الإثنين 20 مايو / مايو 2024

رجال سنترال بارك الخمسة.. "قضية الاغتصاب" التي لم تنته فصولها بعد

رجال سنترال بارك الخمسة.. "قضية الاغتصاب" التي لم تنته فصولها بعد

Changed

الجريمة وقعت مساء أحد أيام أبريل من العام 1989 في سنترال بارك (غيتي)
الجريمة وقعت مساء أحد أيام أبريل من العام 1989 في سنترال بارك (غيتي)
الجريمة وقعت في مساء أحد أيام أبريل من عام 1989، وكادت تُفقد الضحية تريشا ميلي حياتها. وقد تحوّلت إلى رمز للظلم الذي تعرّض له المراهقون الخمسة.

لوقت طويل ظلّت قضية "سنترال بارك" في مانهاتن الأميركية، التي انتهت في جزء منها إلى إدانة خمسة مراهقين بالاغتصاب ومحاولة القتل، قبل أن يتم إثبات براءتهم في وقت لاحق، محط اهتمام تبدّلت إزاءها المواقف من اعتبار المتهمين وحوشًا، إلى النظر إليهم باعتبارهم ضحايا عوملوا بوحشية.

فالجريمة التي وقعت في مساء أحد أيام أبريل/ نيسان عام 1989، وكادت تُفقد الضحية تريشا ميلي حياتها، لم تُقفل قضيتها بإلقاء القبض على الجاني وهو من المغتصبين المتسلسلين، بل تحوّلت إلى رمز للظلم الذي تعرّض له المراهقون الخمسة.

وفيما أسيل الكثير من الحبر لرصد تطورات هذه القضية، تم التطرق لمجرياتها في عدد من التقارير المكتوبة والمصوّرة. كما عمدت شبكة نتفليكس إلى عرض مسلسل تحت عنوان "When they see us" يستعيد القصة بمختلف فصولها. 

ويظهر المسلسل المدعية السابقة في مانهاتن، ليندا فيرستاين، وتقديم شخصيتها في صورة امرأة "شريرة وعنصرية وعديمة الأخلاق"؛ ما أدى إلى رفع المدعية العامة لدعوى قضائية ضد الشبكة.

ما الذي حصل في سنترال بارك؟

وفي إعادة رسم مشهدية ما جرى في التاسع عشر من أبريل 1989، بناء على ما تبعها من أحداث لاحقة، وُجدت العداءة البيضاء تريشا ميلي مساء بين الشجيرات الموازية لمسار يسلكه من يمارسون رياضة الركض.

وكانت الشابة البالغة في حنيه 28 عامًا على حافة الموت، بعد أن تعرضت للاغتصاب وكُسرت جمجمتها في مكانين، وسال دمها على الوحل. 

وفي مكان ما داخل الحديقة نفسها، تواجد شبان يافعون خمسة هم: كيفن ريتشاردسون، وأنترون ماكراي، وريمون سانتانا، ويوسف سلام، وكوري وايز، تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عامًا.

في اليوم التالي للعثور على الضحية ألقي القبض عليهم. ثم أُدينوا في نهاية الأمر بـ"قضية جاءت لترمز إلى الظلم الصارخ، الذي يعاني منه السود وسمر البشرة في إطار النظام القانوني وفي التغطية الإعلامية"، وفق صحيفة نيويورك تايمز.

ورغم عدم تطابق فحوص الحمض النووي وعدم وجود أدلة تربطهم بالحادثة، أدينوا على أساس اعترافات انتزعتها الشرطة بالإكراه. وقضى كل منهم ما بين 6 و 13 عامًا في السجن، بتهم تشمل الشروع في القتل والاغتصاب والاعتداء.

وبينما تمسكوا ببراءتهم طيلة تلك الفترة، أثبتها اعتراف ماتياس رييس، القاتل المُدان والمغتصب المتسلسل بارتكاب الجريمة عام 2002، مقرونًا بنتائج الـ DNA التي جاءت هذه المرة متطابقة مع مسحات مسرح الجريمة.

وقد حصلوا على تسوية بقيمة 41 مليون دولار، على الرغم من أن مدينة نيويورك نفت ارتكاب أي تجاوزات.

ويوسف سلام الذي كان يبلغ من العمر 15 عامًا عند القبض عليه، قضى أكثر من ست سنوات في السجن.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عنه قوله: "يقول نظام العدالة الجنائية إنك بريء حتى تثبت إدانتك. ولكن إذا كنت أسود أو أسمر، فأنت مذنب وعليك إثبات أنك بريء".

إعلان عن "الغضب" 

بالعودة إلى عام 1989، انكب مطور عقارات باهتمام على قضية "سنترال بارك". وعبّر عن غضبه إزاء ما تعرضت له الشابة البيضاء على صفحة إعلانات كاملة، وطالب بإعدام المرتكبين.

كان ذلك الرجل دونالد ترمب، قبل سنوات من بلوغه البيت الأبيض. وقد قال حينها في مؤتمر صحافي: "من الأفضل أن تصدق أنني أكره الأشخاص الذين أخذوا هذه الفتاة واغتصبوها بوحشية. من الأفضل أن تصدق ذلك".

بمضي السنوات وثبوت براءة الشبان الخمسة، لم يعتذر ترمب عن تصريحاته، وقال في البيت الأبيض: "لديك أناس على كلا الجانبين. لقد اعترفوا بالذنب". 

وفيما يخصّ المدعية السابقة التي تقاضي "نتفليكس"، فهي تزعم أنه تم التشهير بها في مشاهد، تضمنت قيامها بحجب أدلة وانتزاع اعترافات بالإكراه وإصدار أوامر باعتقالات، على أساس عرقي لشبان في حي هارلم.

وقد قال قاضي المحكمة الجزئية الأميركية في مانهاتن كيفن كاستل: "يمكن للمُشاهد العادي استنتاج أن هذه المشاهد لها أساس في الواقع، ولا تعكس فقط آراء صنّاع العمل في أحداث تاريخية مثيرة للجدل".

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close