لقي 25 شخصًا على الأقل مصرعهم بينهم شرطي، الخميس، في عملية ضخمة لمكافحة المخدرات في إحدى مدن الصفيح الفقيرة في ريو دي جانيرو، حيث تحوّلت منطقة جاكاريزينيو في شمال ريو، إلى ساحة معركة دامية.
ونُفذت العملية فجر الخميس ضد مهربي مخدرات، متهمين بتجنيد قاصرين في الحي.
وأعلنت الشرطة مقتل "24 مشتبهًا بهم" وضابط شرطة، برصاص في الرأس في بداية التدخل، فيما علّق مسؤول في الشرطة في مؤتمر صحافي قائلا: "لسوء الحظ، اندلعت اشتباكات.. لا شيء يفرح بهذه الحصيلة"، مشيرًا إلى أنّ الشرطة احترمت كافة الإجراءات قبل إطلاق النار.
كذلك، أُصيب شخصان على الأقل أثناء سفرهما في المترو المعلق، وقد حوصرا خلال تبادل لإطلاق النار، وفقًا لوسائل الإعلام.
A police officer is among 25 people killed in shootouts during raids in Brazil. Heavily-armed officers were targeting a powerful gang in Rio De Janeiro who refused to go quietly. https://t.co/VJGtwE2bMW #7NEWS pic.twitter.com/wCsN3mEhKE
— 7NEWS Sydney (@7NewsSydney) May 7, 2021
وفي بيان، كشفت الشرطة أن تنفيذ هذه العملية جاء "بعد تقارير تلقتها وحدة حماية الطفولة عن تجنيد تجار مخدرات أولادًا ومراهقين للانضمام إلى العصابة الإجرامية الرئيسية في المنطقة".
وأضافت: "هؤلاء المجرمون ينفذون أعمالاً مثل تهريب المخدرات وسرقة البضائع والاعتداء على المشاة وجرائم قتل وتنفيذ هجمات على قطارات الأنفاق من بين جرائم أخرى".
"تخطيط سيئ"
وبحسب ما ذكر مسؤول محلي لوكالة "فرانس برس"، نقلاً عن سكان المنطقة، فقد كان المشهد هناك عبارة عن جثث ملقاة في الشوارع وسط برك من الدماء والعديد من الجثث محملة في عربة شرطة مصفحة.
من جهتها، أدانت سيلفيا راموس منسقة شبكة المنظمات غير الحكومية لمراصد الأمن العام هذه العملية معتبرة أن التخطيط كان سيئًا و"تحولت العملية بعد مقتل ضابط شرطة لعملية انتقامية".
وفي تصريح لـ "فرانس برس" قالت: "من هم القتلى؟ شباب سود. ولهذا السبب تتحدث الشرطة عن 24 مشتبهًا به... يكفي أن يكون الشخص أسود ويعيش في مدينة للصفيح ليصبح مشتبهاً به".
مطالبة بتحقيقات نزيهة
من جانبها، أعربت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الجمعة عن قلقها الشديد جراء ما حدث، مطالبة القضاء البرازيلي بإجراء "تحقيق مستقل ونزيه".
وأوضح الناطق باسم المفوضية روبرت كولفيل في اليوم التالي للعملية قائلا: "تلقينا تقارير مقلقة أنه بعد الأحداث، فشلت الشرطة في اتخاذ خطوات للحفاظ على الأدلة في مسرح الجريمة ما قد يعوق التحقيقات".
ودعا أيضًا خلال مؤتمر صحافي دوري للأمم المتحدة في جنيف "لإجراء تحقيقات مستقلة في هذه القضية وفقًا للمعايير الدولية".
وقال إن المفوضية نددت بالاستخدام غير الضروري وغير المتناسب للقوة من قبل الشرطة في الأحياء الفقيرة البرازيلية، وهو توجه مستمر منذ فترة طويلة.
ويعتبر حي جاكاريزينيو مركزًا لأبرز عصابة لتهريب المخدرات في ريو دي جانيروو: "كوماندو فيرميليو".
وذكرت منصة "فوغو كروزادو"، التي توثق أعمال العنف في ريو دي جانيرو، أنّ حصيلة القتلى هي الأكبر لعملية من هذا النوع منذ عام 2016، عندما بدأت إحصاءاتها.
ونُفّذت العملية رغم حكم المحكمة العليا الذي يحظر على الشرطة إجراء عمليات دهم في الأحياء الفقيرة في البرازيل خلال جائحة كورونا، إلا في "ظروف استثنائية جدًا".
#Brazil - 25 killed in police raid on Rio slum. #AFP 📸 @mauropimentel_https://t.co/lb0IitUPn8 pic.twitter.com/3P6umXQDwj
— AFP Photo (@AFPphoto) May 7, 2021