بعد عامين على بدء جائحة كوفيد-19، يبقى الشيء الأكثر وضوحًا حتى الآن هو أن اللقاحات، وإن تبعتها جرعات معزّزة، فهي لن تكون قادرة على إيقاف انتقال الفيروس أو توفير حماية طويلة الأمد من العدوى.
وعزا العلماء السبب في أن اللقاحات صُمّمت لمحاربة الفيروس الأصلي، لا المتحوّرات، لكنّهم، في الوقت نفسه، يؤكدون أن هذا لا يعني أن اللقاحات غير مفيدة في الحماية من الأعراض الشديدة والوفاة.
وأثبتت دراسة أن الأجسام المضادة ترتفع بسرعة وبصورة مباشرة بعد تلقّي الجرعة الثالثة من اللقاحات، والتي تنخفض لاحقًا إلى 50% بعد ثلاثة أشهر. وبالتالي، فان الجرعة الرابعة من اللقاح تُعيد بعض الحماية المفقودة بعد الجرعة الثالثة.
وبينما أشارت سلسلة من الدراسات الحديثة إلى أن أغلب الناس لا يحتاجون إلى جرعة رابعة، وأن ثلاث جرعات من اللقاح -وربما حتى جرعتين فقط- كافية لحماية معظم الناس من الأمراض الخطيرة والوفاة بسبب المرض لفترة طويلة، إلا أن اختصاصية المناعة في جامعة ييل أكيكو إيواساكي رجّح أن تكون الفئات الضعيفة بحاجة إلى حقنة معزّزة رابعة، لأن استجابتهم المناعية ليست قوية مثل الشباب الأصحاء".
وقالت سارة تارتوف، عالمة الأوبئة في كاليفورنيا، إن الجرعة الرابعة تساعد في توسيع الحماية ضد الأمراض الشديدة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، أو الأشخاص الذين يعانون من عوامل صحية تزيد من مخاطر إصابتهم بأعراض شديدة، أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
لكن إيواساكي، أشارت إلى أن توقيت تلقّي الجرعة الرابعة المعزّزة يعتمد على مدى سرعة تضاؤل المناعة لدى هؤلاء".
وبالفعل، بدأت العديد من البلدان بتقديم جرعة رابعة، منها السويد التي منحتها للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا والذين يعيشون في دور رعاية المسنين.
كما تقدّم تشيلي جرعة رابعة لأي شخص يزيد عمره عن 55 عامًا، على أن يكون قد تلقّى جرعته الثالثة منذ أكثر من خمسة أشهر.