حاز وزير المالية البريطاني السابق ريشي سوناك اليوم الإثنين على غالبية الأصوات اللازمة لتولي زعامة حزب المحافظين الحاكم وبالتالي ترؤس الحكومة في المملكة المتحدة.
وقد أعلنت لجنة 1922 في حزب المحافظين سوناك سيكون زعيم الحزب الجديد، ليصبح في طريقه لأن يكون رئيس الوزراء القادم في بريطانيا. وتضع هذه اللجنة قواعد اختيار وتغيير زعيم الحزب.
أكثر من 180 صوتًا
وبحسب وسائل إعلام بريطانية، حصد سوناك أكثر من 180 صوتًا من أصوات نواب حزب المحافظين في مجلس العموم مقابل 25 صوتًا فقط حصلت عليها منافسته المباشرة الوزيرة السابقة بيني موردونت التي انسحبت من سباق زعامة الحزب.
وقد تعززت حظوظ سوناك عقب إعلان رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون انسحابه من سباق الترشح لزعامة حزب المحافظين قبل ساعات فقط من إغلاق باب الترشح.
سوناك خبير في القضايا الاقتصادية
ومن جهته، اعتبر الكاتب الصحفي عادل الحامدي أن سوناك له معرفة وخبرة كبيرة في القضايا الاقتصادية التي تواجهها بريطانيا حيث اعترض على الخطة الاقتصادية التي كانت قد قدمتها رئيسة الحكومة البريطانية المستقيلة ليز تراس.
وقال الحامدي في حديث إلى "العربي" من لندن: "إن سوناك حصل على التأييد الكبير من أعضاء حزب المحافظين وعدد من نواب البرلمان الذين يرون في وزير المالية السابق الشخصية الأقدر على مواجهة التحديات الاقتصادية يمتلك الخبرة والعلاقات السياسية ما يجعله قادرًا على بلورة رؤية اقتصادية، بالإضافة إلى استقالة جونسون الذي كان يعتقد أنه بإمكانه أن يعود إلى رئاسة الوزراء.
ولفت الحامدي إلى أن جونسون انسحب من السباق بعد أن تأكد من تراجع حظوظه ولم يستطع تأمين الشروط الأولية وهي تأييد مئة نائب من أعضاء البرلمان.
ورقة حزب المحافظين الأخيرة
وأشار الحامدي إلى أن سوناك سيكون أول رئيس وزراء من أصول غير بريطانية وتحديدًا هندية.
وحول الخطوط العريضة لخطة سوناك الاقتصادية، أوضح الحامدي أن سوناك لن يعتمد على تخفيض الضرائب على رؤوس الأموال الكبيرة فقط، بل سيقدم رؤية شافية قد تصل لعلاقات مع الاتحاد الأوروبي تضمن مصالح بريطانيا وتقديم رؤية اقتصادية تضمن مصالح الطبقات المتوسطة والفقيرة في بريطانيا لمواجهة التداعيات الاقتصادية لوباء كورونا وللحرب الروسية على أوكرانيا.
واعتبر الحامدي أن سوناك يمثل الفرصة الخيرة لحزب المحافظين للإستمرار في الحكم وإن فشل سوناك يعني انتهاء حزب المحافظين لفترات متقدمة. كما رأى أن فشل سوناك يدفع البريطانيين إلى انتخابات مبكرة كما يقول زعيم حزب العمّال المعارض.
سوناك يعد بـ"النزاهة"
وبما أنّ حزب المحافظين يملك الغالبية في مجلس العموم، يصبح سوناك رئيسًا للحكومة، في مواجهة أزمة اجتماعية عميقة وفي ظلّ محاولة توحيد الأغلبية التي يعتبرها البعض غير قابلة للإدارة بعد 12 عامًا على وجودها في السلطة.
وبعد عطلة نهاية أسبوع شهدت مداولات مكثفة، أعلن سوناك ترشيحه الأحد قائلاً: "أريد إصلاح اقتصادنا وتوحيد حزبنا وتقديم المساعدة لبلدنا".
ولتمييز نفسه عن بوريس جونسون، وعد بـ"النزاهة والاحتراف والمسؤولية". وبمجرد تسليم استقالة ليز تراس رسميًا إلى الملك تشارلز الثالث، سيكلّف الملك، ريشي سوناك بتشكيل حكومة جديدة، في إطار جدول زمني يجب توضيحه قريبًا.
وستكون هذه المرة الأولى التي يقوم فيها الملك الجديد بتكليف رئيس حكومة، بعدما كان قد اعتلى العرش في الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي بعد وفاة والدته إليزابيث الثانية.
وبذلك، يصبح سوناك خامس رئيس للحكومة منذ إجراء الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، والذي فتح الباب أمام فصل طويل من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية غير المسبوقة في المملكة المتحدة.