الأربعاء 13 نوفمبر / November 2024

حرب أوكرانيا وفرص السلام.. واشنطن تكشف عن "اتصالات" مع موسكو

حرب أوكرانيا وفرص السلام.. واشنطن تكشف عن "اتصالات" مع موسكو

شارك القصة

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش مدى قدرة المفاوضات على إنهاء فتيل الصراع بين موسكو وكييف ووضع حدّ للحرب في أوكرانيا (الصورة: رويترز)
تتسلح كييف بتقدمها الميداني، وتقول: لا حوار مع موسكو في ظل حكم فلاديمير بوتين، ليبقى السؤال: هل من حلّ في الأفق؟ وهل تقترب "نهاية" الصراع؟

فيما تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية، بل تدخل فصولًا جديدًا، يبرز في الأيام الأخيرة الحديث عن قنوات اتصال ومفاوضات، تشجّع الولايات المتحدة عليها.

فتزامنًا مع انتخاباتها النصفية، التي تشكّل امتحانًا آخر لديمقراطيتها، تجدّد الولايات المتحدة الحديث عن اتصالات مع روسيا بشأن الحرب على أوكرانيا.

وفيما تقول موسكو إنّها لا تضع أي شروط للتفاوض مع كييف وتبقي الكرة في الملعب الأوكراني، تتمسّك أوكرانيا العالقة بين معسكرين برفض التفاوض إلا بشروط.

تتسلح كييف بتقدمها الميداني، وتقول: لا حوار مع موسكو في ظل حكم فلاديمير بوتين، ليبقى السؤال: هل من حلّ في الأفق؟ وهل تقترب "نهاية" الصراع على الأرض؟

روسيا "منفتحة" على التفاوض مع كييف

في المشهد السياسي إذًا، كشفت الولايات المتحدة عن وجود اتصالات مع روسيا بشأن الحرب الأوكرانية، حيث ذكر مصدر مطلع في البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان وفي غمرة انتخابات التجديد النصفي، اتصل بروسيا للحد من مخاطر استخدام السلاح النووي.

وفي سياق متصل، ذكرت صحف غربية أنّ الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي يناقشون الشروط التي يمكن بموجبها استئناف التفاوض بين أوكرانيا وروسيا.

في المقابل، تكرر روسيا على الدوام أنها منفتحة على التفاوض مع كييف، معتبرة أن الأوكرانيين هم من يضعون العصا في العجلة.

موقف كييف.. هل تريد موسكو السلام؟

يتقصّد المسؤولون الروس في كل مناسبة متاحة إطلاق عبارات من قبيل التأكيد على ما سبق، بل يذهبون أبعد من ذلك بالإشارة إلى أنه لا توجد شروط مسبقة من جانب بلادهم، مستثنين الشرط الرئيس وهو أن تُظهِر أوكرانيا حسن النية ليس إلا.

غير أنّ كييف ترى حتى اليوم أن الروس لا يملكون أي نيّة للسلام ويقابلون كل الدعوات بمزيد من الهجمات المجنونة المدمّرة، كما تقول أوكرانيا.

أما الحل في رأي الرئيس فولوديمير زيلينسكي، فهو القيام بعملية إجبار يجرّ بموجبها فلاديمير بوتين جرًا إلى الطاولة ويرضخ للتفاوض، علمًا أن الرئيس الأوكراني شرّع مرسومًا يحرّم إمكانية إجراء مفاوضات مع بوتين بعد ضمّه أراضي أوكرانية.

الشعب الأوكراني مستعد للتفاوض "بشرط"

يرى وزير الخارجية الأوكراني السابق قسطنطين هريشينكو أنْ "لا شروط" لدى كييف للمفاوضات، سوى أن تسحب روسيا قواتها من الأراضي التي احتلتها في أوكرانيا وتكفّ عن العدوان، وفق وصفه.

ويعتبر هريشينكو، في حديث إلى "العربي"، من كييف، أنّ "هذا الشرط الطبيعي لأي مفاوضات"، موضحًا أنّ التفاوض يجب أن يتمّ على أساس القانون الدولي، وهو ما لا يبدو أن الجانب الروسي يوافق عليه، "وهذه مشكلة كبرى".

ويشدّد على أنّ الحل سهل، ويكمن في رأيه بتوقف العدوان الروسي على أراضينا، مضيفًا: "نحن لم نبدأ هذا العدوان وإنما روسيا هي التي بدأت الحرب".

وفيما يعرب عن اعتقاده بأنّ "الشعب الأوكراني مستعد للتفاوض بشرط أن تنسحب القوات الروسية من أراضينا"، يرجّح أن تكون الاتصالات الأميركية الجارية مع روسيا مركّزة على سعي واشنطن لمنع وقوع حرب نووية.

"تباينات داخل الإدارة الأميركية"

في المقابل، يستبعد الدبلوماسي الروسي السابق فياتشيسلاف ماتوزوف ما يحكى عن اتصالات بين البيت الأبيض والكرملين على مستوى الأمن القومي لدى الجانبين، مشيرًا إلى أنّ هذه المعلومات مستندة إلى تقرير صحافي أميركي ليس إلا.

وفيما يعتبر في حديث إلى "العربي"، من موسكو، أنّ وجود اتصالات لا يعني أنّ السلام يمكن أن يتحقق في المدى المنظور، يلفت إلى وجود ما يصفها بـ"الفوارق"، أو "التباينات"، داخل الإدارة الأميركية في مقاربة هذا الموضوع.

ويوضح أنّ ما يقول مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مثلًا، لا يطابق ما يقوله وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي كان من أوائل من رفضوا أيّ احتمال لمفاوضات سياسية بين روسيا وأوكرانيا منذ أبريل/ نيسان الماضي.

وفيما يعتبر أنّ أميركا تسعى لإظهار بعض المرونة والرأي غير المتشدّد، تزامنًا مع انتخاباتها النصفية، وقبيل قمة العشرين، يشدّد على أنّ روسيا لا ترفض فكرة المفاوضات مع القيادة الأوكرانية، وهي تطرحها منذ بدء العمليات العسكرية.

ويقول: "كان هناك اقتراحات روسية ملموسة عن رؤية موسكو لأرضية المفاوضات وكذلك على أي أساس يمكن أن يتفق الطرفان". ويعرب عن اعتقاده بأن "الموقف الروسي لم يتغير".

"لا نريد مكافأة روسيا ولكن.."

أما المدير التنفيذي لمركز السياسات الأمنية فريد فيلتر فيتحدّث عن قلق متزايد داخل الولايات المتحدة حول آفاق الصراع في أوكرانيا على مختلف المستويات والأصعدة.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إلى وجود قلق متزايد في الولايات المتحدة بعدم وجود نهاية في الأفق لهذه الحرب، كما أنّه ليس هناك إستراتيجية لكيفية إيقافها.

وفيما يعتبر أنّ الإدارة الأميركية تسعى لتكريس نهج المفاوضات لهذه المفاوضات، يقول: "لا نريد ان نكافئ روسيا على حربها ولكن هناك اعتقاد متزايد في الولايات المتحدة أنه لا بد من إيجاد مخرج لهذا الصراع".

ويضيف: "لا نريد أن نكافئ فلاديمير بوتين على هذا الغزو الوحشي الذي تضمّن جرائم حرب ولكننا كذلك لا نريد أن تدمر أوكرانيا وتسوى بالأرض في الصواريخ".

وينبّه إلى أنّ الوضع "بالغ الصعوبة"، وأنّ الناس "سيموتون هذا الشتاء في أوكرانيا بسبب نقص الطاقة والماء".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close