الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

وقف إطلاق النار باليمن.. ماذا عن حظوظ نجاح المبادرة السعودية؟

وقف إطلاق النار باليمن.. ماذا عن حظوظ نجاح المبادرة السعودية؟

Changed

يعني الشأن اليمني أطرافًا دولية عديدة إلى جانب إيران أولها الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، ما يجعل قبول المبادرة أو رفضها رهنٌ بيد الآخرين.

لا يبدو أن الجهود الهادفة لإيجاد انفراجة للأزمة اليمنية تنعكس سريعًا على الواقع في الميدان بعد 6 سنوات من الحرب.

فالمبادرة التي أعلنت عنها السعودية لإنهاء الحرب في اليمن والتي تشمل وقف إطلاق النار على مستوى البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة، قوبلت باستهداف الحوثيين لمطار أبها في جنوب السعودية بطائرة مسيرة.

"لا جديد"

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، قال في مؤتمر صحفي إن المبادرة تشمل أيضًا إعادة فتح مطار صنعاء والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحديدة، واستئناف المفاوضات السياسية بين الحكومة المدعومة من السعودية والحوثيين المتحالفين مع إيران. وأوضح أن المبادرة ستدخل حيز التنفيذ بمجرد موافقة الحوثيين عليها.

ومن جهتهم، قال الحوثيون إن المبادرة لا تتضمن شيئًا جديدًا ولا تلبي مطالبهم برفع كامل للحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، والمبادرة بظنّهم لا تغري كثيرًا للمجازفة.

لكن قد لا يبنى على هذه التصريحات مواقف نهائية، لا سيّما أن قرار القبول والرفض رهنٌ بيد الآخرين وموصول بطهران.

أطراف الأزمة

من المعلوم أن شأن اليمن يعني أطرافًا دولية عديدة إلى جانب إيران أولها الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية.

وبما يشبه التوافق الصريح رحّب عدد من الدول بالمبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، ودعت واشنطن جميع أطراف الأزمة اليمنية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار.

وقال وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكين، إنه "يجب على جميع أطراف الأزمة اليمنية الالتزام بوقف إطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية". كما دان، في اتصال هاتفي مع نظيره السعودي، الهجمات الأخيرة للحوثيين ضد المملكة.

وقف الهجمات

وحول التحفظات الحوثية عن الرّد بشكل واضح والتشكيكات المحيطة بردود الفعل، يطلق محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي جملة انتقادات بحق الخطوة السعودية واصفًا إياها بأنها ليست مبادرة سلام. ويقول لبرنامج "للخبر بقية" إن المبادرة تشترط قبول الطرف الحوثي بالعودة إلى العملية السياسية القائمة على أساس المبادرة الخليجية وبالتالي وضع اليمن تحت الوصاية الدولية على حدّ تعبيره.

ويردف البخيتي أن الإشراف الأممي يناقض مبدأ سيادة اليمن و"من غير المقبول عودة الوصاية الخارجية على اليمن". ويضيف أيضًا أن هذه المبادرة قائمة على افتراض أن الحرب داخلية ولم تشمل وقف السعودية للأعمال العدائية من طرفها كما لم تؤكد على قضية رفع الحصار.

وردًّا على سؤال عما إذا كان هذا الموقف تجاه المبادرة السعودية هو النهائي من طرف الحوثيين، أكّد البخيتي الموقف الحوثي مشيرًا أنه "بدل اللف والدوران نحن مع السلام الحقيقي الذي يقوم على أساس وقف جميع دول العدوان هجماتها".

"موقف انساني"

ومن الرياض فنّد زايد العمري المحلل الاستراتيجي والسياسي موقف الحوثيين من المبادرة، مؤكّدًا أن "المملكة العربية السعودية تسعى إلى إحلال السلام من أول لحظة وليست بحال حرب مع اليمن حتى تستسلم بل هي أجدر وأقوى من الاستسلام".

ويقول العمري "نستطيع أن نفرض السلام على  المكون الحوثي لو أردنا ذلك لكن المملكة تنأى بنفسها، وقامت بناءً على طلب من الحكومة الشرعية اليمنية بمساعدتها على إعادتها إلى مكانتها وضبط الأمن والسلام".

أما عن توقيت المبادرة التي طرحتها السعودية على أعتاب إدارة أميركية جديدة واحتمال ضغط إدارة بايدن على المملكة لتحريك ملف اليمن، فيرى العمري أن جلّ ما استشعرت به السعودية ليس ضغطًا بل موقفًا انسانيًا تجاه اليمن الذي تحوّل فيه الشعب إلى "دروع بشرية للحوثي وعدّة للحرب".

ويقول:"المملكة تسمع أصوات العالم والأمم المتحدة والدول الصديقة التي تناشد فرض السلام، حتى أنها كانت أجرأ منهم بخطوتها".

حظوظ المبادرة

من ناحيته، تحدّث موسى علاية أستاذ دراسة الصراعات بمعهد الدوحة عن الظرف الدولي الإقليمي الذي قد يفتح مجالًا لتعاطٍ مختلف من كل الأطراف مع هذه المبادرة، ولفت إلى أن أي طرف يريد تحقيق السلام عليه التقاط ما قدّم من أي طرف من أطراف الصراع حتى ولو أتت المبادرة "من إبليس" على حدّ تعبيره لوقف نزيف شعب أنهكته ويلات الحروب.

وأشار علاية الى أن "السعودي طرف رئيسي وأساسي في المفاوضات التي تقام في عمان وما أعلنته السعودية بأي صيغة كان هو مدخل للتفاوض مع الحوثي، وهناك قوانين دولية تحكم في هذا الجانب". 

ويعتقد أن حظوظ المبادرة حاليًا عالية إذ أن "الحرب ليست داخلية فهناك أطراف دولية وإقليمية ذات علاقة مباشرة بالداخل اليمني، وبالتالي قبول مبادرة السلام ليس قرارًا داخليًا بل هو وفق توليفات ومفاوضات مباشرة بين الأطراف الدولية".

وأشار علاية الى أن "الخطوة السعودية أتت بإيعاز أميركي وتم الاتفاق عليها بحضور جماعة الحوثي في عمان".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close