروب التي عصفت بالبلاد في العقود الماضية، ولا سيّما في المرحلة التي أعقبت الغزو الأميركي في 2003.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close