الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

حرب أوكرانيا معارك وتصريحات.. مخاوف من استخدام موسكو أسلحة نووية

حرب أوكرانيا معارك وتصريحات.. مخاوف من استخدام موسكو أسلحة نووية

Changed

تقرير لـ "العربي" حول تحذيرات كييف من التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية (الصورة: غيتي)
تشتد المعارك في الشهر الثاني من الحرب، على وقع تصعيد "كلامي" بين بايدن وبوتين، فيما أبدى نحو نصف الأوكرانيين استعدادهم للمشاركة في القتال.

لم تصفُ آفاق أوكرانيا بعد، ولا مؤشرات على انفراجة قريبة في ميدانها الملتهب، مذ بدأ الروس هجومًا عليها في 24 فبراير/ شباط الماضي.

في ثاني أيام الشهر الثاني من عمر الحرب تشتد حدة المعارك. وعلى جري العادة يقدّم كل طرف إحصاء محدثًا لما تكبدّه الآخر من خسائر.

قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها دمرت بصواريخ مجنحة عالية الدقة عددًا من مستودعات الأسلحة والذخيرة والوقود التابعة للجيش الأوكراني وسط وجنوبي البلاد، فيما لفتت نظيرتها الأوكرانية إلى أن قواتها "دمّرت 8 دبابات و11 مدرعة وصدّت هجمات جديدة للقوات الروسية في دونيتسك ولوغانسك".

ومنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صفة "المحاربين القدامى" للمشاركين في ما تصفه موسكو بـ "العملية العسكرية" في أوكرانيا وإقليم دونباس، وأبدى نحو نصف الأوكرانيين ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عامًا استعدادهم للمشاركة بشكل مباشر في القتال، وفق استطلاع أجراه مركز أبحاث نرويجي.

في الآن عينه، أكد وزير الدفاع الروسي أن بلاده لا تخطط لاستدعاء جنود احتياط للقتال في أوكرانيا، مستنكرًا "الدعوات المزيّفة" التي يتلقاها الروس، والتي تنسب الدولة مصدرها للاستخبارات الأوكرانية.

غير أن رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية الجنرال كيريلو بودانوف، توعّد الروس بأنهم سيعيشون "جحيمًا حقيقيًا" في بلاده، مشددًا على أن الجيش الروسي سيواجه حرب عصابات مستمرة من جانب الأوكرانيين.

وأضاف في تصريح للأسبوعية الأميركية "ذا نيشن": "لقد ارتكبت القيادة الروسية الكثير من الأخطاء، ونحن نستخدمها".

إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن "القوات الروسية تحاول تفعيل أنشطة تخريبية في كييف لزعزعة الاستقرار فيها". وفي هذا السياق، نقل مراسل "العربي" عن مسؤولين أوكرانيين تأكيدهم عدم تراجع روسيا عن خططها لاغتيال مسؤولين في كييف، بينهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وزيلينسكي اتهم روسيا، خلال مداخلة عبر الفيديو أمام مؤتمر سياسي في الدوحة اليوم السبت، بتأجيج سباق تسلح خطير بتلويحها باستخدام السلاح النووي. 

وفي غضون ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أن احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية "حقيقي بشكل متزايد". 

أما الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي التقى في بولندا لاجئين فرّوا من الهجوم الروسي على بلادهم، فقد وصف بوتين بأنه "جزار" قبل أن يعتبر أنه "لا يجب أن يبقى في السلطة"؛ غير أن متحدث باسم الكرملين رأى أن تصريحاته "تضيّق آفاق إصلاح العلاقات بين البلدين"، وشدد على أن الروس هم من يختارون الشخص الذي يريدونه زعيمًا لهم.

وتصريحات بايدن، استدعت توضيحًا من البيت الأبيض، حيث أكد مسؤول أنّ الرئيس الأميركي لم يدع في كلامه هذا إلى "تغيير النظام" في روسيا. وقال: "ما أراد الرئيس قوله إنه لا يمكن السماح لبوتين بممارسة سلطة على جيرانه أو على المنطقة".

من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن بلاده تلقّت تعهدات أمنية إضافية من الولايات المتحدة بخصوص تطوير التعاون الدفاعي.

وكان كوليبا وكل من وزير الدفاع الأوكراني أوليسكي ريزنيكوف ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، قد شاركوا في لقاء غير رسمي مع بايدن.

تطورات الميدان

على مستوى تطورات الميدان، أشار مراسل "العربي" اليوم إلى ورود خبر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين جراء استهداف الجيش الروسي لمناطق إربين وبوتشا في محيط كييف بقصف مدفعي.

والمراسل أفاد كذلك عن قصف روسي استهدف موقعًا قرب برج الاتصالات في مدينة لفيف غربي أوكرانيا. 

وأعلنت السلطات الأوكرانية إصابة 5 مدنيين على الأقل بجروح إثر قصف روسي بالصواريخ استهدف المشارف الشرقية لمدينة لفيف.

إلى ذلك، أشارت وسائل إعلام أوكرانية إلى "مقتل مدني وإصابة آخرين خلال مظاهرات منددة بدخول القوات الروسية مدينة سلافوتيش قرب تشيرنوبيل".

وأكد مراسل "العربي" أن القوات الروسية أطلقت سراح عمدة المدينة، بعد السيطرة عليها في وقت سابق اليوم.

وأفادت رئاسة أركان الجيش الأوكراني "إلحاق خسائر جسيمة بالمحتل الروسي" في منطقة دونيتسك ولوغانسك، أكبر مدينتين في دونباس، حيث أعلنت موسكو تركيز هجومها من الآن فصاعدًا. 

أما وزارة الدفاع الروسية فقد تحدثت عن معركة للسيطرة على قريتي نوفوباخموتيفكا ونوفوميخايليفكا قرب دونيتسك.

في سياق متصل، توقعت وزارة الدفاع البريطانية أن "يواصل الجيش الروسي الاعتماد على استهداف المناطق الحضرية بقصف مكثف للحد من خسائره على الأرض"، لافتة إلى أن "روسيا تواصل حصار عدد من المدن الأوكرانية الكبرى؛ بما فيها خاركيف وتشرنيهيف وماريوبول".

وكشفت بريطانيا أنها ستخصّص مليوني جنيه إسترليني (2.6 مليون دولار) لتوفير الإمدادات الغذائية الحيوية للمناطق التي تحاصرها القوات الروسية في أوكرانيا، بناءً على طلب مباشر من الحكومة الأوكرانية.

وكانت العاصمة لندن قد شهدت اليوم تجمعًا في وسطها حيث احتشد الآلاف، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الأوكراني.

إلى ذلك، فرّ أكثر من 3 ملايين و800 ألف شخص من أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي، حسبما أعلنت الأمم المتحدة اليوم السبت، مؤكدة انخفاض عدد عابري الحدود منذ الأسبوع الماضي بشكل كبير.

وفي المجموع يُعتقد أن أكثر من 10 ملايين شخص، أي ما يزيد عن ربع عدد السكان في مناطق كانت تحت سيطرة الحكومة قبل الهجوم، فرّوا من ديارهم، من بينهم 6,5 ملايين نزحوا في الداخل.

على المستوى الإنساني أيضًا، أعلن مكتب النائب العام الأوكراني في رسالة على تطبيق تليغرام، أن الحرب في أوكرانيا أسفرت عن مقتل 136 طفلًا حتى الآن، في حين أفاد أن 199 طفلًا أُصيبوا.

مصير الجنرالات مجهول

من ناحية أخرى، يخيّم غموض على مصير الجنرالات الروس الذين قُتلوا في أوكرانيا وعددهم سبعة بحسب كييف، وآخرهم الجنرال ياكوف ريزانتسيف وفق مسؤولين غربيين طلبوا عدم كشف أسمائهم، فيما أقرّت موسكو بمقتل جنرال واحد.

كما ذكرت المصادر أن جنرالًا آخر هو فلاديسلاف يرشوف أُقيل من مهامه بقرار من الكرملين، بسبب الخسائر الفادحة في صفوف القوات الروسية، في وقت تحدثت وسائل إعلام أوكرانية عن "حملة تطهير" على ارتباط بالخسائر الروسية. لكن هذه المسألة أيضًا تبقى غامضة.

وفي هذا السياق، ظهر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لأول مرة منذ أسبوعين، في مشاهد تم بثها السبت في روسيا، بعدما أثار غيابه تساؤلات عمل الكرملين على تبديدها. كما نفت موسكو تكهنات حول وضعه الصحي.

وأعلنت وزارة الدفاع السبت أن المعلومات عن "تعرض سيرغي شويغو لنوبة قلبية اضطرته الى عدم الظهور علنا خاطئة تمامًا".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close