روسيا تدمر آخر سفن أوكرانيا الحربية.. ما الرسائل وراء حرب المسيرات؟

أعلنت روسيا، اليوم الأربعاء، تدمير سفينة الإنزال "يوري أوليفيرينكو" في أوديسا جنوبي أوكرانيا، والتي تقول موسكو إنها السفينة الحربية "الأخيرة" التابعة للبحرية الأوكرانية كانت لا تزال في الخدمة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "في 29 مايو/ أيار، نتيجة لضربات أسلحة عالية الدقة شنّتها القوات الجوية الفضائية الروسية على منطقة رسو سفن عسكرية في ميناء أوديسا، دُمّرت آخر سفينة حربية تابعة للبحرية الأوكرانية يوري أوليفيرينكو". 

بالمقابل، لم تُصدر البحرية العسكرية الأوكرانية أي رد فعل حتى الوقت الحالي. وتعدّ "يوري أوليفيرينكو" سفينة تسمح بإنزال جنود. وكانت تُعرف سابقًا باسم "كيروفوغراد"، ثم أُعيدت تسميتها في العام 2016 تكريمًا لجندي أوكراني قُتل في العام 2015 قرب مدينة ماريوبول.

وفي يونيو/ حزيران 2022، قام الرئيس فولوديمير زيلينسكي بتكريم طاقمها، لـ"بطولته" في الدفاع عن البلاد في مواجهة الهجوم العسكري الروسي الضخم. كما استُخدمت السفينة أيضًا في العام 2014 لإجلاء جنود أوكرانيين بعد ضمّ شبه جزيرة القرم من قبل موسكو.

حرب الطائرات المسيرة

يأتي هذا التطور قيما تتواصل حرب الطائرات المسيرة بين روسيا وأوكرانيا في ظل هجمات متبادلة تطال مناطق من البلدين.

وفي هذا الإطار، اعتبر الأكاديمي والباحث السياسي، محمود الأفندي، في حديث إلى "العربي" من موسكو، أن آثار حرب المسيرات محدودة في المواجهة بين روسيا وأوكرانيا، موضحًا أن موسكو تستخدم تلك الطائرات لضرب الأراضي الأوكرانية بهدف الكشف عن منظومات الدفاع الجوي وتدميرها.

وكانت روسيا قد أعلنت أمس الثلاثاء، أن طائرات مسيرة استهدفت مبانٍ سكنية في العاصمة موسكو في هجوم هو الثاني بعد آخر استهدف الكرملين في بداية شهر مايو/ أيار الجاري، فيما تشن روسيا بشكل متصاعد منذ بداية الشهر الجاري، هجمات عبر الطائرات نفسها فوق معظم الأراضي الأوكرانية لاسيما العاصمة كييف.

واعتبر الأفندي أن استهداف أوكرانيا للعاصمة الروسية بالمسيرات، هو استعراض عضلات من الولايات المتحدة، أرادت من خلاله القول إنها قادرة على الوصول إلى موسكو، مقابل ضربات روسية محددة في كييف تهدف لاستكشاف منظومة صواريخ الباتريوت.

وشدد الأفندي على أهمية عامل الدفاعات الجوية الأوكرانية، كون كييف تنتظر دعمًا أميركيًا بطائرات إف 16 وفق ما تم الإعلان عنه في قمة مجموعة السابع الأخيرة في هيروشيما، وأشار إلى أنه لا يمكن استقبال دفعة طائرات من هذا النوع، بلا دفاعات جوية قوية، وهذا ما تريد روسيا كشفه من خلال ضربات مسيراتها للعاصمة كييف.