Skip to main content

حرب اليمن.. معارك متواصلة ومصير "مجهول" للمبادرة السعودية

الخميس 25 مارس 2021

تتواصل المعارك على الأرض في اليمن، وتحوم الطائرات المقاتلة والمسيّرة في السماء، فيما لا يبدو أنّ مبادرات السلام تلقى أيّ ترحاب.

وفي هذا السياق، شنّت مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن سلسلة غارات على مأرب وصعدة، استهدفت مواقع تابعة للحوثيين.

وفي غضون ذلك، أعلنت القوات التابعة للحكومة اليمنية إسقاط طائرة مسيّرة أطلقتها جماعة الحوثي في محافظة حجة غربي البلاد.

جاء ذلك في أعقاب رفض القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي المبادرة السعودية، داعيًا إلى فكّ الحصار أولًا وتحديد موعد لبدء سريان وقف إطلاق نار.

سفن وقود في ميناء الحديدة؟

من جهة أخرى، أعلن التحالف السعودي الإماراتي السماح لأربع سفن وقود بالرسو في ميناء الحديدة المطلّ على البحر الأحمر، وذلك بعد أن قال الحوثيون إنهم لن يوافقوا على اقتراح وقف إطلاق النار إلا بعد رفع الحصار.

وأكدت وزارة الخارجية اليمنية أنها سمحت لعدد من سفن الوقود بدخول الحديدة لتخفيف الأزمة الإنسانية، دون مزيد من التفاصيل.

وفيما نفى الحوثيون وصول سفن الوقود إلى مرفأ الحديدة، أقرّت مصادر إعلامية تابعة لجماعة الحوثي بوجود معلومات عن وصول تلك السفن.

المبادرة السعودية لم تغيّر شيئًا

ويرى الباحث السياسي اليمني عبد الناصر المودع أنّ المبادرة السعودية لم تغيّر شيئًا على الأرض، مشيرًا إلى أنّه كان من المتوقع أن يرفضها الحوثيون لأنها لا تلبّي الحدّ الأدنى ممّا يريدونه.

ويوضح المودع، في حديث إلى "العربي"، أنّ هذه المبادرة شبيهة بأفكار طُرِحت على الحوثيين في بداية جائحة كورونا، لافتًا إلى أنّ الجديد فيها هو أنّه سيُسمَح للطائرات بأن تستخدم مطار صنعاء مباشرة إلى عدد من العواصم فيما كان العرض في السابق أن يتحول مطار صنعاء لمطار داخلي.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ الحوثيين في وضع عسكري مريح، فهم في حالة هجوم وليسوا في حالة دفاع، وبالتالي لا يرون أن وقف إطلاق النار في هذه المرحلة قبل السيطرة على مأرب كما كانوا يتمنون، ذات جدوى.

السعودية ترمي الكرة في ملعب الحوثيين

ويشير الباحث السياسي اليمني إلى أنّ الحوثيين يرون أن السعودية تحاول أن ترمي الكرة في ملعبهم وهذا ما حدث، ويضيف: "الحوثيون يريدون أن تكون المبادرة عبارة عن أفكار للتفاوض، لكن هذا هو السقف الذي سيقدّمه السعوديون في هذه المرحلة".

وإذ يلفت إلى أنّ التنازل الوحيد الذي قدّموه يتعلق بمطار صنعاء، يعرب عن اعتقاده بأنّ الحالة ستستمرّ كما هي، بمعنى أنّ "الحوثيين سيستمرون في حربهم ومحاولة اختراق جبهة مأرب والسعودية ستقول للعالم إنها قدّمت مبادرة لكن الحوثيين هم من رفضوها".

خيارات السعودية لتغيير المشهد العسكري

وفيما يشير المودع إلى أنّ المبادرة السعودية أتت استجابة للضغوط الأميركية، يتحدّث عن خيارات كثيرة أمام السعودية إذا ما أرادت تغيير المشهد على الأرض سواء عبر دعم القوات البرية، أو حتى تعديل استراتيجيتها وأهدافها.

ويلفت إلى أنّ خيارات الولايات المتحدة في المقابل، "محدودة، فهي لا يمكنها أن تدفع السعودية إلى الهزيمة بما يقدّم هدية مجانية لإيران"، ليخلص إلى أن "لا أحد يملك ما يكفي من الأوراق ليلعب بمفرده".

المصادر:
العربي
شارك القصة