الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

دبلوماسية صينية نشطة.. هل تنجح بكين في منافسة واشنطن في الخليج؟

دبلوماسية صينية نشطة.. هل تنجح بكين في منافسة واشنطن في الخليج؟

Changed

الصين
تأمل الصين في زيادة حجم علاقاتها مع دول الخليج بحلول العام المقبل (غيتي)
يزور وزراء خارجية السعودية والكويت وسلطنة عمان والبحرين والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الصين، بالتزامن مع زيارة مماثلة لوزيري خارجية تركيا وإيران.

تعهدت الصين عام 2014 بمضاعفة التبادلات التجارية مع دول منطقة الخليج بحلول عام 2023، لكن وزارة الخارجية الصينية استبقت هذا الموعد بدعوة أربع دول خليجية لزيارة بكين تستغرق خمسة أيام بداية من يوم أمس الإثنين. 

وقالت وزارة الخارجية الصينية إنّ وزراء خارجية دول خليجية وإيران وتركيا يزورون الصين كل على حدة هذا الأسبوع لإجراء محادثات في الوقت الذي تجرى فيه مباحثات في فيينا حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.

ويزور بكين في الفترة بين أمس الإثنين ويوم الجمعة المقبل وزراء خارجية السعودية والكويت وسلطنة عُمان والبحرين والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.

وجهات نظر حول الاتفاق النووي

وقال وانغ وينبين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء: "الصين وإيران تؤيدان كل الآخر تأييدًا راسخًا في القضايا الأساسية".

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أشارت يوم الإثنين إن الوزير أمير عبد اللهيان سيبحث اتفاق التعاون الذي يبلغ أجله 25 عامًا المبرم بين البلدين. وقد أصبحت الصين شريانًا حيويًا للاقتصاد الإيراني بعد انسحاب الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق النووي الموقع بين القوى الكبرى وطهران.

وقالت الوزارة إن وزير الخارجية وانغ يي اجتمع مع الوزيرين البحريني والسعودي يومي الإثنين والثلاثاء وتبادل معهما وجهات النظر بشأن المحادثات حول الاتفاق النووي.

ورغم أن دول الخليج لا تشارك في محادثات فيينا، فقد أبدت وعلى رأسها السعودية قلقها من طموحات إيران النووية وبرنامجها الصاروخي والجماعات الإقليمية التي تعمل لحسابها.

وقال وانغ يي لنظيره السعودي إنه رغم ضرورة الحفاظ على نظام عدم الانتشار النووي على مستوى العالم فلابد أيضًا من مراعاة "المخاوف العادلة والمعقولة" لدول المنطقة.

وتناولت المباحثات قضايا اقتصادية أيضًا وقال بيان صيني إنّ بكين مستعدة للتعاون مع الرياض في الطاقة الجديدة والتجارة الإلكترونية وإنفاذ القانون ومشروعات الآثار.

منافع مشتركة

من جانبه، يلفت الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مروان قبلان إلى وجود اهتمام مشترك بين دول الخليج العربية والصين لتطوير العلاقات.

وأوضح قبلان في حديث إلى "العربي" من الدوحة، أنّ لدى الصين ودول الخليج "مصالح مشتركة كبيرة وتبادل اقتصادي بين الطرفين بلغ في عام 2019 نحو 180 مليار دولار، وهو رقم غير قليل ويساوي نصف حجم التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة". 

وأشار إلى أنّ الصين هي أكبر دولة مستوردة للطاقة من منطقة الخليج، فيما تعتبر السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط إلى بكين. 

ويرى قبلان أنّ دول الخليج في المقابل مهتمة للغاية بتطوير علاقتها مع الصين لأسباب تجارية ولأسباب أمنية أيضًا وعسكرية حيث "هناك حالة من عدم الثقة بشأن التزام واشنطن بأمن منطقة الخليج وأمن دولها".

لكنه يوضح أنّ "هناك نوعًا من التخوف لدى واشنطن بسبب تطور العلاقات الخليجية - الصينية"، لافتًا إلى وجود نقاشات حاليًا حول الدور الذي تلعبه دول الخليج في التنافس الصيني الأميركي".

كما أن الصين، بحسب قبلان، لا تحتاج شيئًا من هذا العالم أكثر من احتياجها لمادة الطاقة التي تأتي من منطقة الخليج حيث لاحظت أميركا، في الفترة الأخيرة مدى تطور العلاقات بين بكين ودول الخليج.

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close