مجدّدًا، يعود إلى واجهة الأحداث رامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، رجل الأعمال الذي لطالما كان مقرّبًا من النظام، ووُصِف يومًا بـ"إمبراطور الأموال في سوريا".
ففي فصل جديد من فصول ما يمكن تسميتها بمعركة "الصعود نحو الهاوية"، كشف مخلوف في تعليق على حسابه في "فيسبوك"، عن صدور حكم قضائي بحقه، من دون أن يكشف عن مضمونه أو أي تفاصيل مرتبطة به.
لكنّ مخلوف ذهب بعيدًا لحدّ وصف هذا الحكم بأنّه "شهادة تقدير تصدر من جهة رسمية" بحقه، وقال: إنّه تبلغ بها "بكل فخر واعتزاز"، مضيفًا أنّها تأتي نتيجة لما وصفها بـ"الجهود الكبيرة" التي بذلها في "سنوات الحرب"، في إشارة طبعًا إلى الثورة التي حوّلها النظام إلى حرب دموية لم تنته فصولًا بعد.
وأضاف مخلوف: أنّ "تكريمه" جاء على شكل "حكم قضائي" يدينه ويجرّمه بأعمال لم يقم بها، "ومع جهات لا تربطنا بهم أي علاقة قانونية موثقة"، ملمّحًا في الوقت نفسه إلى وجود "أحكام قضائية أخرى تهيَّأ وستصدر بحقنا".
وفي معرض تعليقه الذي استعان فيه ببعض الآيات القرآنية، قال مخلوف: "لنترقب الأحداث الإلهية القادمة على مستوى منطقتنا والعالم بأسره، فأمور كثيرة ستتغير بإذن الله وباتت قريبة جدًا".
رامي مخلوف.. "كيس دراهم السلطان"
ورغم الجدل الذي يثيره رامي مخلوف بين الفينة والأخرى، إلا أنّ اسمه لطالما ارتبط بالنفوذ والقوة، هو الذي حشا الاقتصاد السوري كلّه في جيبه، ووُصِف بكيس دراهم السلطان وأمين الخزنة والممول السخي لمعركة الأسد المفتوحة.
فعلى مرّ السنوات، بسط رامي مخلوف سيطرته على معظم النشاطات الاقتصادية في البلاد، بينها النفط والاقتصاد والبنوك والإعلام والسياحة والعقارات والتجارة والاستيراد والوكالات الحصرية وغيرها.
أكثر من ذلك، لا يبالغ السوريون عندما يربطون الاقتصاد باسمه، نتيجة احتكاره للعديد من القطاعات الاقتصادية، وعدم قدرة أي مستثمر على الدخول للأسواق السورية من دون علمه.
"فلنرتقب الأحداث الإلهية".. رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد يقول إنه صدر بحقه حكم قضائي دون أن يذكر التفاصيل، إليكم قصته كاملة وكيف كانت رحلته إلى الهاويةhttps://t.co/Er178dGShu
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) August 31, 2022
لكن، مع وفاة رأس العائلة وضابط إيقاعها أنيسة مخلوف، خالة رامي ووالدة بشار الأسد، تضخم حجم مخلوف عمّا كان عليه، واتسعت أيضًا مساحة الولاءات له، ما أثار حفيظة بشار الأسد.
وأواخر عام 2019، أعلنت حكومة النظام ما سمتها "حربًا على الفساد"، لتتغيّر موازين القوى داخل القصر الجمهوري بسرعة، حيث باتت تميل نحو عائلة أسماء الأخرس زوجة الأسد، وسرعان ما بدأ الخلاف بينهما يظهر للعلن.
وفي خطوة غير متوقعة، حجز النظام على أموال مخلوف وعائلته، بما فيها أمواله وأسهمه في الكثير من المصارف، ثمّ تتالى ظهور مخلوف مثيرًا الكثير من اللغط بين السوريين، وهو حاول الاستنجاد أكثر من مرة بالشريحة الموالية له، ليبقى السؤال مشرَّعًا عن سبب عدم تخلّص النظام حتى الآن منه، كما يفعل عادةً بشركائه السابقين.
