الأحد 12 مايو / مايو 2024

"خطأ كارثي".. تزايد المعارضة لحرب أوكرانيا من داخل الكرملين

"خطأ كارثي".. تزايد المعارضة لحرب أوكرانيا من داخل الكرملين

Changed

تقرير يسلّط الضوء على آلية صنع القرار في روسيا في ظل تجمع مفاتيح السلطة بيد الرئيس فلاديمير بوتين (الصورة: غيتي)
لا تزال أعداد المسؤولين المشكّكين بالهجوم قليلة، لكنها تتزايد يومًا بعد يوم، وتنتشر داخل المناصب الرفيعة المستوى في الحكومة والشركات التي تديرها الدولة.

يتزايد عدد المسؤولين الروس المشكّكين في جدوى الهجوم الروسي على أوكرانيا بعد ثمانية أسابيع تقريبًا على انطلاقه، وتزايد الخسائر العسكرية، والعزلة الدولية غير المسبوقة الناجمة عن العقوبات الغربية ضد موسكو.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن عشرة أشخاص على دراية مباشرة بالوضع قولهم إن أعداد المسؤولين المشكّكين بالهجوم لا تزال قليلة، لكنها تتزايد يومًا بعد يوم، وتنتشر داخل المناصب الرفيعة المستوى في الحكومة والشركات التي تديرها الدولة.

ويعتقد الأشخاص العشرة أن الهجوم كان خطأ كارثيًا من شأنه أن يُعيد البلاد إلى الوراء لسنوات.

ورغم ذلك، لا يرى هؤلاء الأشخاص أي فرصة لأن يغيّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساره، ولا يوجد أي احتمال لأن يواجه أي تحد في الداخل، مشيرين إلى أن بوتين، الذي يعتمد أكثر فأكثر على دائرة ضيقة من المستشارين المتشددين، رفض محاولات المسؤولين الآخرين لتحذيره من التكلفة الاقتصادية والسياسية الباهظة.

بوتين يتجاهل التحذيرات

وأوضح بعضهم أنهم يتّفقون مع مخاوف مسؤولي المخابرات الأميركية من أن بوتين قد يلجأ إلى استخدام محدود للأسلحة النووية إذا واجه الفشل في حملة يعتبرها بمثابة "مهمة تاريخية".

وأشارت الوكالة إلى أن الكثير من المطلعين على باطن الأمور يعتقدون أن التزام بوتين بمواصلة الهجوم سيحكم على روسيا بسنوات من العزلة والتوتر الذي سيترك اقتصادها معطلًا، ويعرض أمنها للخطر، ويدمّر نفوذها العالمي.

 وأدلى عدد قليل من كبار رجال الأعمال بتصريحات مقنّعة تُشكّك في استراتيجية الكرملين، لكن العديد من اللاعبين الأقوياء يخشون بشدة من اتساع الحملة على المعارضة المناهضة للحرب.

وأكد الأشخاص المطلعون على الوضع أن كبار المسؤولين حاولوا أن يشرحوا لبوتين أن التأثير الاقتصادي للعقوبات سيكون مدمرًا، ويمحو عقدين من النمو ومستويات المعيشة المرتفعة التي تحققت خلال فترة حكمه.

لكن بوتين تجاهل التحذيرات، ونقل عنه هؤلاء قوله إنه "بينما ستدفع روسيا تكلفة باهظة، فإن الغرب لم يترك له أي بديل سوى شن الحرب"، مضيفين أن بوتين لا يزال واثقًا من أن الشعب الروسي يقف وراءه، وأنهم مستعدون لتحمل سنوات من التضحية من أجل "العظمة الوطنية".

ولا يرى المنتقدون أي مؤشر على استعداد بوتين حتى الآن للنظر في إنهاء الحرب بالنظر إلى الخسائر أو تقديم التنازلات الجادة اللازمة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وقالوا إن الإحباط داخل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يتزايد من فشل الهجوم حتى الآن. وبالنظر إلى هيمنته الكاملة على النظام السياسي، فإن الآراء البديلة تتجذّر فقط في السر.

من جهتها، قالت تاتيانا ستانوفايا، المستشارة السياسية في"أر. بوليتيك": "لقد بنى بوتين نظامه بشكل أساسي على تأجيج الدعم الشعبي، الأمر الذي منحه الوسائل للسيطرة على النخبة"، مضيفة أنه "ليس هناك مجال للخلاف أو المناقشة، ويجب على الجميع فقط تنفيذ أوامر الرئيس، وطالما أن بوتين يبقي الوضع تحت السيطرة، فإن الناس سوف يتبعونه".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close