الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

جبران خليل جبران.. سيرة "استثنائية" لأديب حلّق بـ"أجنحة متكسّرة"

جبران خليل جبران.. سيرة "استثنائية" لأديب حلّق بـ"أجنحة متكسّرة"

Changed

عُدّ جبران خليل جبران رائدًا في مجال تطوير الأدب العربي
عُدّ جبران خليل جبران رائدًا في مجال تطوير الأدب العربي (غيتي)
كتب جبران خليل جبران أعمالًا أثرت الأدب العالمي فضلًا عن المكتبة العربية، ومن أبرزها: النبي، والأرواح المتمرّة، والأجنحة المتكسرّة، ودمعة وابتسامة..

لم يعِش جبران خليل جبران طويلًا. رحل الكاتب اللبناني الشهير الذي وُلد في السادس من يناير من عام 1883 عن 48 عامًا، تاركًا شخصيات أعماله تولد وتكبر ثم تموت، إلى أن تظهر من جديد، في أذهان قرّاء آخرين.

ذكراه يخلدها الأدب، وتستعيدها الأجيال، ويبقي على بعض معالمها الحسّية متحفه الشهير في بشري شمالي لبنان.

وإلى هناك نُقل جثمان الأديب من المهجر، ودُفن في ضريح أوصى بكتابة التالي عليه: "أنا حيّ مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك، أغمض عينيك والتفت تراني أمامك".

معاناة وتأمل  

بُعيد السنوات التي زادت عن الأربعين بقليل، وغادر خلالها إلى الولايات المتحدة الأميركية ثم عاد إلى بيروت لتحصيل دراسته، ترك جبران سيرة استثنائية تشكل حتى اليوم مادة للبحث والدراسة.

وهو إلى ذلك يقدم نموذجًا حيًّا حول معاناة الطفولة والهجرة نحو الأميركيتين في تلك الفترة وجاذبية باريس لدراسة الفنون، فضلًا عن أثر التجارب الحياتية على التكوين النفسي والاجتماعي للمفكر المبدع. 

بالعودة إلى سنين حياته الأولى، لم يندرج جبران خليل جبران في التعليم المدرسي بسبب أحوال والده، إلا أنه تعلّم اللغتين العربية والسريانية على يد الكاهن جرمانوس. 

ثم لقنه المعلم والشاعر سليم الضاهر مبادئ القراءة والكتابة، ما فتح الباب أمامه للاطلاع وتحصيل المعرفة.

وظهرت موهبته الفريدة في الشعر والأدب في الخامسة عشرة من العمر، ليفوز بوصفه أفضل شاعر في المدرسة التي التحلق بها في المرحلة الإعدادية.

بموازاة ذلك، عاش جبران ما يصح وصفه بـ"المعاناة العائلية"، فبعدما شكلت والدته كاميليا رحمة الداعم الأساسي، رحلت لتترك ندوبًا عميقة في نفسه.

أما الوالد، الذي كان قد أهمل موهبة نجله وسخر منها، فقد تركه جبران وانتقل للعيش مع ابن عمه، قبل التحوّل نحو الطبيعة التي وجد فيها مصدرًا للتأمل والإلهام.  

منزل جبران خليل جبران في بشري والذي تحوّل إلى متحف يضم مقتنياته (غيتي)
منزل جبران خليل جبران في بشري والذي تحوّل إلى متحف يضم مقتنياته (غيتي)

رائد في التطوير

عُدّ جبران خليل جبران، الذي جذبته الألوان وأتقن الرسم، رائدًا في مجال تطوير الأدب العربي إلى مرحلة فلسفية جديدة. وقد ترك أعمالًا ضمّنها أفكارًا ميتافيزيقية. 

أسّس الرجل عام 1920 "الرابطة القلمية" مع شعراء آخرين بالمهجر؛ منهم أمين الريحاني وإيليا أبو ماضي. 

وبينما نشر مقالات في الصحف، ألّف أعمالًا أثرت الأدب العالمي فضلًا عن المكتبة العربية التي أدرجت كتاباته ضمن نفائس أدب المهجر؛ ومن أبرزها: الأرواح المتمرّة، والأجنحة المتكسرّة، ودمعة وابتسامة..

ويورد موقع "ذا نيويوركر" أن المعروف عن الأديب اللبناني أن كتابه "النبي" عُدّ من بين الأكثر مبيعًا في كل العصور، بعد أعمال كل من شكسبير ولاو تسي. 

علاقات عاطفية وأغنيات

عُرف عن جبران، الذي لم يتزوج، علاقاته العاطفية المتعددة مع النساء، ومن أبرزهن الأديبة مي زيادة.

وقد تحوّلت مشاعر الحب التي عبّرت عنها رسائل مي وجبران، ولم تخرج رغم قوتها عن مثاليتها أو تتُرجم بلقاء شخصي يومًا، إلى واحدة من الثنائيات العاطفية التي عرفها التاريخ العربي على غرار "قيس وليلى" و"جميل وبثينة"..

إلى ذلك، شكّلت قصائده المغناة خلاصة تجاربه، حيث كثّف فيها انفعالاته وحمّلها أثر رحلاته التأملية.

ولعل أبرز تلك القصائد ما غنته سفيرة النجوم فيروز، "أعطني الناي وغني"، من كتاب "المواكب"، وهي من ألحان نجيب حنكش وتوزيع الأخوين رحباني. 

كما غنت له فيروز من قصيدة "سكن الليل"، من ألحان محمد عبد الوهاب، عام 1967، و"سفينتي في انتظاري"، من ألحان زياد الرحباني. 

توفي جبران خليل جبران في العاشر من أبريل/ نيسان 1931 بمرض السل، الذي كان قد خطف أفرادًا من عائلته بينهم شقيقته الصغرى.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close