Skip to main content

حرب اليمن.. 65 قتيلًا في معارك ضارية والحوثيون يتقدمون نحو مأرب

الأحد 25 أبريل 2021
يتواصل هجوم الحوثيين على مأرب رغم الدعوات من أجل هدنة في اليمن

حقّق الحوثيون في اليمن تقدّمًا نحو مدينة مأرب الاستراتيجية، آخر معاقل السلطة في الشمال، بعد معارك ضارية مع القوات الحكومية قتل فيها 65 من الطرفين خلال الساعات الـ48 الماضية، حسبما أفاد مسؤولون عسكريون الأحد.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين في القوات الموالية للحكومة تأكيدهم أن الحوثيّين استكملوا السيطرة على الكسارة شمال غربي المدينة، فيما انتقلت المعارك الى أطراف منطقة الميل على بعد أقل من 6 كلم عن وسط مدينة مأرب.

ويسعى الحوثيون لوضع يدهم على كامل الشمال اليمني. وبهدف تحقيق ذلك يشنون هجمات متواصلة لدخول مدينة مأرب الواقعة في محافظة غنية بالنفط تحمل الاسم ذاته، تحت تهديد غارات التحالف السعودي الإماراتي.

الحوثيون يستخدمون الدراجات النارية في هجماتهم

وقُتل مئات من الطرفين في المعارك التي تدور بالقرب من المدينة التي تبعد نحو 120 كلم شرق العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ 2014.

وفي الساعات الـ48 الماضية، لقي 26 من القوات الموالية للحكومة بينهم أربعة ضباط و39 في صفوف الحوثيين مصرعهم، وفقًا للمسؤولين العسكريين. ولا يعلن الحوثيون عادة عن خسائرهم.

ودفع الحوثيون بمئات المقاتلين خلال اليومين الماضيين لحسم المعركة. ورغم ضربات الطيران، إلا أن مقاتليهم "لا يتوقفون عن التدفق والقتال لتحقيق مزيد من التقدم"، بحسب أحد المصادر العسكرية.

واضطر الحوثيون وفقًا للمصدر ذاته "لاستخدام الدراجات النارية في هجماتهم بعدما بات الطيران يستهدف معظم مركباتهم العسكرية".

الهجوم على مأرب "انتحار جماعي"

ووصف المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي، في اتصال مع "العربي"، هجوم الحوثيين المستمر على مأرب بأنه "انتحار جماعي"، وتوعّد الجماعة بتدمير قواتها على أسوار المحافظة.

بدوره، أفاد إعلام الجيش اليمني عن أسر أكثر من 60 مقاتلًا حوثيًا خلال مواجهات عنيفة في مواقع متفرقة بمأرب.

ومع تصاعد القتال في مأرب، أعلنت قوات الجيش اليمني "مقتل ما لا يقل عن 50 عنصرًا من ميليشيات الحوثيين"، الخميس، في معارك عنيفة. وذكر الموقع الرسمي للقوات اليمنية المسلحة أن "ميليشيات الحوثيين حاولت عدة مرات التسلل إلى مواقع الجيش اليمني بجبهة المشجح شرقي مديرية صرواح، في الجزء الغربي من محافظة مأرب، إلا أن قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية، أحبطت كل محاولاتهم.

وفي السياق ذاته، اعتبر المبعوث الأميركي الخاص باليمن تيم ليندركينغ يوم الأربعاء أن دعم إيران لجماعة الحوثي اليمنية "كبير جدًا وفتاك". ووصف المعركة التي تدور حول منطقة مأرب الغنية بالغاز في اليمن بأنها "أكبر تهديد لجهود السلام".

وفي السابق، ندّد مجلس الأمن الدولي بـ"التصعيد المستمر" في مأرب؛ الأمر الذي يفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، ويُعرّض أكثر من مليون نازح في الداخل لمخاطر جسيمة، ويُهدّد الجهود المبذولة لتأمين تسوية سياسية لإنهاء الصراع.

وفي مارس/ آذار، رفض الحوثيون دعوة السعودية لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد، إذ إنهم يطالبون برفع كامل للحظر الجوي والبحري الذي تفرضه السعودية. وبدلاً من ذلك، صعّدوا الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية نحو عمق المملكة التي توفر الدعم الجوي للقوات الموالية للحكومة في معارك مأرب.

ويتواصل هجوم الحوثيين على مأرب رغم الدعوات من أجل هدنة في البلد الذي تمزّقه الحرب منذ 2014.

وخلّف الصراع عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80% من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3,3 ملايين شخص وتركَ بلداً بأسره على شفا المجاعة.

المصادر:
العربي، أ.ف.ب
شارك القصة