بعد يوم من تبرير الرئيس الروسي فلادمير بوتين أن أصل المشكلة في أوكرانيا تعود لعام 2014، جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، القول إن سكان أوكرانيا في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات بلاده، سيحددون مصيرهم بأنفسهم فيما يتعلق بالانضمام إلى روسيا أم لا.
وأضاف لافروف، اليوم الأربعاء، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الإريتري عثمان محمد صالح، في العاصمة موسكو، أن المدنيين في أوكرانيا تعرضوا لأضرار من "النازية الجديدة"، لافتًا إلى مساعي الحكومة الأوكرانية للقضاء على الهوية والثقافة واللغة الروسية على أراضيها.
وفي رده على سؤال حول إمكانية الحديث عن تحديث خريطة روسيا بحيث تشمل المناطق التي سيطر عليها الجيش الروسي في أوكرانيا، قال إن "العملية العسكرية الخاصة تهدف لحماية المدنيين".
ومضى لافروف قائلًا: "عندما أطلقنا العملية العسكرية الخاصة، كان منطلقنا أن هؤلاء الناس (سكان أوكرانيا) سيحددون مصيرهم بأنفسهم، عليهم أن يقرروا بأنفسهم، لا أن يقرر الآخرون عنهم".
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم جنوبي أوكرانيا إلى أراضيها عبر استفتاء أجرته من جانب واحد عام 2014.
ومنذ فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، تهاجم روسيا أوكرانيا، مما زاد الضغط على موسكو عبر فرض عقوبات ثقيلة عليها من قبل الغرب، في محاولة لردعها ودفعها لوقف الحرب.
"انقلاب عام 2014"
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعتبر في لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الكرملين، أن بذور المشكلة في أوكرانيا التي تخوض بلاده حربًا ضدها منذ 63 يومًا دون توقف، ظهرت بعد "انقلاب عام 2014"، حسب قوله، في إشارة إلى ضم موسكو شبه جزيرة القرم إلى أراضيها.
وأشار إلى أن موسكو مستمرة في المسار الدبلوماسي والمفاوضات، لكنه اعتبر أن "الجانب الأوكراني مستمر بالاستفزازات والمماطلة"، على حد وصفه.
وإلى الآن ما تزال مفاوضات السلام متعثرة، وسط محاولات تركية لدفعها للأمام، إذ أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، بأن الحفاظ على "الزخم الإيجابي" الذي تحقق في المحادثات بين أوكرانيا وروسيا قبل فترة في إسطنبول، سيكون في مصلحة جميع الأطراف.
وتوقعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس الثلاثاء، ارتفاع عدد الفارين من الحرب في أوكرانيا إلى 8.3 ملايين شخص، من 5.2 ملايين حاليًا.
وبلغ عدد النازحين داخليًا في أوكرانيا 7.7 ملايين شخص، إضافة إلى 5.2 ملايين آخرين فروا باتجاه الدول الأخرى، وتوقعت المفوضية أن يرتفع عدد الفارين خارج البلاد إلى 8.3 ملايين هذا العام.