الإثنين 13 مايو / مايو 2024

خيارات واشنطن "مكبلة" في مواجهة موسكو.. هل يكتفي بايدن بالعقوبات؟

خيارات واشنطن "مكبلة" في مواجهة موسكو.. هل يكتفي بايدن بالعقوبات؟

Changed

تقرير من "العربي" يسلط الضوء على الخيارات الأميركية في التعامل مع الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
يزيد ضعف الرغبة الأميركية في العودة إلى حقبة الحروب التي لا تنتهي، من "انكفاء" الولايات المتحدة عن إرسال جنودها إلى كييف، خشية تمدّد النزاع أكثر.

دخل الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا يومه السادس بينما تواصل موسكو حشد قواتها في الطريق إلى العاصمة كييف، وسط تواصل التعهدات الغربية بمد الأسلحة والمساعدات إلى الأوكرانيين وفرض المزيد من العقوبات على نظام الرئيس فلاديمير بوتين.

وندّد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف ليل الإثنين الثلاثاء بـ"نهج عدائي" أميركي بعدما أعلنت واشنطن أنها قررت طرد 12 دبلوماسيًا روسيًا أعضاء في بعثة بلادهم لدى الأمم المتحدة على خلفية اتهامها إياهم بأنهم "عملاء استخبارات".

لكن في ظل التوتر بالعلاقات الأميركية الروسية على وقع التطورات المتلاحقة في الأزمة الأوكرانية بدت الخيارات الأميركية في التعامل مع تلك الأزمة والهجوم العسكري "مكبلة".

خيارات واشنطن

فالقوات الأميركية بدأت بتعزيز وجودها قبل أسابيع من الهجوم الروسي على أوكرانيا عبر حشد أكثر من 4 آلاف جندي في ألمانيا وبولندا ورومانيا في "انتشار مؤقت"، كما يؤكد البنتاغون.

إلا أنّ تمديد مهمتهم الأوروبية يبدو الآن محتمًا أكثر من أيّ وقت مضى. وقبل أنّ تطلق أول رصاصة روسية باتجاه كييف، كانت التصريحات الأميركية بدنو الحرب تحمل نبرة اليقين وشبه يومية، فقد أخفقت الجهود الدبلوماسية في وقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المضي قدمًا في خططه العسكرية.

ورغم كل التطورات المتلاحقة على الأرض، شدّد الرئيس الأميركي جو بايدن على أنّ قواته "لن تدخل أوكرانيا"، فالسبب في ظاهره هو عدم وجود كييف تحت مظلة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فلا فصلًا خامسًا من ميثاق الحلف يلزم واشنطن التدخل المباشر، أما باطنه فيبدو أعمق من ذلك بكثير.

وبدت تحركات بايدن "مكبلة" فيما يخص الحرب الأوكرانية، بالكاد أخرج قواته من مستنقع أفغانستان ولا يريد تكرار السيناريو ذاته. ضعف الرغبة الأميركية في العودة إلى حقبة الحروب التي لا تنتهي، تزيد من "انكفاء" واشنطن عن إرسال جنودها إلى كييف.

وتعني مواجهة روسيا على الأرض الأوكرانية "حربًا عالمية"، فبايدن لن يخوض مواجهة مفتوحة النهايات ضد قوة نووية لحماية دولة لا تربطه بها اتفاقات دفاعية، وهو أمر يدركه بوتين جيدًا، ولربما كان أحد الأسباب التي دفعته إلى إرسال جيشه إلى أوكرانيا.

بدأ بايدن بالتحذير من "حرب روسيا الوشيكة" على أوكرانيا، حيث أراد أنّ يؤكد أنه على دراية بما ينوي بوتين فعله حتى وإن لم يستطع إيقافه، وهو الآن يحشد الغرب لفرض عقوبات أقسى على موسكو.

فالرد الاقتصادي على معضلة عسكرية وأمنية، كما يفضّل الرئيس الأميركي، هي إستراتيجية تكمن برهن ما سيؤول إليه الاشتباك في الميدان الروسي الأوكراني.

"خطوة تصعيدية"

وبالنسبة إلى الخطوة الأميركية فيما يتعلق بطرد الدبلوماسيين الروس، فقد أشار مراسل "العربي" من واشنطن زيد بنيامين إلى أنّ تلك الخطوة تعد "تصعيدية" في حرب الولايات المتحدة الدبلوماسية ضد موسكو.

وأوضح أن طرد العدد الكبير من الدبلوماسيين الروس من واشنطن، رغم عدم ربطه بما يجري في أوكرانيا، "يمثل بعدًا جديدًا قد يفتح الباب أمام الدول الغربية الأخرى للقيام بنفس الخطوة الأميركية".

ولفت المراسل إلى إمكانية عمل الولايات المتحدة على "تحديد وتقييد تحركات البعثة الروسية في نيويورك وواشنطن" خلال الفترة المقبلة، وذلك ضمن "الحرب الثقافية والدبلوماسية والمتعددة" بين واشنطن وموسكو.

وبموازاة ذلك، أشار مراسل "العربي" إلى اتصال هاتفي "لافت" بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره التركي مولود جاوييش أوغلو، حيث أعرب الوزير الأميركي عن "تقديره للموقف التركي" عبر تنفيذ معاهدة مونترو الخاصة بالممرات البحرية.

وبالنسبة إلى التحركات الأميركية لإدانة الهجوم العسكري الروسي عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد أوضح أنّ التصويت على القرار قد يكون يوم الأربعاء أو هذا الأسبوع، فيما تتواصل محاولات إقناع الصين والهند للتصويت لصالح القرار الذي يدين الهجوم.

وبيّن أنّ الولايات المتحدة تريد عبر حشدها الدبلوماسي في الأمم المتحدة أن تبلغ رسالة إلى موسكو بأنها عبر عمليتها العسكرية في أوكرانيا "لا تنشر الخوف في أوروبا فقط إنما يمتد الأمر إلى أميركا اللاتينية وإفريقيا وباقي المناطق في العالم".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close