الخميس 25 يوليو / يوليو 2024

حادثة معبر رفح.. ما هي حدود المواجهة بين إسرائيل ومصر؟

حادثة معبر رفح.. ما هي حدود المواجهة بين إسرائيل ومصر؟

شارك القصة

أكّدت مصادر مصرية لـ"العربي" أن الجانب الإسرائيلي بدأ إطلاق النار عند معبر رفح - الأناضول
أكّدت مصادر مصرية لـ"العربي" أن الجانب الإسرائيلي بدأ إطلاق النار عند معبر رفح - الأناضول
جاء الحدث الأمني عند معبر رفح في لحظة توتر في العلاقة بين القاهرة وتل أبيب بسبب سيطرة قوات هذه الأخيرة على الجانب الفلسطيني من المعبر.

أكد بيان عسكري مصري مقتضب الإثنين، استشهاد أحد عناصر التأمين في منطقة الشريط الحدودي برفح، نتيجة ما وصفه البيان الرسمي بحادث إطلاق نار يجري التحقيق فيه.

وزعمت التصريحات الإسرائيلية أن الجنود المصريين هم من بدأوا إطلاق النار، مع تأكيد عدم وقوع إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية، فيما أكّدت مصادر مصرية لـ"العربي" أن الجانب الإسرائيلي بدأ إطلاق النار. 

ولوَّح الاتحاد الأوروبي بالاتجاه نحو إعادة تفعيل بعثة الحدود عند رفح.

توتر في العلاقة بين القاهرة وتل أبيب

ويأتي هذا التطور الأمني اللافت في لحظة توتر في العلاقة بين القاهرة وتل أبيب، بسبب سيطرة قوات هذه الأخيرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح منذ نحو 20 يومًا. ونتج عنه، وفق التصريحات المصرية، إغلاق المعبر وعرقلة دخول المساعدات.

وتأتي هذه التطورات على الشريط الحدودي بعد ليلة دموية نفّذت فيها إسرائيل قصفًا جويًا على خيام النازحين في رفح، وقتلت أكثر من 45 فلسطينيًا وأصابت ما يزيد عن 250.

ولاقت المجزرة إدانة أوروبية وأممية وعربية واسعة، ما يرفع من وتيرة الانتقاد العالمي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

حرب "باردة" بين مصر وإسرائيل

يشير مدير تحرير جريدة الأهرام المصرية أشرف أبو الهول، إلى أن مصر تتعامل بحذر حتى الآن مع حادثة معبر رفح، حيث تجري تحقيقات لمعرفة ما حدث بالضبط. ويلفت إلى أن إسرائيل ادعت أن الجنود المصريين هم الذين بادروا بإطلاق النار. 

ويشرح أبو الهول في حديث إلى "العربي" من القاهرة، أن "المنطقة التي حدث فيها هذا التراشق هي منطقة محصورة بين البوابتين المصرية والفلسطينية من معبر رفح، وبالتالي ليس هناك أي طرف آخر شاهد، لكن توجد كاميرات يمكن أن تظهر ما حدث". 

ويردف أبو الهول بأن مصر أغلقت المعبر عندما احتلت إسرائيل الجانب الفلسطيني منه، حيث رفضت أن تسمح بدخول البضائع أو مرور الأفراد من المعبر إلّا إذا عادت السيادة الفلسطينية على المعبر، وهو ما أثار توترًا بين إسرائيل ومصر. 

ويقول أبو الهول: "إن العلاقة الآن بين مصر وإسرائيل أشبه بالحرب الباردة وليس السلام البارد كما كنا نقول في الماضي"، لافتًا إلى أن مصر بدأت بخطوات تصعيدية ضد إسرائيل، بعدما اقتحمت هذه الأخيرة الجانب الفلسطيني من معبر رفح، حيث انضمت لجنوب إفريقيا في دعواها في محكمة العدل الدولية وتدرس تصعيدًا أكثر، لكنها في الوقت نفسه حريصة على إنهاء هذه الحرب وعلى مساعدة الجانب الفلسطيني".

العلاقة مع مصر "خط أحمر"

من جهته، يرى رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل د.بلال الشوبكي، أن إسرائيل "ليست معنية بالتصعيد مع مصر"، مشيرًا إلى أن شخصيات في تيارات سياسية إسرائيلية هي المعنية بالتصعيد مع أطراف عدة، سواء مصر أو غيرها، وغالبًا في سياق شعبوي وخطابي". لكنه يرى أنه لا يمكن القول إن هذا الموقف يعكس سياسة إسرائيلية. 

وفي حديث إلى "العربي" من الخليل، يعتبر الشوبكي أن المستوى العسكري والأمني في إسرائيل غير مرتاح تمامًا لما يجري على الحدود المصرية الفلسطينية من توتير العلاقة "على اعتبار أن بقاء الحال على ما هو عليه مع مصر هو الأفضل في هذه المرحلة". 

ويقول الشوبكي: "لا يمكن المساس بهذه العلاقة باعتبارها خطًا أحمر من منظور أمني"، أي من "رؤية أمنية بعيدة عن التجاذبات السياسية داخل إسرائيل". 

في المقابل، يقوم السياسيون في إسرائيل بعملية توظيف لما جرى، أي أنهم ليسوا على قلب واحد، بحسب الشوبكي.

كما يلفت الشوبكي إلى أن هذا الحادث الأمني ليس الأول من نوعه، لكن الإعلان عن الحادث من قبل إسرائيل يدل على أن طرفًا ما يريد توظيف هذا الحادث.

الموقف الأميركي

وبشأن الموقف الأميركي، يتوقع الدبلوماسي الأميركي السابق د. وليام لورانس أن تصدر في اليومين القادمين تعليقات وبيانات بشأن الحادثة دون اتهام أي جهة. 

وفي حديثه لـ"العربي" من بوسطن، يلفت لورانس إلى أن واشنطن ستقوم بشكل غير علني بنقاش الأمر. 

كما يلفت لورانس إلى إصابة عدد من المصريين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. لكنه يعبّر عن مفاجأته من تصريح مصر بأنها ستقطع العلاقات بعد مهاجمة إسرائيل لمعبر رفح. ويقول: "أظهرت مصر صبرًا كبيرًا في هذا الموضوع". 

ويشير إلى "نقاشات واسعة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وبين واشنطن والقاهرة بشأن ما يحصل عند الحدود وعند المعابر المختلفة الموجودة، وبشأن الترتيبات الأمنية في المستقبل". 

ويوضح لورانس أنه "ليس هناك حتى الآن أي مقترح إسرائيلي يتماشي مع اتفاق كامب ديفيد أو الاتفاقيات السابقة المتعلقة بالحدود والسيطرة عليها"، لكنه يرى أن الأمر بحاجة إلى دبلوماسية لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح.  

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close