الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

روسيا تفشل في إقرار مشروعها الأممي.. اجتماع للناتو حول حرب أوكرانيا

روسيا تفشل في إقرار مشروعها الأممي.. اجتماع للناتو حول حرب أوكرانيا

Changed

تقرير يلقي الضوء على تغيير روسيا لإستراتيجيتها الهجومية في حربها على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
بعد نحو شهر على الهجوم، أفضت محادثات سلام إلى توافق بشأن ممرات إنسانية يومية للاجئين، وأبدت أوكرانيا استعدادها لطرح بعض المطالب الروسية في استفتاء عام.

على وقع استمرار المعارك في أكثر من جبهة، وتزامنًا مع المساعي الدولية لإنهاء الحرب على أوكرانيا، يطوي الهجوم الروسي أسبوعه الرابع، دون إيجاد حل للأزمة.

وناشدت أوكرانيا دول الغرب تقديم مزيد من المساعدات العسكرية لها وذلك عشية قمة لحلف شمال الأطلسي، في وقت حذرت من أن قرابة مئة ألف شخص عالقون وسط قصف روسي ومعرضون للجوع في مدينة ماريوبول المحاصرة.

وفر عشرات آلاف الأهالي من المدينة الواقعة جنوبًا ومعهم روايات مروعة عن "جحيم جليدي وشوارع تنتشر فيها الجثث وأنقاض المباني المدمّرة"، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.

أمميًا، فشلت دعوة صاغتها روسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأربعاء تتعلق بتوصيل المساعدات وحماية المدنيين في أوكرانيا لأنها لم تتضمن الإشارة إلى دور موسكو في الأزمة.

وصوتت روسيا والصين فقط بالموافقة في حين امتنعت 13 دولة عن التصويت في المجلس البالغ عدد أعضائه 15 عضوًا، بحسب مراسل "العربي".

فشل لمجلس الأمن

وفيما دعت الأمم المتحدة روسيا إلى وقف حربها التي "لا يمكن الانتصار فيها"، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام البرلمان الياباني: إن مجلس الأمن الدولي عاجز عن أداء وظيفته وبحاجة إلى إصلاح، وذلك بعدما استخدمت روسيا حق النقض لمنع إدانة هجومها على أوكرانيا.

كما دعا في خطاب أمام البرلمان الفرنسي الشركات الفرنسية ومن بينها رينو ومحلات السوبرماركت أوشان ومتاجر ليروا ميرلان إلى مغادرة روسيا.

وبعد نحو شهر على الهجوم، أفضت محادثات سلام إلى توافق بشأن ممرات إنسانية يومية للاجئين، وأبدت أوكرانيا استعدادها لطرح بعض المطالب الروسية في استفتاء عام.

ومن المقرر أن يخاطب زيلينسكي الخميس قمة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل يشارك فيها الرئيس جو بايدن.

وأعلن المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك الأربعاء أن المفاوضات مع روسيا تواجه "صعوبات كبيرة"، وذلك عقب اتهام موسكو الولايات المتحدة بعرقلة عملية التفاوض.

وفي تلك الأثناء ترفض روسيا استبعاد استخدام السلاح النووي إذا ما تعرضت لـ"تهديد وجودي"، على ما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لشبكة سي إن إن.

قمة الناتو

وانتقد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي النبرة "الخطيرة" لموسكو، فيما حذر بايدن لدى توجهه إلى أوروبا من احتمال استخدام روسيا أسلحة كيميائية في أوكرانيا مع تعثر هجومها البري.

من جهته، قال مستشار زيلينكسي أندريه يرماك إن "قواتنا المسلحة ومواطنينا يصمدون بشجاعة خارقة".

وأضاف يرماك "لكن لا يمكننا كسب حرب من دون أسلحة هجومية وصواريخ متوسطة المدى يمكن أن تكون وسيلة ردع".

بدوره، توقع الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن يتفق قادة دول الحلف في قمة الخميس على "تعزيز كبير للقوات" ومن بينها أربع مجموعات قتالية جديدة في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا.

وقال إن الحلفاء سيقدمون أيضًا "دعمًا إضافيًا" لأوكرانيا في مواجهة التهديدات النووية والكيميائية.

جرائم حرب

على الصعيد عينه، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء أن الولايات المتحدة ترى أن الجيش الروسي ارتكب "جرائم حرب" في أوكرانيا.

وكان بلينكن قد قال الأسبوع الماضي إنه يعتبر أن روسيا ارتكبت جرائم حرب بمهاجمتها مدنيين في أوكرانيا، مكررًا ما قاله الرئيس جو بايدن الذي وصف نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ"مجرم حرب".

وقال بلينكن الأربعاء إن الحكومة الأميركية وبعد "توثيق ودراسة" أدلة عن استهداف مدنيين عمدًا خلال الهجوم المستمر منذ شهر، توصلت إلى قرار.

وأضاف: "اليوم، يمكنني الإعلان أنه بناء على معلومات متوافرة حاليًا، ترى الحكومة الأميركية أن عناصر في القوات الروسية ارتكبوا جرائم حرب في أوكرانيا".

وتابع: "رأينا يستند إلى مراجعة دقيقة للمعلومات المتاحة من مصادر عامة ومصادر استخبارات". وأشار إلى أنه كما في حالة أي جريمة مفترضة ستكون "محكمة تتمتع بولاية قضائية للنظر في الجريمة" مسؤولة في نهاية الأمر عن اتخاذ القرار بشأن الجرم الجنائي.

"الدفع بالروبل الروسي"

اقتصاديًا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أن روسيا لن تقبل سوى مدفوعات بالروبل لقاء إيصال الغاز إلى "دول غير صديقة"، بما في ذلك جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، بعد فرض عقوبات مشددة عليها جراء هجومها على أوكرانيا.

وبعيد موقفه هذا ارتفع سعر صرف العملة الروسية المتدهورة قيمتها مقابل الدولار واليورو.

وقال بوتين خلال اجتماع حكومي نقله التلفزيون: "قررت تنفيذ مجموعة من الإجراءات لجعل مدفوعات إمدادات الغاز إلى دول غير صديقة بالروبل الروسي"، ووجه بتنفيذ التغييرات في غضون أسبوع.

لكن بوتين أكد أن بلاده ستواصل ضخ كميات الغاز المنصوص عليها في العقد.

وأمر بوتين البنك المركزي والحكومة بأن يحددا "في مهلة أسبوع" النظام الجديد الذي يفترض أن يكون "واضحًا وشفافًا" ويتضمن "شراء الروبل من سوق الصرف" الروسية، وألمح أيضًا إلى أن صادرات روسية أخرى ستتأثر.

وقال بوتين: "من الواضح أن تسليم بضائعنا إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتلقي الدولار واليورو والعملات الأخرى، لم يعد له معنى بالنسبة لنا".

وسارعت أوكرانيا إلى التنديد بالموقف الروسي الذي رأت فيه "حربًا اقتصادية" على الاتحاد الأوروبي، وبمساعي روسيا لـ"تقوية عملتها".

حصار ماريوبول

وبالنسبة للأوكرانيين المحاصرين في ماريوبول ومدن أخرى، فإنهم لا يصدقون الحديث الروسي عن السلام على وقع تعرضهم لقصف عشوائي قالت دول الغرب إنه يرقى لجريمة حرب.

وقال زيلينكسي في مقطع فيديو إن أكثر من سبعة آلاف شخص فروا من ماريوبول في الساعات الـ24 الماضية، لكن مجموعة كانت تسلك ممرًا إنسانيًا متفقًا عليه غرب المدينة "أسرها المحتلون".

وأضاف: "اليوم بقي في المدينة نحو مئة ألف شخص يعيشون في ظروف غير إنسانية. في حصار تام بدون طعام ولا ماء أو دواء، وتحت قصف مستمر".

وأظهرت مشاهد لماريوبول التقطتها شركة ماكسار للأقمار الاصطناعية، مساحات متفحمة واندلاع النيران في العديد من المباني وتصاعد سحب الدخان من المدينة.

كما أفادت القوات الأوكرانية أيضًا عن قتال بري "عنيف" فيما "اقتحم جنود المشاة" الروس المدينة بعد أن رفضوا مهلة للاستسلام الإثنين.

وتقدّر وكالات الأمم المتحدة الخسائر البشرية بين المدنيين في ماريوبول بنحو 20 ألف جريح وربما 3 آلاف قتيل. لكنها تشدد على أن الأرقام الفعلية لا تزال غير معروفة.

في هذا السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "حتى لو سقطت ماريوبول، فلا يمكن غزو أوكرانيا مدينة بمدينة، شارعًا بشارع، منزلًا بمنزل".

وأضاف: "هذه الحرب لا يمكن الانتصار فيها. عاجلًا أم آجلًا، سيتعين الانتقال من ساحة المعركة إلى طاولة السلام. هذا أمر لا مفر منه".

من جهة أخرى، اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء أن الهجوم الروسي على أوكرانيا "متعثّر رغم كل الدمار الذي يتسبب به يومًا بعد يوم".

وأضاف متحدثًا أمام مجلس النواب الألماني أن على بوتين "أن يستمع للحقيقة وهي أن الحرب لا تدمر أوكرانيا فحسب إنما مستقبل روسيا أيضًا".

تقدم روسي

ميدانيًا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن بعض التقدم في جنوب شرق أوكرانيا وتفاخرت بشن ضربات بأسلحة من الجيل القادم ضد "بنى تحتية عسكرية" في أنحاء هذا البلد.

لكن أوكرانيا وحلفاءها قالوا إن القوات الروسية استنفدت وسائلها بشكل كبير، وتعاني من نقص في الإمداد، ولا تزال عاجزة عن شن عمليات معقدة.

وللمرة الأولى، ظهرت مؤشرات على انتقال القوات الأوكرانية إلى الهجوم مع استعادتها بلدة قريبة من كييف وشنها هجمات على القوات الروسية في جنوب البلاد.

وفي العاصمة كييف، انتهى في وقت مبكر الأربعاء حظر تجول استمر 35 ساعة بعد أن دمرت الضربات الجوية مركز ريتروفيل التجاري الضخم موقعة ثمانية قتلى على الأقل.

وقالت روسيا إن مركز التسوق كان يستخدم مستودعًا لمنظومات صواريخ وذخائر.

فرار الملايين

إنسانيًا، فر أكثر من ثلاثة ملايين و600 ألف شخص من أوكرانيا منذ الهجوم الروسي، حسبما أعلنت الأمم المتحدة الأربعاء محذرة من أن مصير ملايين آخرين يمكن أن ينقلب رأسًا على عقب إذا ما استمرت الحرب المتواصلة منذ قرابة الشهر.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: إن 3,626,546 شخصًا فروا من أوكرانيا، أي بزيادة 69301 عن أرقام الثلاثاء.

وفي المجموع يعتقد أن أكثر من 10 ملايين شخص، أي ما يزيد عن ربع عدد السكان في مناطق كانت تحت سيطرة الحكومة قبل الهجوم، فروا من ديارهم من بينهم 6,48 ملايين نزحوا في الداخل.

ولم تشهد أوروبا مثل هذا التدفق السريع للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، وفق الوكالة الأممية.

وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن "ملايين غيرهم ستنقلب حياتهم رأسًا على عقب إذا ما استمرت الحرب".

وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن بين الفارّين أكثر من 1,5 مليون طفل.

ويضاف إلى هؤلاء اللاجئين 186 ألف شخص من دول أخرى، فروا من أوكرانيا بحسب منظمة الهجرة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close