ارتفع عدد القتلى جراء إطلاق الرصاص العشوائي يوم الجمعة في قاعة حفلات بالقرب من موسكو إلى 137، منهم ثلاثة أطفال على ما أفادت لجنة التحقيقات الروسية اليوم الأحد، مشيرة إلى أنه جرى التعرف على 62 جثة.
وتبنى تنظيم "الدولة" الهجوم داخل قاعة كروكوس سيتي هول للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو حيث أطلق مسلحون النار من أسلحة رشاشة على الأشخاص الذين أتوا لحضور حفلة لفرقة بيكنيك، وأشعلوا حريقًا بقنابل حارقة، وفق المحققين.
ويعد هذا الهجوم الأكثر حصدًا للأرواح في روسيا، منذ حوالي عقدين والأكثر فتكًا في أوروبا وتبناه التنظيم المتطرف الذي أعلن القضاء عليه من قبل الولايات المتحدة في العراق عام 2017 وفي سوريا عام 2019.
حداد وطني
وتعيش روسيا اليوم الأحد يوم حداد وطني بعد الهجوم الدامي، حيث ذكرت محطة "روسيا 24" التلفزيونية العامة صباح الأحد أن "البلاد بكاملها في حالة حداد تضامنًا مع الأشخاص الذين فقدوا أحباءهم في هذه المأساة اللاإنسانية".
وبثت مشاهد للوحة رقمية ضخمة مثبتة على جدران قاعة الحفلات التي تعرضت للهجوم تظهر شمعة على خلفية سوداء وجملة "كروكوس سيتي هول. "نحن في حداد 22/03/2024" وهو تاريخ الهجوم. وعلقت في بعض مواقف الحافلات في المدينة ملصقات تظهر شمعة على خلفية سوداء مرفقة بجملة "نحن في حداد".
وأعلنت المتاحف والمسارح في موسكو إغلاق أبوابها خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما أغلقت دور السينما في موسكو السبت والأحد مقدّمة "تعازيها" لعائلات الضحايا.
ووعدت المطاعم في العاصمة بالتبرع بجزء من أرباحها اعتبارًا من الأحد لأقارب الضحايا.
ولم تقدم روسيا اليوم الأحد أي معلومات جديدة تتعلق بسير التحقيق في الهجوم.
كما أنها لم تأت على ذكر تبني تنظيم الدولة للعملية، مشيرة إلى وجود صلة بين أوكرانيا والأفراد الذين اقتحموا قاعة كروكوس سيتي هول مساء الجمعة.
ومن المقرر أن يمثل المهاجمون الأربعة الذين أوقفوا في منطقة بريانسك الواقعة عند الحدود مع أوكرانيا وبيلاروسيا أمام القضاء خلال الساعات القادمة.
وأدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة السبت "العمل الإرهابي الهمجي" متوعدًا بمعاقبة المسؤولين عنه.
وأعلن أنه تم توقيف "منفّذيه الأربعة فيما كانوا يتجّهون نحو أوكرانيا".
البيت الأبيض: أوكرانيا غير ضالعة في هجوم موسكو
وفي سياق متصل، شكك وزير المال البريطاني جيريمي هانت الأحد في رواية بوتين، قائلاً إنه "ليس لديه ثقة كبيرة" فيما قالته الحكومة الروسية.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الروسي بالسعي إلى "إلقاء اللوم" على بلاده.
وأعرب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عن أمله في ألا يصبح هذا الهجوم "ذريعة" لتصعيد العنف، في إشارة واضحة إلى الهجوم الروسي في أوكرانيا.
بدوره، شدّد البيت الأبيض الأحد على أن أوكرانيا "غير ضالعة على الإطلاق" في الهجوم.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون إن "تنظيم الدولة الإسلامية هو المسؤول الوحيد عن هذا الهجوم. أوكرانيا غير ضالعة على الإطلاق".
وفي مقابلة أجرتها معها شبكة "إيه بي سي" الإخبارية وبُثّت الأحد قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إنه "لا" دليل على ضلوع أوكرانيا.
