الخميس 2 مايو / مايو 2024

رحلة الخوف والاختباء.. قصة صحافية أفغانية هاربة من "طالبان"

رحلة الخوف والاختباء.. قصة صحافية أفغانية هاربة من "طالبان"

Changed

توثّق صحافية أفغانية رواية هروبها من حركة "طالبان" في إحدى مقاطعات أفغانستان (صورة أرشيفية - غيتي)
توثّق صحافية أفغانية رواية هروبها من حركة "طالبان" في إحدى مقاطعات أفغانستان (صورة أرشيفية - غيتي)
تروي الصحافية في شهادتها كيف اضطرت إلى الفرار من منزلها وحياتها شمال أفغانستان بعد أن استولت طالبان على مدينتها.

يتوالى سقوط الولايات الأفغانية بيد حركة "طالبان"، ومعه تتصاعد المخاوف بين السكان ولا سيما الصحافيات الأفغانيات اللواتي بتن هاربات في بلادهن.

ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، رسالة موقّعة باسم "مجهولة"، تُطلق فيها صحافية أفغانية شابّة صرخة حول الخطر الذي يُحدق بزميلاتها العاملات في المهنة، واصفة حالة الذعر والخوف من الاضطرار إلى الاختباء.

وروت "مجهولة" كيف اضطرت إلى الفرار من منزلها وحياتها شمال أفغانستان بعد أن استولت طالبان على مدينتها، وهي لا تزال هاربة حيث لا يوجد مكان آمن تذهب إليه.

وكتبت: "الأسبوع الماضي، كنت مراسلة إخبارية؛ أما اليوم فلا أستطيع أن أكتب باسمي، أو أن أقول من أين أنا أو مكاني؛ لقد تمّ طمس حياتي كلها في غضون أيام قليلة".

وأضافت: "أنا خائفة جدًا، ولا أعرف ما سيحدث لي. هل سأعود إلى المنزل مرة أخرى؟ هل سأرى والديّ مرة أخرى؟ إلى أين أذهب؟ الطريق مغلق في كلا الاتجاهين. كيف سأعيش؟".

وروت الصحافية كيف "حدث كل ذلك فجأة"، بعد أن سقطت المقاطعة التي تسكن فيها في الأيام الماضية في أيدي طالبان، مشيرة إلى أن الأماكن الوحيدة التي لا تزال الحكومة تسيطر عليها هي المطار، وعدد قليل من مكاتب الشرطة.

"لست بمأمن لأنني امرأة"

واعتبرت الصحافية في شهادتها أنها ليست آمنة، لأنها امرأة في الـ22 من عمرها، وكذلك لأنها مراسلة إخبارية. وقالت إنها تعلم أن طالبان ستأتي بحثًا عنها وعن جميع زملائها.

وأضافت: "طالبان تبحث بالفعل عن الأشخاص الذين يريدون استهدافهم. في نهاية الأسبوع اتصل بي مديري وطلب مني عدم الردّ على أي رقم غير معروف. وقال إنه علينا، خاصّة النساء، أن نختبئ ونهرب من المدينة إذا استطعنا".

وروت الصحافية كيف أنها كانت تسمع صوت الرصاص والصواريخ بينما كانت تحزم أمتعتها؛ بينما كانت الطائرات والمروحيات تُحلّق على ارتفاع منخفض فوق رؤوس الجميع.

وأضافت: "كان هناك قتال في الشوارع خارج المنزل مباشرة. عرض عمّي أن يساعدني في الوصول إلى مكان آمن، لذلك أمسكت بهاتفي وشداري (البرقع الأفغاني الكامل) وغادرت".

وتابعت تروي قصة هروبها: "لم يغادر والداي على الرغم من أن منزلنا كان في الخطوط الأمامية للقتال. ومع اشتداد إطلاق الصواريخ، ناشدوني أن أغادر لأنهم كانوا يعلمون أن طرق الخروج من المدينة ستُغلق قريبًا، لذلك تركتهم ورائي وهربت مع عمّي، ولم أتحدث إليهم منذ ذلك الحين لأن خطوط الهاتف قطعت".

وتحدثت الصحافية عن الفوضى التي سادت خارج المنزل، حيث انتشر مقاتلو طالبان في كل مكان. وقالت: "بعد أن غادرنا بقليل، سقط صاروخ بجوارنا مباشرة. أتذكّر الصراخ والبكاء، إذ كانت النساء والأطفال من حولي يركضون في كل اتجاه. شعرت أننا كنا جميعًا عالقين في قارب، والعاصفة تضرب حولنا".

"إذا وجدوني سيقتلون الجميع"

وتابعت الصحافية الأفغانية شهادتها قائلة: "تمكنت من الوصول إلى سيارة عمي، وبدأنا القيادة نحو منزله الذي يبعد 30 دقيقة خارج المدينة. في الطريق، أوقفونا عند نقطة تفتيش تابعة لطالبان، وكانت أكثر لحظة مرعبة في حياتي. كنت أرتدي شداري وتجاهلوني، لكنهم استجوبوا عمي وسألوه إلى أين نحن ذاهبون، فأجاب بأننا كنا نزور مركزًا صحيًا في المدينة وفي طريقنا إلى المنزل. حتى أثناء استجوابه، كانت الصواريخ تسقط بالقرب من الحاجز. ثمّ سمحوا لنا بالذهاب".

وشرحت كيف أن القرية التي يسكنها عمها لم تكن آمنة أيضًا، حيث سقطت بأيدي طالبان، ما دفعها إلى الهروب من القرية مجددًا بعد ساعات من وصولها: "قالوا: إن طالبان كانت تعلم أنني قد خرجت من المدينة، وإذا جاءوا إلى القرية ووجدوني هنا، سيقتلون الجميع".

وكتبت تشرح تفاصيل رحلة هروبها: "كان علي الانتقال من القرية. اضطررت للمشي ساعات، والابتعاد عن جميع الطرق الرئيسية التي قد يوجد فيها عناصر طالبان. أنا الآن في منطقة ريفية، لا يوجد فيها شيء، لا مياه جارية أو كهرباء. وبالكاد يُمكنك التقاط إشارة هاتفية. أنا معزولة عن العالم. هربت معظم النساء والفتيات اللاتي أعرفهن من المدينة، ويحاولن، بدورهن، العثور على مكان آمن. لا أستطيع التوقّف عن التفكير والقلق بشأن أصدقائي، وجيراني، وزملائي، وجميع النساء في أفغانستان".

وأشارت الصحافية الأفغانية إلى أن معظم زميلاتها الإعلاميات قد تمكّن من الفرار من المدينة، ويحاولن إيجاد طريقة للخروج من المحافظة. وأضافت: "لكننا محاصرات تمامًا. بصفتنا صحافيات، أبدينا مواقف مناهضة لطالبان، وأثرنا غضبها".

وختمت قائلة: "الوضع في أفغانستان متوتر. كل ما يُمكنني القيام به هو الاستمرار بالركض. وآمل أن يُفتح طريق للخروج من المقاطعة قريبًا. من فضلكم ادعوا لي".

المصادر:
الغارديان

شارك القصة

تابع القراءة
Close