يخيّم حزن كبير على ولاية تيزي وزو، شأنها في ذلك شأن كل الجزائر، التي اندلعت فيها حرائق ضخمة في الأيام الماضية وسط موجة من الحر الشديد.
تشيّع تيزي وزو ضحايا ألسنة اللهب، ولا حديث لسكانها إلا عن اندلاع الحرائق وكيفية إخمادها، آملين ألا تندلع مجددًا من رمادها، ومتحسّرين على الخسائر بالأرواح التي تكبّدتها البلاد من جرائها.
"مشاهد مروّعة"
في منطقة عزوزة التابعة لدائرة الأربعاء نايث إيراثن، لم يكن إخماد النيران أمرًا سهلًا بالنسبة لرجال الحماية المدنية والمواطنين.
فالقرية كانت ألسنة اللهب قد حاصرتها قبل يومين، وتحوّلت الجبال التي تحوّطها من كل جانب إلى رماد.
وبحسب مراسلة "العربي" في البلدة، نزح الأهالي إلى فنادق خصّصتها الدولة لكل الذين تم إجلاؤهم.
وتنقل عن شهود عيان أن مشاهد النيران في هذه القرية كانت مروّعة، وأنها طالت البيوت والتهمت الكثير منها. كما أُصيب عدد من ساكنيها بحروق بالغة الخطورة، نُقلوا على إثرها إلى المستشفيات.
"هجّروا ولن يعودوا"
ويتحدّث سكان ولاية تيزي وزو عن عدد من القرى هُجّر سكانها، ولن يعودوا إليها بفعل الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة المسجلة.
بموازاة ذلك، تشير مصالح الأرصاد الجوية إلى استمرار موجة الحر الشديدة التي تشهدها البلاد في عدد من ولاياتها الشرقية، وهو ما يتزامن مع اندلاع حرائق كثيرة.
وتفيد مراسلة "العربي" في هذا الصدد بأن ولاية جيجل هي الأكثر تضررًا، وكذلك ولاية الطارف الحدودية.
وتوضح أن السلطات الجزائرية تتحدث عن تحقيقات مكثفة ومشددة لمعرفة الفاعلين بعد ترجيح فرضية أن اندلاع هذه الحرائق تم بفعل فاعل، فيما وصفه الرئيس عبدالمجيد تبّون في خطابه للأمة أنها جريمة وسيتم تسليط أقصى العقوبات على من ارتكب هذه الجرائم.
يُذكر أنه بعد إخماد الحرائق في مناطق القبائل، استعرت في جبال الزبربر والقادرية بولاية البويرة، فأحرقت ما وجدته في طريقها من الغطاء الغابي لجبال جرجرة، وتسببت بقتل شخص، فيما حوّلت المنطقة إلى أرض قاحلة.