الخميس 2 مايو / مايو 2024

زيارة هوكستين ومفاوضات ترسيم الحدود.. أي رسائل أراد حزب الله توجيهها؟

زيارة هوكستين ومفاوضات ترسيم الحدود.. أي رسائل أراد حزب الله توجيهها؟

Changed

"للخبر بقية" يناقش تطوّرات مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في ضوء وصول الوسيط الأميركي إلى بيروت (الصورة: غيتي)
سبق حزب الله زيارة هوكستين بنشر صور توثق رصده لمنصة كاريش وسفن الإنتاج، ولوّح باستخدام الصواريخ في حال لم يتم حسم النزاع مع الطرف الإسرائيلي في أقرب وقت.

وصل الوسيط الأميركي آموس هوكستين اليوم الأحد إلى بيروت لطرح حل بشأن حقل كاريش، في إطار التزام الإدارة الأميركية بتسهيل المفاوضات، حيث تقول الخارجية الأميركية إن التوصل إلى حل "أمر ضروري وممكن".

وسبق حزب الله الزيارة بنشر صور توثق رصده لمنصة كاريش وسفن الإنتاج، ولوّح باستخدام الصواريخ في حال لم يتم حسم النزاع مع الطرف الإسرائيلي في أقرب وقت.

"يحمل طرحًا جديدًا"

من ناحيته، أكد وزير الطاقة اللبناني وليد فياض أن الوسيط الأميركي أبلغه أنه يحمل إلى لبنان طرحًا جديدًا يصفه بالإيجابي، ويأمل من صانعي القرار في لبنان الموافقة عليه.

ويشمل المقترح اللبناني استرجاع حقل قانا في الجزء اللبناني الذي ينحرف عن الخط 23، خط النزاع الأصلي.

ويشترط لبنان أنه حتى يتم التوصل إلى اتفاق، على إسرائيل التوقف عن استخراج الغاز من حقل كاريش، وإخراج آليات الحفر منه.

تلويح باستخدام القوة

ويتزامن التفاوض مع تلويح باستخدام القوة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي قبل أيام إسقاط طائرة مسيّرة أطلقها حزب الله بعد اختراقها الأجواء الإسرائيلية قرب الحدود.

والجيش الإسرائيلي كان قد أعلن مطلع الشهر الجاري عن إسقاط 3 طائرات مسيّرة أطلقها حزب الله تجاه المنطقة المتنازع عليها مع إسرائيل عند حقل كاريش.

وأكدت رئاسة الحكومة اللبنانية في بيان حينها، أن إرسال مسيّرات ثلاث إلى محيط المنطقة البحرية المتنازع عليها جرى خارج إطار مسؤولية الدولة، وخارج السياق الدبلوماسي، ولا سيّما وأن المفاوضات الجارية بمساع من الوسيط الأميركي قد بلغت مراحل متقدمة.

بدوره، يتمسك حزب الله بموقفه ويهدد إسرائيل بعدم السماح لها باستخراج الغاز. وأعلن أمين عام الحزب حسن نصرالله أن كل الحقول التي تنقب فيها إسرائيل عن موارد الطاقة هي في دائرة التهديد، وليس حقل كاريش فقط.

وأكد نصرالله أنه لا يوجد هدف إسرائيلي في البحر أو في البر لا تطاله صواريخ الحزب الدقيقة.

"التفاؤل مصطلح مضلل"

وتعليقًا على التطورات، يشير محرّر الشؤون الإسرائيلية في "العربي الجديد" نضال وتد، إلى أن مصطلح التفاؤل حول إمكانية قبول الجانب اللبناني بالمقترح الإسرائيلي، والذي كانت نقلته وسائل إعلام إسرائيلية اليوم هو "مصطلح مضلل، وجزء من الحرب الإعلامية على مسألة حقوق لبنان بالغاز في البحر المتوسط".

ويقول في حديثه إلى "العربي" من أم الفحم، إنّ إسرائيل تحاول الادعاء بأنها قدمت عروضًا، قالت بنفسها في الصحف، إنها تتضمن "تنازلات إسرائيلية".

ويردف وفق هذا الادعاء بأنه "عندما تتنازل إسرائيل بعض الشيء، ربما في ما يختص بحقل قانا الذي تطالب بنسبة منه، يبقى على الجانب اللبناني أن يقبل هذا التنازل الإسرائيلي، وهو ليس تنازلًا في الواقع، وأن يشكر إسرائيل على هذا الكرم".

ويشدد على أن تعبير التفاؤل، الذي نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر في حكومة الاحتلال "هو فقط في هذا السياق الدعائي والقول إن إسرائيل قدمت تنازلات، وبالتالي ينبغي على لبنان أن يلاقي هذه التنازلات بأخرى من جانبه".

ويوضح أن ذلك يعني عمليًا خسارة لبنان لجزء من الأراضي أو من حقل قانا، ويعني أيضًا قبول لبنان بالموقف الإسرائيلي بأن كل حقل كاريش هو من حق إسرائيل، بما في ذلك الأجزاء المتعلقة بخط 23 والتي تضم أجزاءً من حقل قانا.

"حقل قانا لم يكتشف بعد"

من ناحيتها، تلفت الخبيرة في شؤون النفط والغاز لوري هايتايان إلى أن الجانب اللبناني يعتبر استمرار المفاوضات وقبول آموس هوكستين المجيء إلى لبنان ومعالجة الموضوع أمرًا إيجابيًا، ومن هنا يأتي التفاؤل لدى المسؤولين اللبنانيين.

وتلفت في حديثها إلى "العربي" من بيروت، إلى أن المسألة اليوم أصبحت حول ما يُسمى بـ"حقل قانا"، غير الموجود إلا على الورق وفي الكلام الذي يُقال بشأنه، فهو غير مكتشف ولا نعرف حجمه ولا من أين يبدأ وإلى أين ينتهي، متوقفة عند ما تظهره الخرائط حول موقعه.

وتعتبر أن لبنان أدخل نفسه عندما تخلّى عن الخط 29 وعن كاريش بوصفه حقًا له، في متاهة أن هناك ما يُسمى بحقل قانا وبأن عليه استغلاله بكامله. 

وتتحدث عن "العرض الأميركي، الذي يقول إن هناك أرجحية للبنان بأن يبدأ باكتشاف قانا، وإنْ تجاوز الحقل الخط 23 إلى المنطقة الاقتصادية الإسرائيلية عليه التعويض لإسرائيل".

وتعرب عن اعتقادها بأن النقطة الأساس اليوم هي حول كيفية التعويض، وهذا ما يأتي فيه هوكستين إلى بيروت.

"ما يفعله حزب الله لدعم موقف لبنان"

بدوره، يرى الكاتب والباحث السياسي حسن شقير، أن "كل ما يفعله حزب الله، من المسيّرات إلى التصوير الدقيق والتصويب على منصات الإنتاج والحفر، هو لدعم الموقف اللبناني، وتوجيه رسالة واضحة لهوكستين والكيان الإسرائيلي".

ويشرح في حديثه إلى "العربي" من بيروت، أن مفاد هذه الرسالة "ممنوع التذاكي والتسويف والمماطلة في الوقت، وبأن العرض اللبناني الذي حمله هوكستين من الأطراف الرسمية اللبنانية هو الوحيد المقبول".

وينفي أن تكون المسيّرات والتصوير من جانب حزب الله لإطلاق الحرب في المنطقة، بل لتوجيه رسالة شديدة الوضوح بأن الحزب يريد تحصيل حقول لبنان وأن المماطلة الأميركية والتسويف والكذب الصهيوني ممنوعان في هذا الموضوع.

ويلفت إلى أن الرسالة هي أيضًا "تكذيب الدعاية الصهونية وتوهين القدرة الصهيونية، والقول للصهاينة والأميركيين والعالم أن المقاومة قادرة أن تُصيب أي هدف هناك، ولا سيما تلك المنصات".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close