ما زال فيلم "الملكة كليوباترا" المرتقب عرضه على منصة "نتفليكس" يثير الجدل في مصر، حيث علّق مؤخرًا على الأمر المجلس الأعلى للآثار.
وكان عرض الإعلان الترويجي للفيلم قد فتح بابًا للجدل والانتقادات، بعدما ظهرت ممثلة سمراء البشرة تلعب دور الملكة الشهيرة.
فقد اتُهم الفيلم بدعم ما تروّج له حركة "الأفرو سنتريزم"، التي تزعم أن الحضارة المصرية أصلها إفريقي، فيما اتهم البعض "نتفليكس" بـ"تزييف تاريخ مصر القديم". كما دشّن نشطاء عريضة لجمع توقيعات رافضة للفيلم وتطالب بعدم عرضه.
في المقابل، سخر البعض من تلك الانتقادات، وأكدوا أن فيلم "الملكة كليوباترا" مجرد عمل فني وليس عملًا استقصائيًا.
"كليوباترا ذات بشرة فاتحة اللون"
من جانبه، أكد المجلس الأعلى للآثار في مصر أمس الخميس أنّ كليوباترا كانت "ذات بشرة فاتحة اللون وملامح هيلنستية".
سمراء وذات ملامح إفريقية.. لماذا أثار فيلم "الملكة كليوباترا" جدلاً واسعاً في #مصر؟ pic.twitter.com/wAUZH0wry8
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) April 15, 2023
وأشار إلى أنّ "آثار الملكة كليوباترا وتماثيلها خير دليل"، مرفِقًا البيان بصور تماثيل رخامية تُظهر كليوباترا بملامح أوروبية، وصور عملات يونانية.
ورأى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، أنّ "ظهور البطلة بهذه الهيئة يعدّ تزييفًا للتاريخ المصري".
ولفت إلى أنّ حالة الرفض للفيلم قبل عرضه "تأتي من منطلق الدفاع عن تاريخ الملكة كليوباترا السابعة، والذي هو جزء مهم وأصيل من تاريخ مصر القديم، وبعيدًا عن أيّ عنصرية عرقية".
"الملكة كليوباترا" والتكهنات
وتنتمي كليوباترا للسلالة المقدونية، وهي تتحدّر من الجنرال بطليموس الذي أصبح أثناء تقسيم إمبراطورية الإسكندر الأكبر، ملك مصر الذي رأى الحضارة الهلنستية تزدهر على ضفاف النيل.
وبينما تقول الأسطورة إنّ الملكة التي وُلدت في العام 69 قبل الميلاد، كانت تتمتّع بجمال رائع، يبقى مظهرها ولون بشرتها عرضة للتكهّنات والتفسيرات.
في العام 2009، ذكر فيلم وثائقي بثّته شبكة "بي بي سي" البريطانية، أنّ دماءً إفريقية كانت تجري في عروقها، ولكن من دون إثارة جدل.
وسيُبثّ فيلم "الملكة كليوباترا"، الذي أنتجته جايدا بينكيت سميث وتمّ تقديمه على أنّه "مستند إلى إعادة بناء (الشخصيات والأحداث) وشهادات خبراء"، في العاشر من مايو/ أيار على منصّة "نتفليكس".
ويؤكد المقطع الإعلاني أنّ هذه القصة الوثائقية تُعيد رسم حياة آخر الشخصيات الفرعونية المصرية، "أثناء كفاحها للدفاع عن عرشها وعائلتها وعملها".
وفي بلد يشهد مطالبات متكرّرة بحظر "نتفليكس" بسبب محتوى يُعتبر مسيئًا لمصر أو لـ"قيمها العائلية"، طالبت النائبة صبورة السيد البرلمان مرة أخرى بحظر المنصّة.